المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

معنى كلمة زجل
20/11/2022
أطلاله على مؤلفات اهل البيت
31-3-2016
أبعـاد التنميـة المُستدامـة
24-11-2020
 البروتينات المرتبطة  Conjugated Proteins
24-2-2016
التخلل والسواك ـ بحث روائي
21-1-2016
التضخيم الغازِي gas amplification factor
7-7-2019


أهل الكتاب ينتظرون خاتم النبيّين ( صلّى اللّه عليه واله )  
  
1471   05:37 مساءً   التاريخ: 23-3-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص 35-37
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

لم يكتف الأنبياء السابقون بذكر الأوصاف العامة للنبيّ المبشّر به ، بل ذكروا أيضا العلائم التي يستطيع المبشّرون من خلالها معرفته بشكل دقيق ، مثل :

محل ولادته ، ومحل هجرته وخصائص زمن بعثته ، وعلائم جسمية خاصة وخصائص يتفردّ بها في سلوكه وشريعته . . ولهذا قال القرآن عن بني إسرائيل بأنهم كانوا يعرفون رسول الإسلام المبشّر به في العهدين كما يعرفون أبناءهم « 1 » .

بل رتبوا على ذلك آثارا عملية فاكتشفوا محل هجرته ودولته فاستقروا فيها « 2 » وأخذوا يستفتحون برسالته على الذين كفروا ويستنصرون برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) على الأوس والخزرج « 3 » وتسرّبت هذه الأخبار إلى غيرهم عن طريق رهبانهم وعلمائهم فانتشرت في المدينة وتسرّبت إلى مكة « 4 » .

وذهب وفد من قريش بعد إعلان الرسالة إلى اليهود في المدينة للتثبّت من صحة دعوى النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) النبوّة وحصلوا على معلومات اختبروا بها النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) « 5 » واتضح لهم من خلالها صدق دعواه .

وقد آمن جمع من أهل الكتاب وغيرهم بالنبيّ محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) على أساس هذه العلائم التي عرفوها من دون أن يطلبوا منه معجزة خاصة « 6 » ، وهذه البشائر تحتفظ بها لحد الآن بعض نسخ التوراة والإنجيل « 7 » .

وهكذا تسلسلت البشائر بنبوة خاتم النبيين محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) من قبل ولادته ، وخلال فترة حياته قبل بعثته ، وقد عرف واشتهر منها إخبار بحيرا الراهب وغيره إبّان البعثة المباركة « 8 » .

وقد شهد علي أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) بهذه الحقيقة التأريخية حين قال في إحدى خطبه : « . . . إلى أن بعث اللّه سبحانه محمدا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) لإنجاز عدته واتمام نبوّته ، مأخوذا على النبيين ميثاقه مشهورة سماته . . » « 9 » .

وقد جاء في طبقات ابن سعد عن سهل مولى عتيبة انه كان نصرانيا من أهل حريس ، وانه كان يتيما في حجر امّه وعمّه وأنه كان يقرأ الإنجيل ، قال :

« . . . فأخذت مصحفا لعمي فقرأته حتّى مرّت بي ورقة فأنكرت كتابتها حين مرّت بي ومسستها بيدي ، قال : فنظرت ؛ فإذا فصول الورقة ملصق بغراء ، قال : ففتقتها فوجدت فيها نعت محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) : انه لا قصير ولا طويل ، أبيض ذو ضفيرتين ، بين كتفيه خاتم يكثر الاحتباء ولا يقبل الصدقة ويركب الحمار والبعير ويحتلب الشاة ويلبس قميصا مرقوعا ، ومن فعل ذلك فقد برئ من الكبر وهو يفعل ذلك ، وهو من ذرّية إسماعيل ، اسمه أحمد . قال سهل : فلما انتهيت إلى هذا من ذكر محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) جاء عمّي فلّما رأى الورقة ضربني وقال : مالك وفتح هذه الورقة وقراءتها ؟ ! فقلت : فيها نعت النبيّ احمد ، فقال : إنّه لم يأت بعد « 10 » .

-----------------------

(1) الانعام ( 6 ) : 20 .

(2) سيرة رسول اللّه : 1 / 38 - 39 .

(3) البقرة ( 2 ) : 89 .

(4) أشعة البيت النبوي : 1 / 70 ، عن الأغاني : 16 / 75 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 12 ، حياة نبي الاسلام : 23 ، عن سيرة ابن هشام : 1 / 181 ، وإعلام الورى : 26 .

(5) راجع ما جاء في شأن نزول سورة الكهف .

(6) المائدة ( 5 ) : 83 .

(7) سيرة رسول اللّه وأهل بيته : 1 / 39 ، إنجيل يوحنّا وأشعة البيت النبوي : 1 / 70 ، عن التوراة وراجع :

بشارات عهدين ، والبشارات والمقارنات .

(8) راجع كتب السيرة النبويّة والتفسير حيث تضمّنت جملة من هذه البشائر .

(9) لاحظ الخطبة الأولى من نهج البلاغة .

(10) الطبقات الكبرى : 1 / 363 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.