أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015
2190
التاريخ: 29-12-2015
3217
التاريخ: 26-12-2015
4787
التاريخ: 24-7-2016
2244
|
أبو الحسن. أصلهم من ساوة وهم أولاد التجار وكانا أخوين علي هذا وعبد الرحمن وكل قد روى العلم وحدث. ذكرهما عبد الغافر بن إسماعيل في السياق قال مات أبو الحسن علي الواحدي سنة ثمان وستين وأربعمائة ومات أخوه عبد الرحمن سنة سبع وثمانين وأربعمائة كلاهما بنيسابور.
قال عبد الغافر: فأما أبو الحسن فهو الإمام
المصنف المفسر النحوي أستاذ عصره وواحد دهره أنفق صباه وأيام شبابه في التحصيل
فأتقن الأصول على الأئمة وطاف على أعلام الأمة وتتلمذ لأبي الفضل العروضي الأديب
وقرأ النحو على أبي الحسن الضرير القهندزي وسافر في طلب الفوائد ولازم مجالس الثعالبي
في تحصيل التفسير وأدرك الرمادي وأكثر عن أصحاب الأصم وأخذ في التصنيف فجمع كتاب
الوجيز وكتاب الوسيط وكتاب البسيط كل في تفسير القرآن المجيد وأحسن كل الإحسان في
البحث والتنقير وله كتاب أسباب النزول وكتاب الدعوات والمحصول وكتاب المغازي وكتاب
شرح المتنبي وكتاب الإغراب في الإعراب في النحو وكتاب تفسير النبي صلى الله عليه
وسلم وكتاب نفي التحريف عن القرآن الشريف. وقعد للإفادة والتدريس سنين وتخرج به
طائفة من الأئمة سمعوا منه وقرءوا عليه وبلغوا محل الإفادة وعاش سنين ملحوظا من
النظام وأخيه بعين الإعزاز والإكرام وكان حقيقيا بكل احترام وإعظام لولا ما كان
فيه من غمزه وإزرائه على الأئمة المتقدمين وبسطه اللسان فيهم بغير ما يليق بماضيهم
عفا الله عنا وعنه.
قال عبد الغافر: وأجاز لي جميع مسموعاته. ذكره
الحسن بن المظفر النيسابوري فقال: أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري هو
الذي قيل فيه: [السريع]
(قد جمع العالم في واحد ... عالمنا المعروف بالواحدي)
قال ومن غرر شعره: [الطويل]
(أيا قادما من طوس أهلا ومرحبا ... بقيت على
الأيام ما هبت الصبا)
(لعمري لئن أحيا قدومك مدنفا ... بحبك صبا في
هواك معذبا)
(يظل أسير الوجد نهب صبابة ... ويمسي على جمر
الغضا متقلبا)
(فكم زفرة قد هجتها لو زفرتها ... على سد ذي
القرنين أمسى مذوبا)
(وكم لوعة قاسيت يوم تركتني ... ألاحظ منك البدر
حين تغيبا)
(وعاد النهار الطلق أسود مظلما ... وعاد سنا
الإصباح بعدك غيهبا)
(وأصبح حسن الصبر عني ظاعنا ... وحدد نحوي البين
نابا ومخلبا)
(فأقسم لو أبصرت طرفي باكيا ... لشاهدت دمعا
بالدماء مخضبا)
(مسالك لهو سدها الوجد والجوى ... وروض سرور عاد
بعدك مجدبا)
(فداؤك روحي يابن أكرم والد ... ويا من فؤادي
غير حبَّيه قد أبى)
وأنشد
له: [الطويل]
(تشوهت الدنيا وأبدت عوارها ... وضاقت علي الأرض
بالرحب والسعه)
(وأظلم في عيني ضياء نهارها ... لتوديع من قد
بان عني بأربعه)
(فؤادي وعيشي والمسرة والكرى ... فإن عاد عاد
الكل والأنس والدعه)
وقال
أبو الحسن الواحدي في مقدمة البسيط: وأظنني لم آل جهدا في أحكام أصول هذا العلم
حسب ما يليق بزمننا هذا وتسعه سنو عمري على قلة أعدادها فقد وفق الله وله الحمد
حتى اقتبست كل ما احتجت إليه في هذا الباب من مظانه وأخذته من معادنه أما اللغة
فقد درستها على الشيخ أبي الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله بن يوسف العروضي رحمه
الله وكان قد خنق التسعين في خدمة الأدب وأدرك المشايخ الكبار وقرأ عليهم وروى
عنهم كأبي منصور الأزهري روى عنه كتاب التهذيب وغيره من الكتب وأدرك أبا العباس
العامري وأبا القاسم الأسدي وأبا نصر طاهر بن محمد الوزيري وأبا الحسن الرخجي
وهؤلاء كانوا فرسان البلاغة وأئمة اللغة وسمع أبا العباس الأصم وروى عنه واستخلفه
الأستاذ أبو بكر الخوارزمي على درسه عند غيبته وله المصنفات الكبار والاستدراكات
على الفحول من العلماء باللغة والنحو وكنت قد لازمته سنين أدخل عليه عند طلوع
الشمس وأخرج لغروبها أسمع وأقرأ وأعلق وأحفظ وأبحث وأذاكر أصحابه ما بين طرفي
النهار وقرأت عليه الكثير من الدواوين واللغة حتى عابني شيخي رحمه الله يوما وقال
إنك لم تبق ديوانا من الشعر إلا قضيت حقه أما آن لك أن تتفرغ لتفسير كتاب الله
العزيز تقرؤه على هذا الرجل الذي تأتيه البعداء من أقصى البلاد وتتركه أنت على قرب
ما بيننا من الجوار يعني الأستاذ الإمام أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي فقلت يا
أبت إنما أتدرج بهذا إلى ذلك الذي تريد وإذا لم أحكم الأدب بجد وتعب لم أرم في غرض
التفسير من كثب. ثم لم أغب زيارته في يوم من الأيام حتى حال بيننا قدر الحمام.
وأما النحو فإني لما كنت في ميعة صباي وشرخ
شبيبتي وقعت إلى أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الضرير وكان من أبرع أهل زمانه
في لطائف النحو وغوامضه وأعلمهم بمضايق طرق العربية وحقائقها ولعله تفرس في وتوسم
الخير لدي فتجرد لتخريجي وصرف وكده إلى تأديبي ولم يدخر عني شيئا من مكنون ما عنده
حتى استأثرني بأفلاذه وسعدت به أفضل ما سعد تلميذ بأستاذه وقرأت عليه جوامع النحو
والتصريف والمعاني وعلقت عنه قريبا من مائة جزء في المسائل المشكلة وسمعت منه أكثر
مصنفاته في النحو والعروض والعلل وخصني بكتابه الكبير في علل القراءة المرتبة في
كتاب الغاية لابن مهران. ثم ورد علينا الشيخ أبو عمران المغربي المالكي وكان واحد
دهره وباقعة عصره في علم النحو لم يلحق أحد ممن سمعناه شأوه في معرفة الإعراب ولقد
صحبته مدة في مقامه عندنا حتى استنزفت غرر ما عنده. وأما القرآن وقراءات أهل
الأمصار واختيارات الأئمة فإني اختلفت إلى الأستاذ أبي القاسم علي بن أحمد البستي
رحمه الله وقرأت عليه القرآن ختمات كثيرة لا تحصى حتى قرأت عليه أكثر طريقة
الأستاذ أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران ثم ذهبت إلى الإمامين أبي عثمان سعيد بن
محمد الحيري وأبي الحسن علي بن محمد الفارسي وكانا قد انتهت إليهما الرياسة في هذا
العلم وأشير إليهما بالأصابع في علو السن ورؤية المشايخ وكثرة التلامذة وغزارة
العلوم وارتفاع الأسانيد والوثوق بها فقرأت عليهما وأخذت من كل واحد منهما حظا
وافرا بعون الله وحسن توفيقه وقرأت على الأستاذ سعيد مصنفات ابن مهران وروى لنا
كتب أبي علي الفسوي عنه وقرأت عليه بلفظي كتاب الزجاج بحق روايته عن ابن مقسم عنه
وسمع بقراءتي الخلق الكثير ثم فرغت للأستاذ أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم
الثعلبي رحمه الله وكان خير العلماء بل بحرهم ونجم الفضلاء بل بدرهم وزين الأئمة
بل فخرهم وأوحد الأمة بل صدرهم وله التفسير الملقب بالكشف والبيان عن تفسير القرآن
الذي رفعت به المطايا في السهل والأوعار وسارت به الفلك في البحار وهبت هبوب الريح
في الأقطار: [الطويل]
(فسار مسير الشمس في كل بلدة ... وهب هبوب الريح
في البر والبحر)
وأصفقت
عليه كافة الأمة على اختلاف نحلهم وأقروا له بالفضيلة في تصنيفه ما لم يسبق إلى
مثله فمن أدركه وصحبه علم أنه منقطع القرين ومن لم يدركه فلينظر في مصنفاته ليستدل
بها على أنه كان بحرا لا ينزف وغمرا لا يسبر وقرأت عليه من مصنفاته أكثر من
خمسمائة جزء منها تفسيره الكبير وكتابه المعنون بالكامل في علم القرآن وغيرهما. ولو
أثبت المشايخ الذين أدركتهم واقتبست عنهم هذا العلم من مشايخ نيسابور وسائر البلاد
التي وطأتها طال الخطب ومل الناظر وقد استخرت الله العظيم في جمع كتاب أرجو أن
يمدني الله فيه بتوفيقه مشتمل على ما نقمت على غيري إهماله ونعيت عليه إغفاله لا
يدع لمن تأمله حارة في صدره حتى يخرجه من ظلمة الريب والتخمين إلى نور العلم
واليقين هذا بعد أن يكون المتأمل مرتاضا في صنعة الأدب والنحو مهتديا بطرق الحجاج
قارحا في سلوك المنهاج فأما الجذع المرخى من المقتبسين والريض الكز من المبتدئين
فإنه مع هذا الكتاب كمزاول غلقا ضاع عنه المفتاح ومتخبط في ظلماء ليل خانه المصباح:
[الوافر]
(يحاول
فتق غيم وهو يأبى ... كعنين يريد نكاح بكر)
ثم قال بعد كلام إن هذا الكتاب عجالة الوقت
وقبسة العجلان وتذكرة يستصحبها الرجل حيث حل وارتحل وإن أنسىء الأجل وأرخي الطول
وأنظرني الليل والنهار حتى يتلفع بالمشيب العذار أردفته بكتاب أنضجه بنار الروية
وأردده على رواق الفكرة وأضمنه عجائب ما كتبته ولطائف ما جمعته وعلى الله المعول
في تيسير ما رمت وله الحمد كلما قعدت أو قمت.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|