المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4589 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
عدة الطلاق
2024-09-28
{وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم}
2024-09-28
الايمان في القلوب
2024-09-28
{نساؤكم حرث لكم}
2024-09-28
عقوبة جريمة الاختلاس في القانون اللبناني
2024-09-28
عقوبة جريمة الاختلاس في القانون العراقي
2024-09-28

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الادلة العقلية على نصب الأئمة  
  
1597   05:35 مساءاً   التاريخ: 30-07-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص183-185
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / إمامة الأئمة الأثني عشر /

اختلف الناس في أن نصب الإمام هل هو واجب أو لا؟ و على تقدير الوجوب فهل‌ يجب على الخالق أو على الخلق؟ وهل الدليل على وجوبه العقل أو النقل؟ والذي عليه‌ الفرقة المحقة و الطائفة الحقة أنه يجب على اللّه نصب الإمام في كل زمان عقلا و نقلا ...

 ودليل العقل من وجوه :

الأول: إن ما ذكر في بيان الاضطرار إلى الرسل فهو بعينه جار في الاضطرار إلى ‌أوصيائهم و خلفائهم، لأن الاحتياج إليهم غير مختص بوقت دون آخر و في حالة دون ‌أخرى، و لا يكفي بقاء الكتب و الشرائع من دون قيّم لها عالم بها، ألا ترى إلى الفرق‌ المختلفة و المذاهب المتباينة كيف يستندون في مذاهبهم كلها إلى كتاب اللّه عز و جل، فيستند المجسم إلى قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ، {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10]. والمجبر إلى قوله: {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [النساء: 78]. ومن قال بخلق الأفعال إلى ‌قوله: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [النحل: 93]. ومن قال برؤية اللّه إلى قوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23]. ويستدل العدلية بما يخالف ذلك من الآيات و بالجملة فإنك لا ترى فرقة من الفرق المحقة أو المبطلة إلا و هي تستند إلى كتاب اللّه بل و إلى سنة رسول‌ اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ذلك لأن كتاب اللّه فيه المحكم و المتشابه و المجمل و المؤوّل و الناسخ‌ و المنسوخ، والسنة فيها ذلك أيضا مع وقوع الكذب و التحريف و التصحيف هذا كله مع ‌جهل أكثر الخلق بمعانيها و تشتت أهوائهم و زيغ قلوبهم، فلا بد حينئذ لكل نبي مرسل ‌بكتاب من عند اللّه عز و جل أن ينصب وصيا يودعه أسرار نبوته و أسرار الكتاب المنزل عليه‌ ويكشف له مبهمه ليكون ذلك الوصي هو حجة ذلك النبي على أمته، و لئلا تتصرف الامة في ذلك الكتاب بآرائها و عقولها فتختلف و تزيغ قلوبها كما أخبر اللّه تعالى بذلك فقال: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران: 7].

الثاني: إن اللطف واجب على اللّه تعالى، ولا ريب ان وجود الإمام في كل زمان‌ لطف من اللّه تعالى بعبيده لأنه بوجوده فيهم يجتمع شملهم و يتصل حبلهم و ينتصف‌ الضعيف من القوي و الفقير من الغني، ويرتدع الجاهل و يتيقظ الغافل، فإذا عدم بطل ‌الشرع و أكثر أحكام الدين و أركان الإسلام كالجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر والقضاء و نحو ذلك فتنتفي الفائدة المقصودة منها.

الثالث: إنه قد دل العقل و النقل على أنه يجب على اللّه أن يفعل بعباده ما هو الأصلح لهم، و لا ريب أنه لا يتم انتظام أمر المعاد و المعاش و الدين و الدنيا إلا بنصب ‌رئيس و معلم يرشد الناس إلى الحق عند اختلافهم و جهلهم، ويردهم إليه عند اختصامهم ‌ومنازعاتهم و مجادلاتهم.

الرابع: إن العقل السليم و الفهم المستقيم يحيل على العزيز الحكيم و الرسول‌ الكريم مع كونه مبعوثا إلى كافة الأنام و شريعته باقية إلى يوم القيامة أن يهمل امته مع نهاية رأفته و غاية شفقته بهم و عليهم، و يترك بينهم كتابا في غاية الإجمال و نهاية الإشكال له ‌وجوه عديدة و محامل يحمله كل منهم على هواه و رأيه كما أشرنا إليه، و أحاديث كذلك لم‌ يظهر لهم منها إلا القليل و فيها مع ذاك المكذوب والمفترى والمحرّف، ولا يعيّن لهذا الأمر العظيم رئيسا يعول في المشكلات عليه و يركن في سائر الأمور إليه إن هذا مما يحيله ‌العقل على رب العالمين و على سيد المرسلين، وكيف يوجب اللّه تعالى على الإنسان‌ الوصية و الإيصاء عند الموت لئلا يموت ميتة الجاهلية و لئلا يدع أطفاله و متروكاته بغير قيّم ‌وولي و حافظ و لا يوجب على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الايصاء والوصية مع أن رأفة اللّه بخلقه و رأفة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بأمته لا نسبة لها بذلك.

الخامس: إنه قد اعترف جمهور المخالفين بجريان عادة اللّه تعالى من آدم إلى خاتم ‌الأنبياء انه لم يقبض نبيا حتى عين له خليفة ووصيا، وجرت عادة نبينا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه متى سافر عين خليفة في المدينة، وعلى هذا جرت طريقة الرؤساء و الولاة فكيف تخلفت هذه السنة التي لن تجد لها تبديلا و هذه العادة التي لم يكن عنها تحويلا بالنسبة إلى خاتم الأنبياء المرسل إلى هذه الأمة المرحومة بأن يهملها و يتركها سدى هذا كله مع انقطاع الأنبياء والرسل وبقاء التكليف إلى يوم القيامة.

السادس: إن مرتبة الإمامة كالنبوة كما عرفت، فكما لا يجوز للخلق تعيين نبي فكذا لا يجوز لهم تعيين إمام، وأيضا العقول قاصرة و الأفهام حاسرة عن معرفة من يصلح لهذا المنصب العظيم و الأمر الجسيم و الوجدان يغني عن البيان، فكم رأينا أهل العقل و التدبير والحل والعقد اتفقوا على تعيين والٍ في قرية أو بلد أو حكم ثم تبين لهم خطأهم في ذلك ‌فغيروه و بدلوه، فكيف تفي العقول الناقصة بتعيين رئيس عام على جميع الخلائق في أمور الدين و الدنيا، وأيضا فالعصمة شرط في الإمام ...، وهي من الأمور الباطنية التي لا يطلع عليها إلا العالم بما في الضمائر المطلع على ما في السرائر ...  .

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.