أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2016
1978
التاريخ: 29-7-2016
1577
التاريخ: 7-8-2016
1512
التاريخ: 18-2-2021
4307
|
تتفاوت القدرة على التحمل والصبر من إنسان لآخر حسب درجة إيمانه وقدرته العملية، وقناعته في مسيرته ، وأهدافه في حياته، ولكي يرفع المؤمن من مستوى صبره وتحمله لابد له من ثلاثة أمور :
- معرفة الله تعالى .
- معرفة رسوله (صلى الله عليه واله) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام).
- معرفة المصالح والمفاسد.
أما معرفة الله تعالى : فهي أساس عقائدي يتقوم عليه بناء شخصية الإنسان وبدون هذا الاعتقاد فإن الإنسان مهما بلغت قوته فهو أوهن من بيت العنكبوت ... ونقصد بمعرفة الله تعالى:
أولاً: ان يعرف انه بعين الله تعالى ، وتحت هيمنته لا يحول منها لحظة ابداً وهذا يمنحه قوة لا تعدلها قوة، ويهون عليه المصاب مهما بلغت شدتها ؛ ولهذا نرى ان الحسين (عليه السلام) حين ذبح ولده بين يديه يرفع طرفه إلى السماء، ويقول : (إلهي هون علي ما نزل بي انه بعينك) ولعل هذا الصبر هو (الصبر بالله) يقول تعالى :
{وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} [النحل: 127].
{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } [الطور: 48].
ثانياً : ان يعرف انه مسؤول أمام الله تعالى لحمل رسالته ، وما يلزمه من الصبر على معاناة التبليغ والدعوة إلى الله تعالى ، وأنه مأمور بالصبر والمصابرة على كل حال ، يقول تعالى : {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200].
ثالثاً : ان يعرف ان الله تعالى ناصر جنده على كل حال ، قَتلوا او قُتلوا حَكموا او حُكموا مَلكوا او مُلكوا.
{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } [المجادلة: 21].
{وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات: 173].
ولكي تحصل للإنسان ملكة الصبر فعليه : ان يركز في نفسه الشعور بمعية الله تعالى، وهذه من أقوى العوامل على رفع قوة المقاومة ، والصبر، والمواصلة بثبات يقول رسول الله (صلى الله عليه واله) لصاحبه حين رآه مضطرباً : {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [التوبة: 40].
وموسى (عليه السلام) وهو يخوض الصراع ضد طاغوت عصره فرعون، ويحاصر هو واصحابه من كل حدب وصوب، وعندما يقال له : { إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 61، 62] ومن هنا يجب ان يمرن الإنسان نفسه على التضحية لله ، وفي الله من دون طلب الجزاء وانما امتثالاً لأحكام الله ، وهذه درجة لا ينالها إلا ذو حظ عظيم ولكنها غير مستحيلة.
وأما معرفة رسوله وأهل بيته : فعلى المؤمن ان يتخذه اسوة وقدوة، ويتمثل في نفسه ما عاناه رسول الله (صلى الله عليه واله) من أذية ما لم يتحملها نبي قبله ... إن تمثل حياة رسول الله (صلى الله عليه واله) من منابع المقاومة والصبر، واعتقد ان من اقتدى به وتأسى به لا يمكن أن يصيبه الهلع والجزع والانهزام ، والتراجع ، مهما بلغت المحن ...
وأما معرفة المصالح والمفاسد : ان معرفة المصالح والملاكات المترتبة على الصبر يطمع النفس في فوائد المجاهدة للنفس، ويمنحها قوة ومقاومة، ولذلك ينبغي لمن يريد ان يمتلك ملكة الصبر ان يتأمل جيداً في عاقبة الصبر، وما يؤدي به من الظفر والنصر، وليتذكر قول إمام الصابرين علي (عليه السلام) :
(الصبر ظفر)
(اصبر تظفر)
(في الصبر ظفر)
(لا يعدم الصبور الظفر وإن طال الزمان)
(يؤول امر الصبور إلى درك غايته وبلوغ اهله).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|