أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2017
2686
التاريخ: 30-3-2017
2900
التاريخ: 11-3-2022
2285
التاريخ: 3-4-2022
3696
|
لم يكتف الأنبياء السابقون بذكر الأوصاف العامة للنبيّ المبشّر به ، بل ذكروا أيضا العلائم التي يستطيع المبشّرون من خلالها معرفته بشكل دقيق ، مثل :
محل ولادته ، ومحل هجرته وخصائص زمن بعثته ، وعلائم جسمية خاصة وخصائص يتفردّ بها في سلوكه وشريعته . . ولهذا قال القرآن عن بني إسرائيل بأنهم كانوا يعرفون رسول الإسلام المبشّر به في العهدين كما يعرفون أبناءهم « 1 » .
بل رتبوا على ذلك آثارا عملية فاكتشفوا محل هجرته ودولته فاستقروا فيها « 2 » وأخذوا يستفتحون برسالته على الذين كفروا ويستنصرون برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) على الأوس والخزرج « 3 » وتسرّبت هذه الأخبار إلى غيرهم عن طريق رهبانهم وعلمائهم فانتشرت في المدينة وتسرّبت إلى مكة « 4 » .
وذهب وفد من قريش بعد إعلان الرسالة إلى اليهود في المدينة للتثبّت من صحة دعوى النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) النبوّة وحصلوا على معلومات اختبروا بها النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) « 5 » واتضح لهم من خلالها صدق دعواه .
وقد آمن جمع من أهل الكتاب وغيرهم بالنبيّ محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) على أساس هذه العلائم التي عرفوها من دون أن يطلبوا منه معجزة خاصة « 6 » ، وهذه البشائر تحتفظ بها لحد الآن بعض نسخ التوراة والإنجيل « 7 » .
وهكذا تسلسلت البشائر بنبوة خاتم النبيين محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) من قبل ولادته ، وخلال فترة حياته قبل بعثته ، وقد عرف واشتهر منها إخبار بحيرا الراهب وغيره إبّان البعثة المباركة « 8 » .
وقد شهد علي أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) بهذه الحقيقة التأريخية حين قال في إحدى خطبه : « . . . إلى أن بعث اللّه سبحانه محمدا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) لإنجاز عدته واتمام نبوّته ، مأخوذا على النبيين ميثاقه مشهورة سماته . . » « 9 » .
وقد جاء في طبقات ابن سعد عن سهل مولى عتيبة انه كان نصرانيا من أهل حريس ، وانه كان يتيما في حجر امّه وعمّه وأنه كان يقرأ الإنجيل ، قال :
« . . . فأخذت مصحفا لعمي فقرأته حتّى مرّت بي ورقة فأنكرت كتابتها حين مرّت بي ومسستها بيدي ، قال : فنظرت ؛ فإذا فصول الورقة ملصق بغراء ، قال : ففتقتها فوجدت فيها نعت محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) : انه لا قصير ولا طويل ، أبيض ذو ضفيرتين ، بين كتفيه خاتم يكثر الاحتباء ولا يقبل الصدقة ويركب الحمار والبعير ويحتلب الشاة ويلبس قميصا مرقوعا ، ومن فعل ذلك فقد برئ من الكبر وهو يفعل ذلك ، وهو من ذرّية إسماعيل ، اسمه أحمد . قال سهل : فلما انتهيت إلى هذا من ذكر محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) جاء عمّي فلّما رأى الورقة ضربني وقال : مالك وفتح هذه الورقة وقراءتها ؟ ! فقلت : فيها نعت النبيّ احمد ، فقال : إنّه لم يأت بعد « 10 » .
-----------------------
(1) الانعام ( 6 ) : 20 .
(2) سيرة رسول اللّه : 1 / 38 - 39 .
(3) البقرة ( 2 ) : 89 .
(4) أشعة البيت النبوي : 1 / 70 ، عن الأغاني : 16 / 75 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 12 ، حياة نبي الاسلام : 23 ، عن سيرة ابن هشام : 1 / 181 ، وإعلام الورى : 26 .
(5) راجع ما جاء في شأن نزول سورة الكهف .
(6) المائدة ( 5 ) : 83 .
(7) سيرة رسول اللّه وأهل بيته : 1 / 39 ، إنجيل يوحنّا وأشعة البيت النبوي : 1 / 70 ، عن التوراة وراجع :
بشارات عهدين ، والبشارات والمقارنات .
(8) راجع كتب السيرة النبويّة والتفسير حيث تضمّنت جملة من هذه البشائر .
(9) لاحظ الخطبة الأولى من نهج البلاغة .
(10) الطبقات الكبرى : 1 / 363 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|