المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



صفات النبي ونعوته  
  
1241   01:24 صباحاً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص 145- 148
القسم : العقائد الاسلامية / النبوة / الانبياء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015 1242
التاريخ: 3-08-2015 1377
التاريخ: 26-12-2017 898
التاريخ: 26-12-2017 1614

ذكر بعض المحققين العارفين للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صفاتا و نعوتا أحببنا إيرادها و هي جارية بعينها في الإمام عليه السّلام قال ما ملخصه: من صفاته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يكون صافي النفس في قوته‌ النظرية صفاء تكون معه شديدة الشبه بالروح الأعظم، فيتصل به متى أراد من غير كثير تعمل و تفكر حتى تفيض عليه العلوم اللدنية من غير توسط تعليم بشري بل يكاد زيت عقله ‌يضيء و لو لم تمسسه نار التعليم البشري بمقدحة الفكر و زند البحث و التكرار، فإن النفوس ‌متفاوتة في درجات الحدس و الاتصال بعالم النور، فمن محتاج إلى التعلم في جل‌ المقاصد بل كلها، ومن غبي لا يفلح في فكره و لا يؤثر فيه التعليم أيضا، حتى خوطب‌ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الهادي في حقه: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56]، ولا تسمع من في القبور و {لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ } [النمل: 80] وذلك لعدم وصولهم بعد إلى درجة استعداد الحياة العقلية، فلم يكن لهم سمع باطني يسمعون به الكلام المعنوي و الحديث الرباني:

{لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا} [الأعراف: 179] وَ {لَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا} [الأعراف: 179].

و أن يكون شديد الحدس كثيره‌ كمّا و كيفا سريع الاتصال بعالم الملكوت يدرك بحدسه أكثر المعلومات في زمان قليل ‌إدراكا شريفا نوريا ينتهي بقوة حدسه إلى آخر المعقولات في زمان قصير من غير تعلم، فيدرك أمورا يقصر عن إدراكها غيره من الناس، وأن تكون قوته المتخيلة قوية بحيث يشاهد في اليقظة عالم الغيب، وتتمثل له الصور المثالية الغيبية، ويسمع الأصوات الملكوتية ، ويتلقى المغيبات و الأخبار الجزئية من الملكوت فيطلع على الحوادث الماضية و الآتية، وأن تكون قوته الحساسة و المحركة في القوة بحيث تؤثر في مادة العالم بإزالة صورة و إلباس أخرى، فيحيل الهواء إلى الغيم بإذن اللّه، ويحدث الأمطار و الزلازل لأجل ‌استهلاك امة فجرت وعتت عن أمر ربها ورسله، وان يسمع دعاءه في الملك و الملكوت ‌لعزيمة قوته، فيستشفي المرضى ويستسقي العطشى وتخضع له الحيوانات. ومن صفات النبي صلّى اللّه عليه و آله وسلّم أن يكون جالسا في الحد المشترك بين عالم المعقول و عالم‌ المحسوس، فهو تارة مع الحق بالحب له و تارة مع الخلق بالرحمة عليهم و الشفقة لهم، فإذا عاد إلى الخلق كان كواحد منهم كأنه لا يعرف اللّه و ملكوته، و إذا خلا بربه كان مشتغلا بذكره و خدمته فكأنه لا يعرف الخلق، يأخذ من اللّه و يتعلم من لدنه و يعطي لعباده و يعلمهم ‌و يهدي لهم، فيسأل و يجاب و يسأل و يجيب ناظما للطرفين واسطة بين العالمين سمعا من‌ جانب و لسانا إلى جانب، فلقلبه بابان مفتوحان:

أحدهما: وهو الباب الداخلاني إلى مطالعة اللوح و الذكر الحكيم فيعلمه علما يقينيا لدنيّا من عجائب ما كان أو سيكون، وأحوال العالم ما مضى و ما سيقع، وأحوال القيامة والحشر و الحساب ومثال الخلق إلى الجنة أو النار، وإنما ينفتح هذا الباب لمن توجه إلى‌ عالم الغيب و أفرد ذكر اللّه على الدوام.

الثاني: إلى مطالعة ما في الحواس ليطلع على سوانح مهمات الخلق و يهديهم إلى ‌الخير و يردعهم عن الشر، فيكون قد استكملت ذاته في كلتا القوتين، آخذا بحظ وافر من ‌نصيب الوجود والكمال من اللّه سبحانه بحيث يسع الجانبين و يوفي حق الطرفين، وهذا أكمل المراتب الإنسانية. ومن لوازم الخصائص المذكورة اثنتا عشرة صفة مفطورة له ‌وهي: أن يكون جيد الفهم لكل ما يسمعه و يقال له على ما يقصده القائل و على ما هو الأمر عليه، وكيف لا و هو في غاية إشراق العقل و نورية النفس. وأن يكون حفوظا لما يفهمه و يحسه لا ينساه، وكيف لا و نفسه متصلة باللوح‌ المحفوظ. وأن يكون صحيح الفطرة والطبيعة معتدل المزاج تام الخلقة قوي الآلات على‌ الأعمال التي من شأنه أن يفعلها كالمناظرة في العلوم مع أهل الجدال، و المباشرة في ‌الحروب مع الأبطال لإعلاء كلمة اللّه تعالى و هدم كلمة الكفر و طرد أولياء الطاغوت ليكون ‌الدين كله للّه و لو كره المشركون، كيف لا و الكمال الأولي إنما يفيض على المزاج الأتم.

و أن يكون حسن العبارة يطيعه لسانه على إبانة كلما يظهره إبانة تامة، كيف لا وشأنه ‌التعليم و الإرشاد و الهداية إلى طريق الخير للعباد. وأن يكون محبا للعلم و الحكمة لا يؤلمه التأمل في المعقولات و لا يؤذيه الكد الذي‌ يناله منها، وكيف لا والملائم للشيء ملذ إدراكه لأنه يتقوى به. وأن يكون بالطبع غير شره على الشهوات متجنبا بالطبع عن اللعب ومبغضا للذّات‌ النفسانية، و كيف لا وهي حجاب عن عالم النور ووصلة بعالم الغرور، فيكون ممقوتا عند أهل اللّه و مجاوري عالم القدس. وأن يكون كبير النفس محبا للكرامة تكبر نفسه عن كل ما يشين و يتضع من الأمور، وتسمو نفسه بالطبع إلى الأرفع منها و يختار من كل شي‌ء عقيلته، ويجتنب سفساف الأمور ويكره خداجها و سقطها اللهم إلا لرياضة النفس و الاكتفاء بأيسر أمور هذه الدار و أخفها، وذلك لأن في الأشرف مزيد قرب من العناية الأولى. وأن يكون رؤوفا عطوفا على خلق اللّه أجمع لا يعتريه الغضب عند مشاهدة المنكر إلا للّه، ولا يعطل حدود اللّه من غير أن يهمه التجسس، وكيف لا و هو شاهد بسر اللّه في‌ لوازم القدر. وأن يكون شجاع القلب غير خائف من الموت، وكيف لا و الآخرة خير له من الأولى‌ فيكون قوي العزيمة على ما يرى و ينبغي أن يكون جسورا مقداما عليه لا ضعيف النفس. و أن يكون جوادا لأنه عارف بأن خزائن رحمة اللّه لا تبيد و لا تنقص، وأن يكون‌ أهش خلق اللّه إذا خلا بربه لأنه عارف بالحق، كيف لا و هو أجل الموجودات بهجة وبهاء. وأن يكون غير جموح و لا لجوج سلس القياد إذا دعي إلى العدل صعب القياد إذا دعي إلى الجور و القبيح. ويجب أن يكون منزها عن كل ما يدنسه و يشينه من الغلظة و الفظاظة و الحسد و البخل‌ ودناءة الآباء و عهر الأمهات و الأنوثة والخنوثة و ما شابه ذلك. وأن يكون معصوما من الذنوب محفوظا عن الكبائر و الصغائر عمدا و سهوا، كل‌ ذلك لئلا تتنفر عنه الطباع بل تطيعه طوعا و رغبة و صفحا، وكيف لا و نفسه أكبر من أن‌ تخرجها زلة بشر. وأن يكون نسّاء للأحقاد و كيف لا و ذكره مشغول بالحق.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.