أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-12-2018
969
التاريخ: 3-08-2015
1101
التاريخ: 19-4-2018
1048
التاريخ: 19-4-2018
898
|
[اولا] :
ﺇﺫﺍ ﺗﻘﺮﺭ [أن بعثة الانبياء واجبة] ...
ﻓﺎﻋﻠﻢ: ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﻋﺼﻤﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ (ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻓﺠﻮﺯﺕ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻭﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﻞ ﺫﻧﺐ ﻛﻔﺮ، ﻭﺍﻟﺤﺸﻮﻳﺔ ﺟﻮﺯﻭﺍ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﻌﻬﺎ
ﻋﻤﺪﺍ ﻻ ﺳﻬﻮﺍ ﻭﺟﻮﺯﻭﺍ ﺗﻌﻤﺪ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﻭﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻭﺟﻮﺯﻭﺍ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ
ﺳﻬﻮﺍ، ﻭﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﺃﻭﺟﺒﻮﺍ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻋﻤﺪﺍ ﻭﺳﻬﻮﺍ (1) ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻮﺟﻬﻴﻦ:
ﺍﻷﻭﻝ: ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻭﺗﻘﺮﻳﺮﻩ ﺃﻧﻪ
ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﻌﺼﻮﻣﻴﻦ ﻻﻧﺘﻔﺖ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ (2) ﺑﻴﺎﻥ
ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺯﺕ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻮﺛﻮﻕ ﺑﺼﺤﺔ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻟﺠﻮﺍﺯ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺣﻴﻨﺌﺬ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻮﺛﻮﻕ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻷﻣﺮﻫﻢ ﻭﻧﻬﻴﻬﻢ ﻓﺘﻨﺘﻔﻲ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺑﻌﺜﻬﻢ ﻭﻫﻮ
ﻣﺤﺎﻝ.
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻟﻮ ﺻﺪﺭ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻟﻮﺟﺐ
ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺑﺎﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻣﺤﺎﻝ، ﻷﻧﻪ ﻗﺒﻴﺢ،
ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺤﺎﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ.
[ثانيا]:
(ﻓﻲ ﺃﻧﻪ [النبي] ﻣﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻋﻤﺮﻩ ﺇﻟﻰ
ﺁﺧﺮﻩ، ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻧﻘﻴﺎﺩ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺳﺎﻟﻒ ﻋﻤﺮﻩ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ
ﻭﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﻭﻣﺎ ﺗﻨﻔﺮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻨﻪ).
ﺃﻗﻮﻝ: ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻮﻥ ﺑﻌﺼﻤﺘﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ
ﻧﻘﻠﻨﺎﻩ ﻋﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻮﺣﻲ، ﻭﺃﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﻤﻨﻌﻮﺍ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻻﺻﺮﺍﺭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ
ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻭﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮ.
ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ
ﻣﻤﺎ ﻳﻮﻫﻢ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻤﺤﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺟﻤﻌﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺩﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺑﻴﻦ
ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﻭﺟﻮﻩ ﻭﻣﺤﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻌﻪ. ﻭﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﻄﺎﻟﻌﺔ
ﻛﺘﺎﺏ ﺗﻨﺰﻳﻪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺗﺒﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺮﺗﻀﻰ (ﺭﻩ) ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻱ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ
ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻟﻮﻻ ﺧﻮﻑ ﺍﻹﻃﺎﻟﺔ ﻟﺬﻛﺮﻧﺎ ﻧﺒﺬﺓ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ.
[و] ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻫﻞ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻟﻘﺒﺢ
ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﻔﻀﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻋﻘﻼ ﻭﺳﻤﻌﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ
أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ
تَحْكُمُونَ} [يونس: 35].
ﺃﻗﻮﻝ: ﻳﺠﺐ ﺍﺗﺼﺎﻑ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺁﻟﻪ) ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻜﻤﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺃﻛﻤﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ
ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻷﻧﻪ ﻳﻘﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﻔﻀﻮﻝ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ
ﺍﻟﻤﻜﻤﻞ ﻋﻘﻼ ﻭﺳﻤﻌﺎ. ﺃﻣﺎ ﻋﻘﻼ: ﻓﻈﺎﻫﺮ ﺇﺫ ﻳﻘﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﺒﺘﺪﺋﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ
ﻣﻘﺪﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ، ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻣﺒﺘﺪﺋﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻣﻘﺪﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﺃﻭ
ﻣﺒﺘﺪﺋﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻣﻘﺪﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺒﻮﻳﻪ ﻭﺍﻟﺨﻠﻴﻞ، ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ.
ﻛﺎﻟﻘﺮﺁﻥ (3) ﻭﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﻘﻤﺮ (4)، ﻭﻧﺒﻮﻉ
ﺍﻟﻤﺎﺀ (5) ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﻭﺇﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ، ﻭﺗﺴﺒﻴﺢ ﺍﻟﺤﺼﻰ ﻓﻲ
ﻛﻔﻪ ﻭﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺼﻰ، ﻭﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎ، ﻭﺇﻻ ﻟﺰﻡ ﺇﻏﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻦ
ﺑﺎﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﺤﺎﻻ.
ﺃﻗﻮﻝ: ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺤﺴﺐ
ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ، ﻛﺎﻟﻤﺮﻳﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ
ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﺰﺍﺟﻪ ﻓﻲ ﺗﻨﺰﻻﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺽ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ
ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻦ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ
ﺃﺯﻣﺎﻧﻬﻢ ﻭﺃﺷﺨﺎﺻﻬﻢ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺮ ﻓﻲ ﻧﺴﺦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ
ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻛﻮﻥ ﻧﺒﻮﺗﻪ
ﻭﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﻧﺎﺳﺨﺘﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﺗﻘﺪﻣﻬﻤﺎ ﺑﺎﻗﻴﺘﻴﻦ ﺑﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ.
___________________
(1)
ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﺇﻣﺎ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺩﻳﻨﻲ ﺫﻫﻨﻲ ﺃﻭ ﻓﻌﻠﻲ ﻭﺍﻷﻭﻝ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ
ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺇﻻ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ [ﺍﻟﻔﺼﻴﻠﻴﺔ] ﻗﺒﺤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺗﺠﻮﻳﺰ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ
ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﻔﺮ ﻭﻗﺪ ﺟﻮﺯﻭﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﺸرﺍﺋﻊ ﻭﻧﻘﻞ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ
ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺇﻻ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻕ ﺃﻭ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﻌﻠﻬﺎ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﺎ
ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ [...] ﻭﺳﻬﻮ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﻟﻪ) [ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ] ﻟﻴﺲ ﻛﺴﻬﻮ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺃﻗﺒﺢ ﺑﻮﻗﻮﻋﻪ ﻣﻨﻪ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﺫﻱ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻦ ﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ ﻭﺑﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻻﺟﻤﺎﻉ
ﻭﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻟﻌﻠﻪ ﺃﻟﻴﻖ ﺑﻤﻨﺼﺐ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.
(2) ﻣﻦ
ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻤﺜﻮﺑﺔ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺬﺍﺫ.
(3)
ﺇﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻧﺰﺍﻉ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻣﻔﺼﻼ ﻣﺸﺘﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺚ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ
ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻻﺧﺘﻼﻕ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻢ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ
ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﺣﺎﻝ ﻧﺒﻴﻨﺎ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺁﻟﻪ) ﺃﻧﻪ ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻳﺘﻴﻤﺎ ﻭﻫﻲ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ
ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺑﻄﻠﺐ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﺪﺓ ﻳﺴﻴﺮﺓ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺳﻔﺮﻩ ﺃﻧﻪ
ﻟﻢ ﻳﻮﺍﻇﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻭﺍﻧﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺳﻨﺔ
ﺛﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻌﺠﺰ ﻇﺎﻫﺮ، ﻓﺈﻥ ﻇﻬﻮﺭ
ﻣﺜﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ
ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺿﺮﻭﺭﻱ (ﺱ ﻁ).
(4)
ﻗﻮﻟﻪ ﻭﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﺭﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﺎ
ﻣﻦ ﻧﺒﻲ ﺇﻻ ﻭﻟﻪ ﺁﻳﺔ ﻓﻤﺎ ﺁﻳﺘﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻚ
ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻚ ﻗﺪﺭ ﻓﻤﺮ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻗﻄﻌﺘﻴﻦ ﻓﻬﺒﻂ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺟﺒﺮﺋﻴﻞ(ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ
ﻣﺤﻤﺪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﺮﺋﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﺇﻧﻲ ﺃﻣﺮﺕ ﻛﻞ ﺷﺊ ﺑﻄﺎﻋﺘﻚ
ﻓﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻗﻄﻌﺘﻴﻦ ﻓﺼﺎﺭ ﻗﻄﻌﺘﻴﻦ ﻓﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ،
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺪ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻌﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺛﻢ ﺃﻋﺮﺽ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺳﺤﺮ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺳﺤﺮ
ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﻻ ﻳﺨﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺎﺕ
ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ (ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭﺍﻧﺸﻖ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺇﻥ ﻳﺮﻭﺍ ﺁﻳﺔ ﻳﻌﺮﺿﻮﺍ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺳﺤﺮ
ﻣﺴﺘﻤﺮ) (ﺱ ﻁ).
(5)
ﻗﻮﻟﻪ ﻭﻧﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﻣﻨﻪ ﺃﻟﻒ ﻭﺧﻤﺴﻤﺌﺔ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﻝ
ﺟﺎﺑﺮ ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻟﻜﻔﺎﻧﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﺤﺠﺮ
ﻟﻪ ﺑﻀﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﻌﺼﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻣﻌﺪﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻷﺻﺎﺑﻊ (ﺱ ﻁ).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|