أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-7-2021
3112
التاريخ: 2024-08-28
336
التاريخ: 10-2-2022
2026
التاريخ: 2024-10-13
292
|
الأخلاق المذمومة هي الحجب المانعة عن المعارف الالهية والنفحات القدسية اذ هي بمنزلة الغطاء للنفوس فما لم يرتفع عنها لم تتضح لها جلية الحال اتضاحاً، كيف والقلوب كالأواني فاذا كانت مملوءة بالماء لا يدخلها الهواء، فالقلوب المشغولة بغير الله لا تدخلها معرفة الله وحبه وانسه، والى ذلك اشار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: (لولا ان الشياطين يحومون الى قلوب بني آدم لنظروا الى ملكوت السماوات والارض)(1).
ولذا قال سبحانه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69].
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم)(2).
ثم ما يظهر للقلب من العلوم لطهارته وصفاء جوهره هو العلم الحقيقي النوراني الذي لا يقبل الشك، وله غاية الظهور والانجلاء لاستفادته من الانوار الالهية الإلهامات الحقة الربانية، وهو المراد بقوله (عليه السلام): "انما هو نور يقذفه الله في قلب من يشاء "(3).
واليه أشار مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله: (ان من أحب عباد الله اليه، عبداً أعانه الله على نفسه فاستشعر الحزن وتجلبب الخوف فزهر مصباح الهدى في قلبه)(4).
الى ان قال: (قد خلع سرابيل الشهوات، وتخلى من الهموم إلا هماً واحداً انفرد به، فخرج من صفة العمي ومشاركة أهل الهوى، وصار من مفاتيح ابواب الهدى، ومغاليق ابواب الردى قد أبصر طريقه، وسلك سبيله وعرف مناره، وقطع غماره واستمسك من العرى بأوثقها و من الحبال بأمتنها، فهو من اليقين على مثل ضوء الشمس)(5).
وفي كلام آخر له (عليه السلام): (قد أحيا قلبه وأمات نفسه حتى دق جليله ولطف غليظة وبرق له لامع كثير البرق فأبان له الطريق وسلك به السبيل، و تدافعته الابواب الى باب السلامة ودار الاقامة، وتثبت رجلاه لطمأنينة بدنه في قرار الأمن والراحة بما استعمل قلبه وارضى ربه)(6).
وقال (عليه السلام): في وصف الراسخين من العلماء: (هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، وباشروا روح اليقين، واستلانوا ما استوعره المترفون وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون وصحبوا الدنيا بأبدان ارواحها معلقة بالمحل الاعلى)(7).
تنبيه
الدنيا والآخرة متضادتان وكلما يقرب العبد الى إحداهما يبعد عن الأخرى وبالعكس، كما دلت عليه البراهين الحكمية والشواهد الذوقية والادلة السمعية، فكل ملكة أو حركة أو قول أو فعل يقرب العبد الى دار الطبيعة والغرور، يبعده عن عالم البهجة والسرور وبالعكس.
فأسوء الناس حالا من لم يعرف حقيقة الدنيا والآخرة وتضادهما ولم يخف سوء العاقبة، وافنى عمره في طلب الدنيا وإصلاح أمر المعاش وقصر سعيه على جرا المنفعة لبدنه من نيل شهوة أو بلوغ لذة أو اكتساب ترفع ورئاسة المال، من غير تصور لما يصل اليه من فائدته كما هو عادة اكثر ابناء جميع الدنيا، ولم يعرف غير هذه الامور من المعارف الحقيقية والفضائل الخلقية والأعمال الصالحة المقربة الى عالم البقاء، فكأنه يعلم خلوده في الدنيا ولا يرجو بعد الموت ثواب عمل ولا جزاء فعل ولا يعتقد بما يرجوه المؤمنون ويأمله المتقون من الخير الدائم واللذات المخالفة لهذه اللذات الفانية التي يشارك فيها السباع والبهائم، فاذا أدركه الموت مات على حسرة وندامة آيساً من رحمة الله قائلا: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزمر: 56].
أعاذنا الله من سوء الخاتمة ووفقنا الله لتحصيل السعادة الدائمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) بحار الانوار: ۳۳2/6، باب ۳۷
(2) بحار الانوار: ۱۲۷/40، باب ۹۳.
(3) منية المريد: 167.
(4) بحار الانوار 56:2/ باب 11.
(5) بحار الانوار 56:2/باب 11.
(6) بحار الانوار: 316/66، باب ۳۷.
(7) بحار الانوار 44/23/ باب 1.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|