أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-25
227
التاريخ: 2023-02-22
1032
التاريخ: 21-11-2021
2066
التاريخ: 2024-09-28
258
|
يقول أمير المؤمنين عليه السلام [الموعظة والنصيحة تحيي القلب وتنير الفكر وتزيل رواسب الغفلة والغرور](1).
وهنيئاً لأولئك الأزواج والزوجات الذين تتوفر لديهم الفرصة للاستفادة بشكل مستمر من نصائح وتوجيهات الوالدين أو كبار العائلة. وما أروع أن يتجنب كل من الزوج والزوجة الحدّة والنزاع والكلام البذيء الذي لا جدوى منه لدى حصول خلاف بينهما ويلجآ إلى شخص أكبر منهما سناً يتمتع بالوعي والتجربة ليعرضا مشكلتهما عليه ويستمعا إلى توجيهاته ونصائحه بخصوص حياتهما الزوجية ويأخذا بتلك النصائح والتوجيهات ويعملا بها.
وما أروع أن تكون جميع الأمهات كهذه الأم التي سنتحدث عنها في الرسالة التالية - واعيات ويتمتعن بالفهم والإدراك والصبر ويضعن تجاربهن المفيدة في الحياة تحت تصرف أولادهن حيث إن الحياة تقوم على أساس تقبل النصائح والاستفادة من التجارب.
الرسالة:... اتصلت في إحدى المرات هاتفياً بوالدتي وقلت لها بأن صبري قد نفد وأريد أن أترك أطفالي وكل شيء وآتي لأعيش معك. فردّت عليّ والدتي بالقول: أعرف بأنك تقولين هذا الكلام لأنك متضايقة وغير مرتاحة وأعرف بأنك لا تطيقين فراق أطفالك وزوجك والبعد عنهم وأعرف كم أنت تحبينهم، أعرف أنك إنسانة مسامحة تصفحين عمّن يسيء إليك ولا تنزعجين من الحياة ومن أطفالك. فلا تكتئبي يا إبتي وكوني ضحوكة تحدثي وامزحي واضحكي ليزول عنك الحزن والغمّ. فأطفالك سيكبرون غداً وعندها سوف تنسين تعبك وتشعرين بالارتياح...
إذن إذهبي حالاً إلى زوجك وتصالحي معه وأنا سوف آتي غداً إلى بيتك، وأنت لا تأتي الآن إلينا...
وكلما كنت أشعر بالملل والسأم بسبب الانتقادات غير المبررة التي كان زوجي يوجهها لي وكلما كنت أشعر بالتعب من هذا الوضع كانت والدتي تنصحي وتهدئ من روعي وتسلّي خاطري وتحول دون حصول خلاف وشجار مع زوجي. فكانت تأتي إليّ بنفسها وتنصحني وترشدني وتقول لي بأن زوجك محق عندما ينزعج لدى رؤيته وضع البيت بهذا الشكل. وبالتالي فهي كانت تقنعني بكلامها وتمنعني من القيام بأية خطوة اعتباطية وغير مدروسة يمكن أذ تسيء إلى حياتي الزوجية وتهدد مستقبلي ومستقبل أطفالي وتجعلهم يواجهون التشرد والضياع. فكانت والدتي تقول لي، يا بنتي أنا أيضا في بداية زواجي واجهت بعض المشاكل مع والدك فلو أني تركت البيت في ذلك الوقت لكنتم واجهتم الضياع والتشرد ولما كنتم قد وصلتم إلى ما وصلتم إليه. لقد صبرت يا ابنتي وتحملت والآن كما تشاهدين تحسنت الأمور وأصبحت حياتنا حلوة حيث إني أشعر الان بالسعادة والفخر والاعتزاز بوجودكم. . .
أيتها الأخت الكريمة: إن إصلاح ذات البين ولا سيما الإصلاح بين الزوج والزوجة هو بمثابة صدقة يحبها الله ويثيب عليها أعظم الثواب. وإنها حقاً أم عاقلة وذكية تلك التي تقول لابنتها: «أنا آتي إلى بيتك ولكنك الآن لا تأتي إلينا».
وليت جميع الأمهات (ولا سيما أمهات الزوجات الشابات) كنّ مثل هذه الأم، يفكرن بمصلحة بناتهن ومستقبلهن - بعيداً عن عاطفة الأمومة - وبالتالي يعملن على تقوية أواصر المحبة والتفاهم بين الزوجة وزوجها. ولكن البعض من الأمهات بدل أن يحثثن ويشجعن بناتهن على الصبر والتمسك ببيت الزوجية والتفاهم مع أزواجهن ويطفئن نار الخلافات والمشاكل بالموعظة الحسنة والنصيحة فإنهن على العكس من ذلك يؤججن نار الخلافات والمشاحنات بين الزوجين ويقمن بصب الزيت على النار من خلال تدخلهن بين الزوج وزوجته بصورة لا مبرر لها واتخاذهن مواقف مستعجلة وغير مدروسة. فنجد في بعض الحالات أن الأم بدل أن تنصح ابنتها وتقول لها: كوني متسامحة وعلّمي زوجك أصول الحياة الزوجية واجعليه يحسن سلوكه وأخلاقه وتصرفاته من خلال تسامحك وتضحياتك، فهي تقول لابنتها: اتركي هذا الرجل السخيف، إنه حيوان، لقد دمّر حياتك ومستقبلك. مثل هذه الأم تحاول أن تعرب عن تعاطفها مع ابنتها فتقول: مسكينة ابنتي لقد تورطت مع رجل لئيم ظالم! ماذا أفعل؟! أنت المسؤولة يا ابنتي لما حصل لك، فقد جاء لخطبتك الكثيرون من خيرة الشباب! ولكنك رفضتِهم جميعاً ورضيت في النهاية بهذا الوحش عديم الثقافة والتربية. فهذه الأم بدل أن تنصح ابنتها وتشجعها على العيش مع زوجها والاتفاق والتفاهم معه تحثها على تدمير حياتها وترك بيتها وأطفالها وهي لا تعلم بأنها بعملها هذا إنما ترتكب ذنباً عظيماً وتدمر حياتها وحياة ابنتها وتلقي بنفسها وبابنتها في نار جهنم. فعن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام في حديث المناهي قال: [نهى رسول الله صلى الله عليه وآله أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها فإن خرجت لعنها كل مَلَكٍ في السماء وكل شيء تمرّ عليه من الجن والإنس حتى ترجع إلى بيتها](2).
وعن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال: [أيما امرأة قالت لزوجها: ما رأيت قط من وجهك خيراً فقد حبط عملها](3) .
عليّ بن جعفر في كتابه عن أخيه قال: سألته عن المرأة المغاضبة زوجها هل لها صلاة أو ما حالها؟ قال: [لا تزال عاصية حتى يرضى عنها](4).
أسأله تعالى أن يرفق علمنا ومعرفتنا بالصبر والتسامح ويجعل من لساننا وقلبنا وسيلتين لحل مشاكل الآخرين وتقديم المحبة والعطف لهم. وأنت أيضاً أيتها الأخت الفاضلة وفقك الله لحل مشاكل الآخرين وتقديم المحبة لهم.
______________________________________
(1) غرر الحكم ودرر الكلم.
(2) وسائل الشيعة ج١٤ ، ص ١١٥ حديث ٢٥٣١٠.
(3) وسائل الشيعة ج١٤، ص ١١٥ باب ٨٠ح٨.
(4) المصدر السابق .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|