المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
Constraining the model: current controversies in Lexical Phonology Lexical Phonology and Morphology: an overview
2024-11-25
قرع الكوسة Squash
2024-11-25
The structure
2024-11-25
نشأة المحكمة الإدارية العليا (تشكيلها واختصاصاتها)
2024-11-25
البطيخ Watermelon (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-25
تعريف الطعن بالحكم القضائي (التمييز)
2024-11-25

التكيف للضغوط العالية Barophily
6-7-2017
الحَشْر مصطلح من مصطلحات القيامة
15-12-2015
خصائص معجزة القرآن
2023-12-13
I hit him back first
4/10/2022
Lax vowels DRESS
2024-03-28
عائلة الثايرستور: الدياك
2023-08-13


سنّة البشارة على مدى العصور  
  
1743   05:34 مساءً   التاريخ: 23-3-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج ١، ص 31-34
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2017 2768
التاريخ: 13-5-2016 3458
التاريخ: 28-6-2017 2683
التاريخ: 29-3-2017 5392

لقد صرّح القرآن الكريم بأن العهد التاريخي للبشرية قد بدأ بظاهرة وجود النبوّات وبعث الأنبياء وإرسال الرسل . الذين مضوا يقودون مجتمعاتهم نحو حياة أفضل ووجود إنساني أكمل ؛ مما يمكن أن نستنتج منه أنّ إشراق النبوّة وظهور الأنبياء في المجتمعات البشريّة يعتبر بداية العصر التاريخي للبشرية .

قال تعالى : {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 213]  لقد قضت حكمة اللّه ورحمته بإرسال الأنبياء حاملين إلى الإنسانية منهاج هدايتها الذي يخرجها من عهد الغريزة إلى عهد العقل ، ومن منطق الصراع الذي مرجعه الغريزة والقوّة إلى منطق النظام ومرجعه القانون . . وخرج المجتمع البشري بالنبوّات عن كونه تكوينا حيوانيا - بيولوجيّا إلى كونه ظاهرة عقلية روحية وحققت النبوّات للإنسان مشروع وحدة أرقى من وحدته الدموية البيولوجية . . .

وهي الوحدة القائمة على أساس المعتقد ، وبذلك تطوّرت العلاقات الإنسانية مرتفعة من علاقات المادة إلى علاقات المعاني . والاختلافات التي نشأت في النوع الإنساني بعد إشراق عهد النبوّات غدت اختلافات في المعنى ، واختلافات في الدين والمعتقد ؛ فإن أسباب الصراع لم تلغ بالدين الذي جاءت به النبوّات بل استمرّت وتنوّعت ، ولكن المرجع لم يعد الغريزة بل غدا القانون مرجعا في هذا المضمار . والقانون الذي يتضمنه الدين يكون قاعدة ثابتة لوحدة الإنسانية وتعاونها وتكاملها (1) .

وأوضح الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) في الخطبة الأولى من نهج البلاغة - بعد أن استعرض تاريخ خلق العالم وتاريخ خلق آدم ( عليه السّلام ) وإسكانه في الأرض - أن إشراق النبوّة وتسلسلها على مدى العصور هو المحور في تاريخ الإنسان وحركته نحو الكمال كما صرّح به القرآن الكريم موضحا منهجه في التعامل مع التاريخ .

قال ( عليه السّلام « . . . واصطفى سبحانه من ولد ( آدم ) أنبياء ، أخذ على الوحي ميثاقهم (2)، وعلى تبليغ الرسالة أمانتهم لمّا بدّل أكثر خلقه عهد اللّه إليهم (3) ، فجهلوا حقّه ، واتّخذوا الأنداد معه (4) ، واجتالتهم الشياطين عن معرفته (5) ، واقتطعتهم عن عبادته . .

فبعث فيهم رسله ، وواتر إليهم أنبياءه ؛ ليستأدوهم ميثاق فطرته (6) ، ويذكّروهم منسيّ نعمته ، ويحتجّوا عليهم بالتّبليغ ، ويثيروا لهم دفائن العقول (7) ، ويروهم آيات المقدرة : من سقف فوقهم مرفوع ، ومهاد تحتهم موضوع ، ومعايش تحييهم ، وآجال تفنيهم ، وأوصاب تهرمهم (8) ، وأحداث تتابع عليهم .

ولم يخل اللّه سبحانه خلقه من نبيّ مرسل ، أو كتاب منزل ، أو حجّة لازمة ، أو محجّة قائمة (9) .

رسل لا تقصّربهم قلّة عددهم ، ولا كثرة المكذّبين لهم : من سابق سمّي له من بعده ، أو غابر عرّفه من قبله (10) .

على ذلك نسلت القرون (11) ، ومضت الدهور ، وسلفت الآباء ، وخلفت الأبناء .

إلى أن بعث اللّه سبحانه محمّدا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، لإنجاز عدته (12) ، وإتمام نبوّته .

مأخوذا على النبيّين ميثاقه ، مشهورة سماته (13) ، كريما ميلاده ، وأهل الأرض يومئذ ملل متفرّقة وأهواء منتشرة ، وطوائف متشتّتة ، بين مشبّه للّه بخلقه ، أو ملحد في اسمه ، أو مشير إلى غيره (14) .

فهداهم به من الضّلالة ، وأنقذهم بمكانه من الجهالة ، ثم اختار سبحانه لمحمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) لقاءه ، ورضي له ما عنده ، وأكرمه عن دار الدنيا ، ورغب به عن مقام البلوى ، فقبضه اليه كريما ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وخلّف فيكم ما خلّفت الأنبياء في أممها إذ لم يتركوهم هملا بغير طريق واضح ، ولا علم قائم » (15) .

إنّ بشائر الأنبياء السابقين بنبوّة الأنبياء اللاحقين تنفع الأجيال المعاصرة لهم وكذا الأجيال اللاحقة ؛ إذ تفتح عيونهم وتجعلهم على أهبة الاستقبال للنبيّ المبشّر بنبوّته ، كما أنّها تزيل عنهم الريب وتعطيهم مزيدا من الثقة والاطمئنان .

على أن اليأس من الاصلاح إذا ملأ القلب يجعل الانسان يفكر بطرق أبواب الشّر والخيانة ، فالبشائر بمجيء الأنبياء المصلحين تزيل اليأس من النفوس التي تنتظر الاصلاح وتوجّهها إلى حبّ الحياة وقرع أبواب الخير .

وتزيد البشائر إيمان المؤمنين بنبوّة نبيّهم ، وتجعل الكافرين في شكّ من كفرهم ، فيضعف صمودهم أمام دعوة النبي إلى الحقّ ممّا يمهّد لقبولهم الدعوة .

وإذا أدّت البشارة إلى حصول الثقة فقد لا تطلب المعجزة من النبيّ ، كما تكون النبوّة المحفوفة بالبشارة أنفذ إلى القلوب وأقرب إلى الاذعان بها . على أنّها تبعّد الناس عن وطأة المفاجأة أمام واقع غير منتظر ، وتخرج دعوة النبيّ عن الغرابة في نفوس الناس (16) .

على أن الأنبياء جميعا يشكّلون خطا واحدا ، فالسابق يبشّر باللاحق ، واللاحق يؤمن بالسابق . وقد تكفّلت الآية ( 81 ) من سورة آل عمران بالتصريح بسنّة البشائر هذه.

_____________

  1. حركة التاريخ عند الإمام علي ( عليه السّلام ) : 71 - 73 .
  2. أخذ عليهم الميثاق أن يبلّغوا ما أوحي إليهم ، أو أخذ عليهم أن لا يشرّعوا للناس إلّا ما يوحى إليهم .
  3. عهد اللّه إلى الناس : هو ما يعبر عنه بميثاق الفطرة .
  4. الأنداد : المعبودين من دونه سبحانه وتعالى .
  5. اجتالتهم : صرفتهم عن قصدهم الذي وجّهوا إليه بالهداية المغروزة في فطرهم .
  6. كأن اللّه تعالى بما أودع في الإنسان من الغرائز والقوى ، وبما أقام له من الشواهد وأدلة الهدى ، قد أخذ عليه ميثاقا بأن يصرف ما أوتي من ذلك فيما خلق له ، وقد كان يعمل على ذلك الميثاق ولا ينقضه لولا ما اعترضه من وساوس الشهوات ، فبعث النبيين ليطلبوا من الناس أداء ذلك الميثاق .
  7. دفائن العقول : أنوار العرفان التي تكشف للإنسان أسرار الكائنات ، وترتفع به إلى الإيقان بصانع الموجودات ، وقد يحجب هذه الأنوار غيوم من الأوهام وحجب من الخيال ، فيأتي النبيون لإثارة تلك المعارف الكامنة ، وإبراز تلك الأسرار الباطنة .
  8. السقف المرفوع : السماء . والمهاد الموضوع : الأرض . والأوصاب : المتاعب .
  9. المحجة : الطريق القويمة الواضحة .
  10. من سابق بيان للرسل ، وكثير من الأنبياء السابقين سميت لهم الأنبياء الذين يأتون بعدهم فبشروا بهم ، كما ترى ذلك في التوراة . والغابر : الذي يأتي بعد أن يشير به السابق جاء معروفا بتعريف من قبله .
  11. مضت متتابعة .
  12. الضمير في عدته للّه تعالى : لأن اللّه وعد بإرسال محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) على لسان أنبيائه السابقين . وكذلك الضمير في نبوته : لأنّ اللّه تعالى أنبأ به ، وأنّه سيبعث وحيا لأنبيائه . فهذا الخبر الغيبي قبل حصوله يسمى نبوة . ولما كان اللّه هو المخبر به أضيفت النبوة إليه .
  13. سماته : علاماته التي ذكرت في كتب الأنبياء السابقين الذين بشّروا به .
  14. الملحد في اسم اللّه : الذي يميل به عن حقيقة مسمّاه فيعتقد في اللّه صفات يجب تنزيهه عنها . والمشير إلى غيره ، الذي يشرك معه في التصرّف إلها آخر فيعبده ويستعين به .
  15. أي أنّ الأنبياء لم يهملوا أممهم مما يرشدهم بعد موت أنبيائهم ، وقد كان من محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) مثل ما كان منهم ، فإنّه خلّف في أمته كتاب اللّه تعالى حاويا لجميع ما يحتاجون اليه في دينهم ، كما خلّف أهل بيته المعصومين وجعلهم قرناء للكتاب المجيد كما صرّح بذلك في حديث الثقلين الذي تواتر عنه ( صلّى اللّه عليه واله ) ورواه جمع غفير من المحدثين .
  16. محمد في القرآن : 36 - 37 .



يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.