أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
1242
التاريخ: 3-08-2015
1377
التاريخ: 26-12-2017
898
التاريخ: 26-12-2017
1614
|
ذكر بعض المحققين العارفين للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صفاتا و نعوتا أحببنا إيرادها و هي جارية بعينها في الإمام عليه السّلام قال ما ملخصه: من صفاته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يكون صافي النفس في قوته النظرية صفاء تكون معه شديدة الشبه بالروح الأعظم، فيتصل به متى أراد من غير كثير تعمل و تفكر حتى تفيض عليه العلوم اللدنية من غير توسط تعليم بشري بل يكاد زيت عقله يضيء و لو لم تمسسه نار التعليم البشري بمقدحة الفكر و زند البحث و التكرار، فإن النفوس متفاوتة في درجات الحدس و الاتصال بعالم النور، فمن محتاج إلى التعلم في جل المقاصد بل كلها، ومن غبي لا يفلح في فكره و لا يؤثر فيه التعليم أيضا، حتى خوطب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الهادي في حقه: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56]، ولا تسمع من في القبور و {لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ } [النمل: 80] وذلك لعدم وصولهم بعد إلى درجة استعداد الحياة العقلية، فلم يكن لهم سمع باطني يسمعون به الكلام المعنوي و الحديث الرباني:
{لَهُمْ قُلُوبٌ
لَا يَفْقَهُونَ بِهَا} [الأعراف: 179] وَ {لَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا}
[الأعراف: 179].
و أن يكون شديد الحدس كثيره كمّا و كيفا
سريع الاتصال بعالم الملكوت يدرك بحدسه أكثر المعلومات في زمان قليل إدراكا شريفا
نوريا ينتهي بقوة حدسه إلى آخر المعقولات في زمان قصير من غير تعلم، فيدرك أمورا
يقصر عن إدراكها غيره من الناس، وأن تكون قوته المتخيلة قوية بحيث يشاهد في اليقظة
عالم الغيب، وتتمثل له الصور المثالية الغيبية، ويسمع الأصوات الملكوتية ، ويتلقى
المغيبات و الأخبار الجزئية من الملكوت فيطلع على الحوادث الماضية و الآتية، وأن
تكون قوته الحساسة و المحركة في القوة بحيث تؤثر في مادة العالم بإزالة صورة و
إلباس أخرى، فيحيل الهواء إلى الغيم بإذن اللّه، ويحدث الأمطار و الزلازل لأجل استهلاك
امة فجرت وعتت عن أمر ربها ورسله، وان يسمع دعاءه في الملك و الملكوت لعزيمة
قوته، فيستشفي المرضى ويستسقي العطشى وتخضع له الحيوانات. ومن صفات النبي صلّى
اللّه عليه و آله وسلّم أن يكون جالسا في الحد المشترك بين عالم المعقول و عالم المحسوس،
فهو تارة مع الحق بالحب له و تارة مع الخلق بالرحمة عليهم و الشفقة لهم، فإذا عاد
إلى الخلق كان كواحد منهم كأنه لا يعرف اللّه و ملكوته، و إذا خلا بربه كان مشتغلا
بذكره و خدمته فكأنه لا يعرف الخلق، يأخذ من اللّه و يتعلم من لدنه و يعطي لعباده
و يعلمهم و يهدي لهم، فيسأل و يجاب و يسأل و يجيب ناظما للطرفين واسطة بين
العالمين سمعا من جانب و لسانا إلى جانب، فلقلبه بابان مفتوحان:
أحدهما: وهو الباب الداخلاني إلى مطالعة
اللوح و الذكر الحكيم فيعلمه علما يقينيا لدنيّا من عجائب ما كان أو سيكون، وأحوال
العالم ما مضى و ما سيقع، وأحوال القيامة والحشر و الحساب ومثال الخلق إلى الجنة
أو النار، وإنما ينفتح هذا الباب لمن توجه إلى عالم الغيب و أفرد ذكر اللّه على
الدوام.
الثاني: إلى مطالعة ما في الحواس ليطلع على
سوانح مهمات الخلق و يهديهم إلى الخير و يردعهم عن الشر، فيكون قد استكملت ذاته
في كلتا القوتين، آخذا بحظ وافر من نصيب الوجود والكمال من اللّه سبحانه بحيث يسع
الجانبين و يوفي حق الطرفين، وهذا أكمل المراتب الإنسانية. ومن لوازم الخصائص
المذكورة اثنتا عشرة صفة مفطورة له وهي: أن يكون جيد الفهم لكل ما يسمعه و يقال
له على ما يقصده القائل و على ما هو الأمر عليه، وكيف لا و هو في غاية إشراق العقل
و نورية النفس. وأن يكون حفوظا لما يفهمه و يحسه لا ينساه، وكيف لا و نفسه متصلة
باللوح المحفوظ. وأن يكون صحيح الفطرة والطبيعة معتدل المزاج تام الخلقة قوي
الآلات على الأعمال التي من شأنه أن يفعلها كالمناظرة في العلوم مع أهل الجدال، و
المباشرة في الحروب مع الأبطال لإعلاء كلمة اللّه تعالى و هدم كلمة الكفر و طرد
أولياء الطاغوت ليكون الدين كله للّه و لو كره المشركون، كيف لا و الكمال الأولي
إنما يفيض على المزاج الأتم.
و أن يكون حسن العبارة يطيعه لسانه على
إبانة كلما يظهره إبانة تامة، كيف لا وشأنه التعليم و الإرشاد و الهداية إلى طريق
الخير للعباد. وأن يكون محبا للعلم و الحكمة لا يؤلمه التأمل في المعقولات و لا
يؤذيه الكد الذي يناله منها، وكيف لا والملائم للشيء ملذ إدراكه لأنه يتقوى به. وأن
يكون بالطبع غير شره على الشهوات متجنبا بالطبع عن اللعب ومبغضا للذّات النفسانية،
و كيف لا وهي حجاب عن عالم النور ووصلة بعالم الغرور، فيكون ممقوتا عند أهل اللّه
و مجاوري عالم القدس. وأن يكون كبير النفس محبا للكرامة تكبر نفسه عن كل ما يشين و
يتضع من الأمور، وتسمو نفسه بالطبع إلى الأرفع منها و يختار من كل شيء عقيلته، ويجتنب
سفساف الأمور ويكره خداجها و سقطها اللهم إلا لرياضة النفس و الاكتفاء بأيسر أمور
هذه الدار و أخفها، وذلك لأن في الأشرف مزيد قرب من العناية الأولى. وأن يكون رؤوفا
عطوفا على خلق اللّه أجمع لا يعتريه الغضب عند مشاهدة المنكر إلا للّه، ولا يعطل
حدود اللّه من غير أن يهمه التجسس، وكيف لا و هو شاهد بسر اللّه في لوازم القدر. وأن
يكون شجاع القلب غير خائف من الموت، وكيف لا و الآخرة خير له من الأولى فيكون قوي
العزيمة على ما يرى و ينبغي أن يكون جسورا مقداما عليه لا ضعيف النفس. و أن يكون
جوادا لأنه عارف بأن خزائن رحمة اللّه لا تبيد و لا تنقص، وأن يكون أهش خلق اللّه
إذا خلا بربه لأنه عارف بالحق، كيف لا و هو أجل الموجودات بهجة وبهاء. وأن يكون
غير جموح و لا لجوج سلس القياد إذا دعي إلى العدل صعب القياد إذا دعي إلى الجور و
القبيح. ويجب أن يكون منزها عن كل ما يدنسه و يشينه من الغلظة و الفظاظة و الحسد و
البخل ودناءة الآباء و عهر الأمهات و الأنوثة والخنوثة و ما شابه ذلك. وأن يكون
معصوما من الذنوب محفوظا عن الكبائر و الصغائر عمدا و سهوا، كل ذلك لئلا تتنفر
عنه الطباع بل تطيعه طوعا و رغبة و صفحا، وكيف لا و نفسه أكبر من أن تخرجها زلة
بشر. وأن يكون نسّاء للأحقاد و كيف لا و ذكره مشغول بالحق.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|