أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-10-2015
3757
التاريخ: 22-10-2015
3371
التاريخ: 10-02-2015
3692
التاريخ: 29-01-2015
3522
|
كانت غرة ذي القعدة سنة ست من الهجرة ؛ خرج النبي (صلى الله عليه واله) في ألف وأربعمائة أو ألف وستمائة أو ألف وخمسمائة وخمسة وعشرين خرج يريد العمرة ولا يريد حربا ولم يخرج بسلام إلا السيوف في القرب .
قال المفيد في الارشاد وكان اللواء يومئذ إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كما كان إليه في المشاهد قبلها وأحرم من ذي الحليفة وساق هو وأصحابه سبعين بدنة وبلغ الخبر قريشا فاجمع رأيهم على صده وعسكروا وأرسلوا خالد بن الوليد في مائتي فارس إلى كراع الغميم ودخل بسر بن سفيان الخزاعي الكعبي مكة فعرف ما يريدون وجاء حتى لقيه وراء عسفان وقدم رسول الله (صلى الله عليه واله) عباد بن بشر أمامه في عشرين فارسا ودنا خالد فقام عباد بازائه وصلى رسول الله (صلى الله عليه واله) بأصحابه الظهر صلاة الخوف وتيامن بأصحابه في طريق تخرجهم على مهبط الحديبية من أسفل مكة من ناحية جدة فرجعت خيل قريش إليهم راكضين ينذرونهم فخرجوا حتى نزلوا مياه الحديبية وترددت الرسل بينهم وبينه فأبوا إلا منعه من دخول مكة فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة قال المفيد في الارشاد وكان من بلاء علي (عليه السلام) في ذلك اليوم عند صف القوم في الحرب والقتال ما ظهر خبره واستفاض ذكره وذلك بعد البيعة التي أخذها النبي (صلى الله عليه واله) على أصحابه والعهود عليهم في الصبر وكان علي (عليه السلام) المبايع للنساء عن النبي (صلى الله عليه واله) فكانت بيعته لهن يومئذ أن اطرح ثوبا بينهن وبينه ثم مسحه بيده فكانت مبايعتهن للنبي (صلى الله عليه واله) مسح الثوب ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يمسح ثوب علي مما يليه ثم اتفقوا على الصلح والموادعة فأرسلت قريش سهيل بن عمرو وجماعة فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله) علي بن أبي طالب ليكتب كتاب الصلح فقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل لا أعرف هذا ولكن اكتب باسمك اللهم فكتبها ثم قال اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو فقال سهيل لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو فجعل علي يتلكأ ويأبى أن يكتب إلا محمد رسول الله فقال له اكتب فان لك مثلها تعطيها وأنت مضطهد وفي رواية ستدعى إلى مثلها فتجيب وأنت على مضض ؛ إشارة إلى ما وقع يوم الحكمين وهذا يدل على أن ذلك وقع قبل أن يكتب علي محمد رسول الله وفي رواية أنه جرى ذلك بعد ما كتبها وإن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لعلي امح رسول الله فقال علي والله لا أمحوه أبدا فقال أرنيه فأراه إياه فمحاه بيده وقال أنا والله رسول الله وإن كذبتموني وفي إرشاد المفيد فقال له علي انه والله لرسول الله على رغم انفك فقال سهيل اكتب اسمه يمض الشرط فقال له علي ويلك يا سهيل كف عن عنادك فكتب علي هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو واصطلحا على وضع الحرب عشر سنين إلى أن قال : وانك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا مكة وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثا معك سلاح الراكب السيوف في القرب لا تدخلها بغيرها وكتب الكتاب نسختين إحداهما عند النبي (صلى الله عليه واله) والأخرى عند سهيل بن عمرو ونحر رسول الله (صلى الله عليه واله) هديه وحلق ونحر أصحابه وحلق عامتهم وقصر الآخرون قال المفيد في الارشاد فكان نظام تدبير هذه الغزاة متعلقا بعلي (عليه السلام) وكان ما جرى فيها من البيعة وصف الناس للحرب ثم الهدنة والكتاب كله لأمير المؤمنين (عليه السلام) وكان فيما هيأه الله من ذلك حقن الدماء وإصلاح أمر الاسلام (اه) وكان صلح الحديبية سببا لكثرة المسلمين وإن أجحفت بحقهم ؛ وقد يسأل سائل فيقول ما كان الغرض من عمرة الحديبية والنبي (صلى الله عليه واله) يعلم أو يظن ظنا قريبا من العلم أن قريشا لا تمكنه من دخول مكة وقد تكون الحكمة فيها التمهيد لعقد الهدنة التي كان فيها تقوية المسلمين بعد الحروب التي مضت عليهم والتي صارت سببا لفتح مكة بغير حرب فان قريشا لما خالفت شروط الهدنة بمعاونتها على خزاعة سرا حق للنبي (صلى الله عليه واله) أن يغزو مكة ويفتحها وقريش آمنة غير مستعدة لحربه ولولا الهدنة لكانت دائما في حذر واستعداد والله أعلم ؛ وقد تكون الحكمة أن يظهر للناس ظلم قريش وجورها بصدها عن بيت الله المعظم عند الجمي (عليه السلام) وقد نقم عليهم ذلك الحليس بن علقمة. وقد روى الناس لأمير المؤمنين علي في غزاة الحديبية بعد الذي ذكرنا فضيلتين اختص بهما وانضافا إلى فضائله العظام ومناقبه الجسام فروى إبراهيم بن عمرو عن رجاله عن فائد مولى عبد الله بن سالم قال لما خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) في غزوة الحديبية نزل الجحفة فلم يجد فيها ماء فبعث سعد بن مالك حتى إذا كان غير بعيد رجع سعد بالروايا وقال يا رسول الله ما أستطيع أن أمضي لقد وقفت قدماي رعبا من القوم فقال له النبي (صلى الله عليه واله) أجلس ثم بعث رجلا آخر فخرج بالروايا حتى إذا كان بالمكان الذي انتهى إليه الأول رجع فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لِم رجعت قال والذي بعثك بالحق نبيا ما استطعت أن أمضي رعبا فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله) عليا (عليه السلام) فأرسله بالروايا وخرج السقاة وهم لا يشكون في رجوعه لما رأوا من جزع من تقدمه فخرج علي بالروايا حتى ورد الحرار واستقى ثم أقبل بها إلى النبي (صلى الله عليه واله) ولها زجل فلما دخل كبر النبي (صلى الله عليه واله) ودعا له بخير ؛ قال وفي هذه الغزاة أقبل سهيل بن عمرو إلى النبي (صلى الله عليه واله) فقال يا محمد ان أرقاءنا لحقوا بك فارددهم علينا فغضب رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى تبين الغضب في وجهه ثم قال لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه بالايمان يضرب رقابكم على الدين فقال بعض من حضر يا رسول الله فلان ذلك الرجل قال لا قال ففلان قال لا ولكنه خاصف النعل في الحجرة فسار الناس إلى الحجرة ينظرون من الرجل فإذا هو علي (عليه السلام) .
قال وقد روى هذا الحديث جماعة عن علي (عليه السلام) وقالوا فيه إن عليا قص هذه القصة ثم قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار . وكان الذي أصلحه علي (عليه السلام) من نعل النبي (صلى الله عليه واله) شسعها فإنه كان انقط (عليه السلام) فخصف موضعه وأصلحه (اه) .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|