لا شك ان طبيعة الإنسان وسلوكه خاضعة للتغير والتبدل من حال إلى حال ومن خلق إلى آخر حسب توجهاته واهدافه، ومدى خضوعه للعوامل المؤثرة فيه كالبيئة والوراثة والتربية ...

ومن العجيب ان اي عادة إذا قاومها الإنسان تنقلب إلى عكسها (فمن خصاص الهوى انه يتلطف إذا احكم الإنسان ارادته وعقله في شهواته، فكلما قاومها الإنسان تلطف ميوله النفسية، وخفت ضغوطها وبالعكس او استجيب لها فإنه تغلظ وتستحكم، وتقوى ) (1).

إن اي خصلة من الخصال إذا داوم الإنسان على الانصاف بها تضعف مضادتها ، فإذا داوم على العفة كره الفجور، وإذا داوم على الكرم كره البخل وإذا داوم على الشجاعة كره الجبن وهكذا ...

إذن هذه المقاومة للأهواء والنزوات تتحول بإرادة الإنسان إلى قوة، وعلم وحكمة وفهم، وبصيرة، ونور في الحياة يمشي به بين الناس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) من محاضرة الشيخ الآصفي بعنوان الاهواء.