إن احتواء جو المدينة على نسبة عالية من العوالق الصلبة هو المسئول الأساسي عن تقليص كمية الإشعاع الشمسي الواصل إلى المدينة. وحيث إن علاقة الإشعاع الشمسي بالمواد الصلبة العالقة في الهواء يعتمد على زاوية سقوط الأشعة الشمسية فان الاختلاف يكون كبيراً في مدن العروض العليا وفي فصل الشتاء حيث تسقط الأشعة بزاوية. ففي دراسة عن مدينة روتردام، هولندا بين ديبور De Boar إن مركز المدينة يتسلم كمعدل سنوي من 3-6٪ أشعة شمسية اقل من الضواحي وبين 13-17 أشعة شمسية اقل من الريف وفي مدن ترتفع في هوائها نسبة الدخان كما في بريطانيا ، بين جاندلر Chandler إن هذه المدن تتسلم كمعدل شتوي (من تشرين الأول إلى آذار) حوالي 25-55 ٪ إشعاعا شمسياً اقل من الريف المجاور. ونتيجة تركزة المواد العالقة في جو لندن قبل تطبيق قانون التلوث، فقد كانت المدينة تتسلم ساعات سطوع شمسي اقل ب 2070 ساعة سنوياً عن المناطق المجاورة. ونتيجة اختلاف تركيز المواد العالقة في الهواء بين نهاية الأسبوع وأيام الأسبوع فان ماتيير Mateer وجد إن المعدل السنوي للطاقة الواصلة إلى مدينة تورنتو الكندية تزيد بمقدار 2.8 ٪ في أيام الأحد على بقية أيام الأسبوع .

لقد لوحظ إن هواء المدينة هو ادفاً من هواء المناطق المجاورة على الرغم من قلة الإشعاع الشمسي جزء من ذلك يعود إلى أن كمية من الإشعاع الشمسي تمتص من قبل المواد الصلبة العالقة في الهواء قبل أن تصل إلى الأرض. ففي دراسة لروج Roach بين أن المناطق التي تحتوي على نسبة عالية من التلوث تكون نسبة الامتصاص المباشر للأشعة الشمسية من قبل المواد الملوثة عالياً بحيث يؤدي إلى رفع درجة حرارة الهواء 10م عن الهواء في المناطق المجاورة. وبعد تطبيق قانون تنظيف هواء لندن من الدخان فقد توافرت فرصة رائعة المعرفة أثر هذه الدخان على كمية الإشعاع الشمسي. فقد تبين أن نسبة الإشعاع ارتفعت بمعدل 1٪ عن السابق. كما أن جنكنز Jenkins قد بين إن عدد ساعات سطوع الشمس للفترة الواقعة بين تشرين الأول وكانون الأول قد ازدادت بنسبة 50٪ للفترة بين 1958 – 1931  عن الفترة 1931 - 1960 .

أما بالنسبة إلى الأشعة فوق البنفسجية Ultraviolet فأن طبقة الهواء على ارتفاع 1630 متر تحتفظ بنسبة 14٪ من الأشعة فوق البنفسجية في الأيام الخالية من الضباب الدخاني Smog في مدينة لوس انجلوس، وترتفع النسبة إلى 58٪في أيام الضباب الدخاني. أما على سطح الأرض، فان نسبة الأشعة فوق البنفسجية الواصلة تقل بنسبة 50٪ في أيام الضباب الدخاني. وفي أيام اشتداد كثافة هذا الضباب فان النسبة الواصلة تقل بمعدل 90٪ عن الأيام الخالية من هذا الضباب.