المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

نبات الشمر
2024-08-24
الأمراض والحشرات التي تصيب النخيل والتمور
11-1-2016
الآية التي نزلت بحق سلمان الفارسي
9-10-2014
التطهير بالغَيبة
6-12-2016
‏لا عدوى في الإسلام
17-4-2016
اسهال المضادات الحيوية ADD)Antibiotic-associated Diarrhea)
18-5-2017


سجن الامام الهادي (عليه السلام)  
  
13330   04:45 مساءً   التاريخ: 29-07-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ,ص521-524
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / قضايا عامة /

كان المتوكل يحمل حقداً غريباً على الإمام، و قد حاول دائماً أن يسيء إليه ويؤذيه، ومع أنّ الإمام كان يعيش كالسجين في سامراء، فقد أمر المتوكل باعتقاله وسجنه بعد إحضاره من المدينة فقد قال الصقر بن أبي دلف الكرخي: لماّ حمل المتوكل أبا الحسن الهادي إلى سامراء جئت أسأل عن خبره، فنظر إليّ الزرّافي، حاجب المتوكل، فأمر أن أدخل إليه، فأدخلت إليه، فقال :يا صقر ما شأنك؟ فقلت: خير، فقال: اقعد ؛ فأخذني ما تقدم و ما تأخر وانتابني خوف وقلق كبير، فقلت في نفسي أخطأت في المجيء ؛ وبعد انّ نظر في أُمور الناس وانتهى من ذلك قال لي :ما شأنك وفيم جئت؟ قلت: لخير ما، فقال: لعلك تسأل عن خبر مولاك؟

فقلت له: ومن مولاي؟! مولاي أمير المؤمنين .

فقال: اسكت! مولاك هو الحق فلا تحتشمني فإنّي على مذهبك .

فقلت: الحمد للّه .

فقال: أتحب أن تراه؟ قلت: نعم، قال: اجلس حتى يخرج صاحب البريد من عنده، فلمّا خرج قال الزرافي لغلام له: خذ بيد الصقر وادخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس وخلّ بينه و بينه، فأدخلني إلى الحجرة فدخلت، فإذا هو الإمام (عليه السلام) جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور، فسلمت عليه، فردّعلي، ثمّ أمر بالجلوس ؛ ثمّ قال لي : يا صقر ما أتى بك؟.

قلت: سيدي جئت أتعرف خبرك، ثمّ نظرت إلى القبر فبكيت .

فنظر (عليه السلام) إليّ فقال: يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء الآن فقلت الحمد للّه .
وهذه الرواية تدلّ من ناحية على اضطهاد المتوكل للإمام الهادي والإساءة إليه، وعلى نفوذ الإمام في رجال البلاط ومقرّبي الخليفة من ناحية ثانية ؛ وقد أمر المتوكل في أواخر أيامه خادمه سعيد بن الحاجب بقتل الإمام ولكن الإمام قد قال : إنّ المتوكل لا يلبث أكثر من يومين حتى يسفك اللّه دمه فحدث ذلك .

كان المتوكل من أكثر خلفاء بني العباس إجراماً، فقد كنّ مشاعر العداء والحقد لعلي أمير المؤمنين وآله وشيعته، وكانت فترة حكمه من أحلك الفترات على الشيعة والعلويّين، ولعدم إمكان عرض جميع جرائمه في هذا البحث المختصر، فسنعرض بعض النماذج منها:

1- فقد اعتقل وطورد جماعة من العلويين في حكمه، منهم: محمد بن صالح أحد أحفاد الإمام الحسن (عليه السلام) و محمد بن جعفر وهو من دعاة الحسن بن زيد الذي ثار في طبرستان .

2- وأمر عام 236هـ بهدم قبر سيد الشهداء الإمام أبي عبد اللّه، وهدم ما حوله من الدور وأن يعمل مزارع، ووضع هناك مراكز للشرطة لمنع الزائرين وعلى ما يبدو لم يتجرأ أحد من المسلمين على هدم قبر الإمام الحسين وتخريبه، فكلّف شخصاً يدعى ذيرج وهو ذو أصل يهودي للقيام بذلك، وقد أعلن انّه يعاقب كلّ من قام بزيارة قبر الحسين بن علي (عليمها السَّلام) فقد كان المتوكل يخشى من أن يتحول مرقد الإمام الحسين إلى معقل للثوار، وتصبح ملحمة ذلك الشهيد العظيم وشهادته ملهمة لثورة الناس ونهضتهم في وجه ظلم الخليفة وجهاز حكمه، ولكن الشيعة ومحبّي سيد الشهداء ظلوا يزورون تلك التربة الطاهرة ولم يتوقفوا عن زيارتها في مختلف الظروف، وتحمّلوا في سبيل ذلك أنواع التعذيب.

وبعد قتل المتوكل أعاد الشيعة وبتعاون مع العلويين بناء الضريح وقد أثار هدم قبر الإمام الحسين غضب المسلمين بشدة حتى كتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد وهجاه الشعراء الهادفون، ومما قيل في ذلك :

باللّه إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما

فلقد أتاه بنو أبيه بمثله * هذا لعمري قبره مهدوما

أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا * في قتله فتتبعوه رميما

3- وقتل في عهده شخصيات بارزه من المسلمين الذين يميلون إلى أهل البيت، ومن أُولئك ابن السكّيت الشاعر والأديب الشيعي الشهير ومن أصحاب الإمامين الجواد والهادي المخلصين، وقد قتله بذنب حبه لعلي (عليه السلام) ؛ وقد كان المتوكل ينظر ذات يوم إلى ولديه المعتز والمؤيد، فقال لابن السكيت: من أحب إليك هما أو الحسن والحسين؟

فقال: واللّه قنبر مولى علي خير منك ومنهما ، فأمر المتوكل الذي كان طاغياً ومتغطرساً بسل لسانه من قفاه .

4- وكتب الخطيب البغدادي حول اضطهاد شيعة أهل البيت والتنكيل بهم على يد المتوكل انّه ضرب النصر بن علي الجهضمي ألف سوط، لحديث رواه في فضل علي وفاطمة والحسن والحسين، ولم يدعه حتى شهدوا انّه من أهل السنّة .

5- وكان يعطي الشعراء المرتزقة أمثال مروان بن أبي الجنوب مبالغ طائلة لينشدوا أشعاراً حول شرعية حكم بني العباس وهجو بني هاشم .

6- ولما شكّل جيشاً جديداً وسماه الشاكريّة جعل فيه كلّ من كان ينتمي إلى بلاد يحمل أهلها مشاعر العداء للعلويين لا سيما من سورية، الجزيرة، الجبل، الحجاز وعنبا .

7- وأمر عامل مصر أن ينفي الطالبيين إلى العراق، فنفّذ ذلك، ثمّ نقلهم بعد ذلك إلى المدينة .

8- كان يطرد الشيعة من جهاز حكمه ويشوّه سمعتهم في الرأي العام، وعلى سبيل المثال يمكن الإشارة إلى عزل إسحاق بن إبراهيم الذي عزله المتوكل بتهمة التشيّع من منصب الولاية في سامراء، وسيروان من محافظة الجبل، وقد طرد وعزل آخرين لنفس هذا السبب ومنع المتوكل بسياسته هذه من ظهور أي حركة شيعية مناهضة لنظامه، غير انّه لم ينجح في أن يقضي على النشاطات السرية التي كانوا يقومون بها، فإنّ كتب التاريخ تخبرنا انّ الإمام الهادي (عليه السلام) استمر في علاقته بشيعته وأنصاره بشكل سري .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.