أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-07-2015
3899
التاريخ: 2023-04-16
1069
التاريخ: 29-07-2015
3409
التاريخ: 2023-04-12
1220
|
كان المتوكل يحمل حقداً غريباً على الإمام، و قد حاول دائماً أن يسيء إليه ويؤذيه، ومع أنّ الإمام كان يعيش كالسجين في سامراء، فقد أمر المتوكل باعتقاله وسجنه بعد إحضاره من المدينة فقد قال الصقر بن أبي دلف الكرخي: لماّ حمل المتوكل أبا الحسن الهادي إلى سامراء جئت أسأل عن خبره، فنظر إليّ الزرّافي، حاجب المتوكل، فأمر أن أدخل إليه، فأدخلت إليه، فقال :يا صقر ما شأنك؟ فقلت: خير، فقال: اقعد ؛ فأخذني ما تقدم و ما تأخر وانتابني خوف وقلق كبير، فقلت في نفسي أخطأت في المجيء ؛ وبعد انّ نظر في أُمور الناس وانتهى من ذلك قال لي :ما شأنك وفيم جئت؟ قلت: لخير ما، فقال: لعلك تسأل عن خبر مولاك؟
فقلت له: ومن مولاي؟! مولاي أمير المؤمنين .
فقال: اسكت! مولاك هو الحق فلا تحتشمني فإنّي على مذهبك .
فقلت: الحمد للّه .
فقال: أتحب أن تراه؟ قلت: نعم، قال: اجلس حتى يخرج صاحب البريد من عنده، فلمّا خرج قال الزرافي لغلام له: خذ بيد الصقر وادخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس وخلّ بينه و بينه، فأدخلني إلى الحجرة فدخلت، فإذا هو الإمام (عليه السلام) جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور، فسلمت عليه، فردّعلي، ثمّ أمر بالجلوس ؛ ثمّ قال لي : يا صقر ما أتى بك؟.
قلت: سيدي جئت أتعرف خبرك، ثمّ نظرت إلى القبر فبكيت .
فنظر (عليه السلام) إليّ فقال: يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء الآن فقلت الحمد للّه .
وهذه الرواية تدلّ من ناحية على اضطهاد المتوكل للإمام الهادي والإساءة إليه، وعلى نفوذ الإمام في رجال البلاط ومقرّبي الخليفة من ناحية ثانية ؛ وقد أمر المتوكل في أواخر أيامه خادمه سعيد بن الحاجب بقتل الإمام ولكن الإمام قد قال : إنّ المتوكل لا يلبث أكثر من يومين حتى يسفك اللّه دمه فحدث ذلك .
كان المتوكل من أكثر خلفاء بني العباس إجراماً، فقد كنّ مشاعر العداء والحقد لعلي أمير المؤمنين وآله وشيعته، وكانت فترة حكمه من أحلك الفترات على الشيعة والعلويّين، ولعدم إمكان عرض جميع جرائمه في هذا البحث المختصر، فسنعرض بعض النماذج منها:
1- فقد اعتقل وطورد جماعة من العلويين في حكمه، منهم: محمد بن صالح أحد أحفاد الإمام الحسن (عليه السلام) و محمد بن جعفر وهو من دعاة الحسن بن زيد الذي ثار في طبرستان .
2- وأمر عام 236هـ بهدم قبر سيد الشهداء الإمام أبي عبد اللّه، وهدم ما حوله من الدور وأن يعمل مزارع، ووضع هناك مراكز للشرطة لمنع الزائرين وعلى ما يبدو لم يتجرأ أحد من المسلمين على هدم قبر الإمام الحسين وتخريبه، فكلّف شخصاً يدعى ذيرج وهو ذو أصل يهودي للقيام بذلك، وقد أعلن انّه يعاقب كلّ من قام بزيارة قبر الحسين بن علي (عليمها السَّلام) فقد كان المتوكل يخشى من أن يتحول مرقد الإمام الحسين إلى معقل للثوار، وتصبح ملحمة ذلك الشهيد العظيم وشهادته ملهمة لثورة الناس ونهضتهم في وجه ظلم الخليفة وجهاز حكمه، ولكن الشيعة ومحبّي سيد الشهداء ظلوا يزورون تلك التربة الطاهرة ولم يتوقفوا عن زيارتها في مختلف الظروف، وتحمّلوا في سبيل ذلك أنواع التعذيب.
وبعد قتل المتوكل أعاد الشيعة وبتعاون مع العلويين بناء الضريح وقد أثار هدم قبر الإمام الحسين غضب المسلمين بشدة حتى كتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد وهجاه الشعراء الهادفون، ومما قيل في ذلك :
باللّه إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما
فلقد أتاه بنو أبيه بمثله * هذا لعمري قبره مهدوما
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا * في قتله فتتبعوه رميما
3- وقتل في عهده شخصيات بارزه من المسلمين الذين يميلون إلى أهل البيت، ومن أُولئك ابن السكّيت الشاعر والأديب الشيعي الشهير ومن أصحاب الإمامين الجواد والهادي المخلصين، وقد قتله بذنب حبه لعلي (عليه السلام) ؛ وقد كان المتوكل ينظر ذات يوم إلى ولديه المعتز والمؤيد، فقال لابن السكيت: من أحب إليك هما أو الحسن والحسين؟
فقال: واللّه قنبر مولى علي خير منك ومنهما ، فأمر المتوكل الذي كان طاغياً ومتغطرساً بسل لسانه من قفاه .
4- وكتب الخطيب البغدادي حول اضطهاد شيعة أهل البيت والتنكيل بهم على يد المتوكل انّه ضرب النصر بن علي الجهضمي ألف سوط، لحديث رواه في فضل علي وفاطمة والحسن والحسين، ولم يدعه حتى شهدوا انّه من أهل السنّة .
5- وكان يعطي الشعراء المرتزقة أمثال مروان بن أبي الجنوب مبالغ طائلة لينشدوا أشعاراً حول شرعية حكم بني العباس وهجو بني هاشم .
6- ولما شكّل جيشاً جديداً وسماه الشاكريّة جعل فيه كلّ من كان ينتمي إلى بلاد يحمل أهلها مشاعر العداء للعلويين لا سيما من سورية، الجزيرة، الجبل، الحجاز وعنبا .
7- وأمر عامل مصر أن ينفي الطالبيين إلى العراق، فنفّذ ذلك، ثمّ نقلهم بعد ذلك إلى المدينة .
8- كان يطرد الشيعة من جهاز حكمه ويشوّه سمعتهم في الرأي العام، وعلى سبيل المثال يمكن الإشارة إلى عزل إسحاق بن إبراهيم الذي عزله المتوكل بتهمة التشيّع من منصب الولاية في سامراء، وسيروان من محافظة الجبل، وقد طرد وعزل آخرين لنفس هذا السبب ومنع المتوكل بسياسته هذه من ظهور أي حركة شيعية مناهضة لنظامه، غير انّه لم ينجح في أن يقضي على النشاطات السرية التي كانوا يقومون بها، فإنّ كتب التاريخ تخبرنا انّ الإمام الهادي (عليه السلام) استمر في علاقته بشيعته وأنصاره بشكل سري .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|