لقد علمت من واقع خبرتي أن الأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات طيبة يجنحون إلى التفكير في أفضل ما لدى الآخرين معظم الوقت.

وحتى يثبت لك العكس، أوصيك بأن تفترض حسن نوايا الآخرين. إننا دائماً في استراليا ما نتبع الفلسفة التالية، من الأفضل بكثير أن يثبت لك بين الحين والآخر أنك كنت على خطأ، أو أن أحدهم قد استغلك أو أساء معاملتك، على أن تمضي حياتك ماراً بتلك المشاعر غير المحببة التي تصحب عدم الوثوق الدائم بالآخرين.

وعندما تراودك أفكار متشككة او سلبية تجاه صديق ما، عليك بمقاومتها بالتفكير في شيء مضاد لها. أحسن الظن بذلك الشخص. ولتبدأ جميع تعاملاتك بدرجة من الإيجابية غير المشروطة ولتجعل ذلك جزءاً متأصلا في كافة علاقاتك. حين تقوم بذلك، ستنعم بمزيد من الإيجابية في كافة العلاقات التي تبنيها.

ــ حدد الغرض من علاقاتك

ربما يبدو هذا واضحاً، ولكننا أحياناً ما نأخذ الأشياء البسيطة في الحياة كأمر مسلم به. لكن طريقة التعامل مع تلك الأشياء البسيطة هي، إلى درجة كبيرة، ما تصنع الفارق بين هؤلاء الذين ينعمون بالسعادة والنجاح وغيرهم ممن لا يتمتعون بها.

إن لكل تفاعل يتم داخل كل علاقة غرضاً ما؛ وسوف يختلف هذا الغرض في كل مرة. فكر على سبيل المثال في الغرض من اجتماع في العمل في مقابل الغرض من مناقشة مع صديق أثناء تناولكما القهوة.

إن الغرض من لقاء صديق لتناول القهوة ربما يكون ببساطة لمعرفة أخبار بعضكما البعض فيما يتعلق بحياتكما على المستوى الشخصي والاجتماعي، بينما قد يكون الغرض من الاجتماع المتعلق بالعمل هو تحقيق بعض النتائج التي ستقربك من هدفك المنشود. ونظراً لاختلاف الغرض من كل سيناريو اختلافاً تاماً، يجب أن يكون أسلوبك في التعامل مع كل تفاعل منهما مختلفاً تماماً أيضاً. عليك أن تكيف سلوكك بشكل يتناسب مع العلاقة التي أنت بصددها.

في المرة التالية التي ستكون فيها بصدد الدخول في محادثة ما أو التفاعل مع شخص ما في أي سياق، اسأل نفسك: ما الغرض من هذه المحادثة وكيف يمكنني أن أحقق ما أريده بأفضل سبيل ممكن؟ إذا كنت ترغب في تكوين علاقة حميمة ودودة مع شريكك، فسوف تحتاج إلى التأكيد على تلك السمات في المرة التالية التي ستجلس فيها لتناول الطعام معه؛ كن ودوداً ومنفتحاً وصادقاً. وإن سلوكك هنا سوف يختلف كثيراً عن سلوكك في سياق غداء العمل، حيث ربما ترغب في التحدث بإيجاز وأن تظهر عبر لغة جسدك تمتعك بالثقة وأن تظهر إلى أي مدى أنت مهيئ ومستعد للعمل.