عرفت دوائر المعارف البريطانية التحيل الكمي بأنه " ترجمة المحتوى إلى أرقام ونسب وأعداد وإحصائيات ومعدلات ثم حساب التكرار لتحديد مواقع التركيز والاهتمام أو التهميش. ويقصد بالتحليلات الكمية أيضاً تلك التي تعتمد على استخدام المؤشرات العددية والإحصائية لدراسة الظاهرة الاجتماعية وتحليلها بصورة يسهل فهمها والتعرف على مشاكلها والعوامل المتداخلة بها، وللتحليل الكمي نظرة وضعية Positivistic، وذو خاصية جزئية، وقائم على الاستنباط Deduction وموضوعي Objective وموجه نحو النتائج Results-oriented، وذو نظرة محايدة للعالم، كما أن التحليل الكمي مصمم للتحقق والتأكد من العلاقات الموضوعية عن طريق النظرية، فالتجريب والعلاقات الارتباطية التي يكثر استخدامها في المنهج الكمي مصممة بهدف التحقق من العلاقات بين المتغيرات، وأدوات جمع البيانات في المجتمع الكمي مصممة لتقديم حقائق موضوعية ورقمية وثابتة وقابلة للملاحظة والقياس، ومن هذه الأدوات الملاحظة المقننة والاستمارة.

كما يعتمد التحليل الكمي على العد والقياس باستخدام الأرقام مما يؤدى إلى توفير كم من المعلومات يمكن التحكم فيها باستخدام الأساليب الرياضية والإحصائية والخروج باستنتاجات كمية تساعد القائم بالتحليل في التوصل إلى نتائج، ولا يعتبر التحليل الكمي باستخدام الأساليب الرياضية والإحصائية هدفاً في حد ذاته، وإنما هو وسيلة تستخدم لزيادة كفاءة التحليل ودقته وشموله، وتعبيره صحيحاً عن المضمون، وابتعاده عن التخمينات والانطباعات والتقديرات الذاتية للباحث، وعلى هذا الأساس يعد التحليل الكمي مقدمة وأساس للتحليل الكيفي، وهو ما دفع بعض الباحثين إلى نبذ التضاد الزائف بين الأسلوبين الكمي والكيفي، ورفض التفرقة الجذرية بينهما.