المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24

الفرق بين الدعاية والإعلام
29-6-2022
مراحل الصناعة - مرحلة الصناعات المنزلية
19-9-2019
مدرك قاعدة المسلمون عند شروطهم
2024-08-04
بقة بذرة القطن (حشرات القطن)
27-2-2019
ظروف بيعة الامام الرضا وأسبابها
17-9-2017
معنى كملة نعق‌
10-1-2016


الامام العسكري ينص على امامة القائم  
  
3638   03:17 مساءً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص581-582
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / خصائصه ومناقبه /

روى الشيخ الصدوق محمد بن بابويه بسند صحيح عن أحمد ابن اسحاق انّه قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن عليّ العسكري وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده فقال لي مبتدئا: يا أحمد بن اسحاق انّ اللّه تبارك وتعالى لم يخلّ الأرض منذ خلق آدم (عليه السلام) ولا يخلّيها إلى أن تقوم الساعة من حجة للّه على خلقه به يدفع البلاء عن أهل الأرض وبه ينزل الغيث وبه يخرج بركات الأرض ؛ قال: فقلت له: يا ابن رسول اللّه فمن الامام والخليفة بعدك؟ فنهض (عليه السلام) مسرعا فدخل البيت ثم خرج وعلى عاتقه غلام كان وجهه القمر ليلة البدر من ابناء الثلاث سنين فقال: يا أحمد بن اسحاق لولا كرامتك على اللّه عز وجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا انّه سمّي رسول اللّه (صلى الله عليه واله)  وكنيّه الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما , يا أحمد بن اسحاق مثله في هذه الامة مثل الخضر (عليه السلام) ومثله مثل ذي القرنين واللّه ليغيبنّ غيبة لا ينجو فيها من الهلكة الّا من ثبّته اللّه عز وجل على القول بامامته ووفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه ؛ فقال احمد بن اسحاق: فقلت له: يا مولاي فهل من علامة يطمئنّ إليها قلبي؟ فنطق الغلام (عليه السلام) بلسان عربيّ فصيح فقال: أنا بقيّة اللّه في أرضه والمنتقم من اعدائه فلا تطلب أثرا بعد عين يا أحمد بن اسحاق ؛ فقال أحمد بن اسحاق: فخرجت مسرورا فرحا فلمّا كان من الغد عدت إليه فقلت له: يا ابن رسول اللّه لقد عظم سروري بما مننت به عليّ فما السنّة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟ فقال: طول الغيبة يا أحمد قلت: يا ابن رسول اللّه وانّ غيبته لتطول؟ قال: إي وربّي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ولا يبقى الّا من أخذ اللّه عز وجل عهده لولايتنا وكتب في قلبه الايمان وأيّده بروح منه يا أحمد بن اسحاق هذا أمر من أمر اللّه وسرّ من سرّ اللّه وغيب من غيب اللّه فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من الشاكرين تكن معنا غدا في علّيين‏ .

وروي أيضا عن يعقوب بن منقوش انّه قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن عليّ (عليهما السّلام) وهو جالس على دكّان في الدار وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل فقلت له: يا سيدي من صاحب هذا الأمر؟ فقال: ارفع الستر فرفعته فخرج إلينا غلام خماسيّ‏  له عشر أو ثمان أو نحو ذلك واضح الجبين أبيض الوجه درّى المقلتين شثن الكفين‏  معطوف الكربتين‏  في خده الأيمن خال وفي رأسه ذؤابة فجلس على فخذ أبي محمد (عليه السلام) ؛ ثم قال لي: هذا صاحبكم ثم وثب فقال له: يا بنيّ ادخل إلى الوقت المعلوم فدخل البيت وأنا أنظر إليه ثم قال لي: يا يعقوب انظر من في البيت فدخلت فما رأيت أحدا .

وروي أيضا بسند صحيح عن محمد بن معاوية ومحمد بن أيوب ومحمد بن عثمان العمري انهم قالوا: عرض علينا أبومحمد الحسن بن عليّ (عليه السلام) ونحن في منزله وكنّا أربعين رجلا فقال: هذا امامكم من بعدي وخليفتي عليكم اطيعوه ولا تتفرّقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا أما انكم لا ترونه بعد يومكم هذا ؛ قالوا: فخرجنا من عنده فما مضت الّا ايّام قلائل حتى مضى أبومحمد (عليه السلام) ‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.