المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24
نظرية ثاني اوكسيد الكاربون Carbon dioxide Theory
2024-11-24
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24

العمرة المبتولة
2024-09-25
الاسباب الموجبة لتشديد الغضب عند الأطفال
12/9/2022
ولاستون ويليان هايد
8-12-2015
لماذا الاهتمام بالنانو؟
2023-03-21
الاعلام الديني
17-8-2019
كاشف سيرنكوف
20-12-2021


إشكاليّة طول عمر الإمام المهديّ (عج)  
  
3594   03:04 مساءً   التاريخ: 15-3-2022
المؤلف : مركز المعارف للمناهج والمتون التّعليميّة
الكتاب أو المصدر : المهديّ الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف
الجزء والصفحة : ص127-132
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / خصائصه ومناقبه /

يُعتبر طول عمر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف من أهمّ الإشكاليّات والشبهات المثارة حول حياة هذا الإمام، إلّا أنّ طول العمر أمر مقبول من الناحيتين العلميّة والعقليّة، وله مصاديق كثيرة على امتداد التاريخ، كما أنّه قابل للإثبات طبقاً لمقياس القدرة الإلهيّة اللامتناهية, فأتباع الأديان السماويّة كافّة يؤمنون أنّ جميع ذرّات العالم ملك لله وتحت سيطرته واختياره، وأنّ تأثير جميع العلل والأسباب موقوف على الإرادة الإلهيّة، فلو شاء أن يلغي تأثير تلك الأسباب لفعل، ولو شاء أن يَخلق ويوجِد من دون سبب أو علّة طبيعيّة لفعل أيضاً.

وهنا يُطرح سؤال: كيف يمكن لشخص أن يعيش كلّ هذا العمر الطويل؟

الدليل الفلسفيّ

إنّ البحث عن إمكانيّة طول عمر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف يأتي من ناحيتين:

الناحية الأولى: الإمكان العامّ: إنّ الإمكان العامّ في طول العمر ممّا لم ينكره أحد، إذ لم يقل أحد بأنّه من الممتنعات الذاتيّة - كاجتماع النقيضَين، واجتماع الضدَّين -، وبذلك يعترف الطرف الآخر أيضاً، فلا جدوى في البحث عن هذه الجهة.

الناحية الثانية: الإمكان الخاصّ: فتارة نبحث فيه من حيث قدرة الخالق الباري - عزّ وجلّ -، وأخرى من حيث استعداد المخلوق وقابليّته لإطالة العمر؛ أي وجود المقتضي لطول العمر، وثالثة من حيث وجود المانع بعد التسليم بتماميّة المقتضي. فإذا بحثنا عن هذه الجهات، وتمّ الكلام فيها، فلا بدّ من الاعتراف بإمكانيّة إطالة العمر.

فأمّا من حيث قدرة الخالق، فلا ريب فيه أنّ المعترفين بوجود الخالق، من المسلمين وغيرهم، يعتقدون بقدرة الخالق على فعل أمر كهذا، بل أكثر من ذلك، فإن للخالق القدرة اللامتناهية، وإلّا نكون قد نسبنا العجز للخالق.

وأمّا من حيث استعداد المخلوق وقابليّته لإطالة العمر، فإنّ كلّ إنسان له القدرة والقابليّة للبقاء وطول العمر، فإنّ الذي يحكم بهذه القابليّة إمّا العلم والتجربة، وإمّا الشرع. وسيأتي أنّ العلم والشرع يحكمانِ بذلك، بل وقع فعلاً.

وأمّا الحديث عن المانع من ذلك، فإنّ ما يمكن تصويره بالمانع هو الأمور الطبيعيّة الخارجيّة، أو أمر إلهيّ تكوينيّ دلّ الدليل عليه من الشرع، فيُستفاد منه أنّ عمر الإنسان محدود بفترة زمنيّة معيّنة لا يتجاوزها, وذلك لإرادة إلهيّة قاهرة تقهر العباد على الموت. وممّا لا يخفى أنّ الشرع والعلم أثبتا إمكانيّة حصول ذلك ووقوعه.

الدليل العلميّ

ثبت بالدليل الفلسفيّ أنّ طول العمر من الناحية العقليّة ليس بالأمر المستحيل، بل إنّ العلماء توصّلوا من خلال إجراء دراسات على أجزاء من بدن الإنسان إلى حقيقةٍ مفادها إمكان أن يعيش الإنسان لسنوات طويلة جدّاً من دون أن يتعرّض إلى استنزاف القوى، أو يُبتلى بالشيخوخة.

قال "برنارد" في هذا الإطار: تفيد الأصول العلميّة المعتمَدة لدى جميع علماء البيولوجيا أنّه لا يمكن تعيين سقف محدّد لعمر الإنسان، بل حتّى قضيّة التعمير أيضاً غير خاضعة للتحديد الزمنيّ[1].

وقال البروفسور "أتينغر" أيضاً: "يبدو لي من خلال التقدّم التكنولوجيّ الكبير الذي شرعنا به أنّ الإنسان سيستطيع في القرن الحادي والعشرين أن يعمّر آلاف الأعوام"[2].

بناءً على ذلك، فمساعي العلماء الرامية إلى استكشاف سبل الغلبة على الهرم

وبلوغ أعمار فائقة، دليلٌ على إمكان هذا الأمر. وقد اتُّخذت خطوات ناجحة في هذا المضمار. وما أكثر من عمّر في مشارق الأرض ومغاربها زهاء 150 عاماً بل أكثر، بفعل الظروف الجوّيّة والبيئة المناسبة والتغذية السليمة وممارسة النشاطات البدنيّة والفكريّة المناسبة، وما إلى ذلك من عوامل أخرى.

الدليل القرآنيّ

لقد أكّد القرآن الكريم على وجود العديد من الأنبياء عليهم السلام الذين طال عمرهم في سبيل تحقيق الغايات والأهداف الإلهيّة، في هداية الناس وإرشادهم إلى الإيمان والإسلام، ومنها:

1- ورد في القرآن الكريم آيات لا يُستفاد منها طول العمر فحسب، وإنما تنبئ عن إمكان الخلود، وهي قوله تعالى في النبيّ يونس عليه السلام: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصافات: 143، 144].

وعلى هذا الأساس، يرى القرآن الكريم إمكان عيش الإنسان والحوت عمراً طويلاً جدّاً (منذ عصر يونس عليه السلام حتّى يوم القيامة)، وهو ما يُصطلح عليه عند علماء البايولوجيا بـ"الخلود"[3].

2- قال تعالى بشأن النبيّ نوح عليه السلام: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} [العنكبوت: 14] إنّ ما ورد في هذه الآية الشريفة هو مدّة نبوّة نوح عليه السلام، وإلّا فإنّه عاش، بحسب ما أشارت إليه بعض الروايات، 2450 سنة![4].

3- وقال -تعالى- حول مصير النبيّ عيسى عليه السلام: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 157، 158] وفي ضوء بعض الآيات القرآنيّة، وعدد كبير من الأحاديث، يرى جلّ المسلمين أنّ النبيّ عيسى المسيح عليه السلام حيّ يُرزق، وأنّه موجود في السماء، وسينزل عند ظهور الإمام المهديّ بن الحسن عليه السلام, ليكون وزيره ومن أنصاره وأعوانه.

وفضلاً عن القرآن الكريم، جرى الحديث عن الأعمال الطويلة في الكتب السماويّة الأخرى، كالتوراة والإنجيل أيضاً، فجاء في التوراة: "فَكَانَتْ كُلُّ أيَّامِ آدَمَ الَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ...، فَكَانَتْ كُلُّ أيَّام أنُوشَ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسَ سِنِينَ، وَمَاتَ...، فَكَانَتْ كُلُّ أيَّامِ قِينَانَ تِسْعَ مِئَةٍ وَعَشَرَ سِنينَ، وَمَاتَ...، فَكَانَتْ كُلُّ أيَّامِ مَتُو شَالَحَ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعاً وَسِتِّينَ سَنَةً، وَمَاتَ"[5].

وبذلك يتّضح أنّ التوراة تؤكّد على وجود أفراد عاشوا أعماراً طويلةً جدّاً، تجاوزت التسع مائة عام.

وفي الإنجيل أيضاً عبارات تبيّن أنّ عيسى عليه السلام عاش بعدما صُلب، وصعد إلى السماء[6]، ومن ثمّ سينزل في زمن معيّن، ومن المسلّم به أنّ عمره يومئذٍ سيتخطّى الألفي عام.

إذا عرفت ذلك، يتبيّن أنّ أتباع الديانتَيْن اليهودية والمسيحيّة لا بدّ من أن يؤمنوا بإمكان أن يعيش الإنسان عمراً طويلاً من باب إيمانهم بالكتاب المقدّس.

الدليل الروائيّ

قال الإمام الحسن المجتبى عليه السلام: "... يُطيل الله عمره في غيبته، ثمّ يظهره بقدرته في صورة شابّ ابن دون الأربعين سنة؛ ذلك لِيُعلم أنّ الله على كلّ شيء قدير"[7].

وفي هذا الصدد، قال الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام: "في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء: ... وأمّا من عيسى فيقال: إنّه مات، ولم يمت"[8].

والطريف أنّه جاء في رواية عن الإمام السجّاد عليه السلام، قال "في القائم سنّة من نوح، وهو طول العمر"[9].

الدليل التاريخيّ

ونقصد بالدليل التاريخيّ أمرين:

الأوّل: أنّ هنالك العديد من الأنبياء عليهم السلام قد ثبت قطعاً بقاؤهم على قيد الحياة إلى فترة طويلة جدّاً، كنبيّ الله نوح عليه السلام الذي عاش أكثر من ألفي سنة.

وأنّ هنالك بعض الأنبياء عليهم السلام لا يزالون على قيد الحياة، كنبيّ الله عيسى عليه السلام، وهذا ما أوضحناه في الدليل القرآنيّ، فأشار القرآن الكريم إلى وقوع حادثة تاريخيّة وهي طول عمر عيسى عليه السلام، وأنّه لا يزال على قيد الحياة، بل سيبقى على قيد الحياة - بحسب تفسير الروايات - إلى ظهور المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف.

وكذلك الحال في بقاء الخضر عليه السلام على قيد الحياة. يقول الشيخ الطبرسيّ: "وقد تظاهرت الأخبار بأنّ أطول بني آدم عمراً الخضرُ عليه السلام، وأجمعت الشيعة وأصحاب الحديث، بل الأمّة بأسرها - ما خلا المعتزلة والخوارج - على أنّه موجود في هذا الزمان، حيّ كامل العقل، ووافقهم على ذلك أكثر أهل الكتاب"[10].

ومن لطيف ما يُذكر من الروايات حول طول عمر الخضر عليه السلام، وأنّ الله سبحانه وتعالى قد أطال في عمره عبرة ومثالاً, أنّه يريد أن يطيل عمر القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف، وأنّه من يريد أن ينكر عمر القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف فَلْينظُرْ إلى إطالة عمر الخضر، فتبهت حجّته، فقد روي عن المفضّل بن عمر أنّه قال: قال الإمام الصادق عليه السلام: "وأمّا العبد الصالح - أعني الخضر عليه السلام -، فإنّ الله تبارك وتعالى ما طوّل عمره لنبوّة قدّرها له، ولا لكتاب ينزله عليه، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة مَن كان قبله من الأنبياء، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها، ولا لطاعة يفرضها له، بلى، إنّ الله - تبارك وتعالى- لمّا كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم في أيّام غيبته ما يقدّر، وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول، طوّل عمر العبد الصالح في غير سبب يوجب ذلك إلّا لعلة الاستدلال به على عمر القائم، وليقطع بذلك حجّة المعاندين، لئلّا يكون للناس على الله حجّة"[11].

وكان لقمان بن عاد الكبير أطول الناس عمراً بعد الخضر, وذلك أنّه عاش ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة[12].

الثاني: أنّه قامت الأدلّة العقليّة والنقليّة على ولادة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف وغيبته، فهل يجوز أن ندفعها بالاستبعاد، مع أنّه لا استبعاد في ذلك بعد النصّ القطعيّ من القرآن الكريم والروايات الشريفة حول ولادة المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، وبقاء العديد من الأنبياء على قيد الحياة لفترات متمادية؟!

 


[1] علي أكبر مهدي بور، راز طول عمر إمام زمان (السرّ في طول عمر إمام الزمانعجل الله تعالى فرجه الشريف)، ص13(فارسي).

[2] مجلة: دانشمند (العالِم)، العام السادس، العدد السادس، ص147(فارسي).

[3] تجسّد عملياً إمكان بلوغ الأسماك هذا العمر من خلال الكشف عن أسماك عاشت 400 مليون سنة في سواحل مدغشقر في قارة أفريقيا. (صحيفة كيهان، العدد 6413، بتاريخ 13/11/1964م).

[4] الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، مصدر سابق، ص309.

[5] الكنيسة، الكتاب المقدس (العهد القديم)، دار الكتاب المقدس، 1980، لا.ط، سفر التكوين، الباب الخامس، الآيات، 5 - 27.

[6] الكنيسة، الكتاب المقدس (العهد الجديد)، دار الكتاب المقدس، 1980، لا.ط، كتاب أعمال الرسل، الباب الأوّل، الآيات 1 - 12.

[7] الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، مصدر سابق، ص316.

[8] المصدر نفسه، ص152.

[9] المصدر نفسه، ص152.

[10] الشيخ الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى، مصدر سابق، ج2، ص305.

[11] الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، مصدر سابق، ص357.

[12] الشيخ الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى، مصدر سابق، ج2، ص306.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.