أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-23
913
التاريخ: 4-10-2021
1660
التاريخ: 28-1-2016
26074
التاريخ: 21-12-2021
1517
|
علم الجيوبولتيكا " الماهية والتعريف"
وقبل التطرق إلى مفهوم علم الجيوبولتيك لابد علينا أولا التفريق بين مصطلح الأبستمولوجيا ومصطلح الإيتيمولوجيا اللذان يساعدانا في دراسة المفهوم، فالأبستمولوجيا هي: علم العلم أي أخذ شيء علمي و دراسته بطريقة علمية أما الإيتيمولوجيا فتعني البحث في أصل المفهوم.
فمن الناحية الإيتيمولوجية ترتبط كلمة جيوبولتيكيا باليونانيين القدامى حيث تشير كلمة Geia إلى آلهة الأرض و Polisإلى دولة المدينة، وعليه Geiapolis عند اليونانيين تعني: "استكشاف للأشكال الأرضية للمجال و الأرض و مراقبتها وتنظيمها بواسطة الجنس البشري".
أما من الناحية الأبستمولوجيا فمصطلح الجيوبولتيكا مكون من شقين 660 و تعني الجغرافيا، و ء111ا0م تعنى السياسة مما يوحى لنا بوجود علاقة بين الأرض أو الجغرافيا مع السياسة، و منه فالجيوسياسية أو الجيوبوليتيك هي علم دراسة تأثير الأرض على السياسة في مقابل مسعى السياسة للاستفادة من هذه المميزات وفق منظور مستقبلي أي (علاقة تأثر و تأثير)، و هناك من يصفها " بعلم سياسة الأرض" بمعنى العلم الذي يعنى بدراسة تأثير السلوك السياسي في تغيير الأبعاد الجغرافية للدولة، مما يستحضر في أذهاننا أن هناك فاعل يمارس علاقة قوة في إطار جغرافي معين.
وقد تعددت التعريفات المقدمة لعلم الجيوبولتيك ولعل سبب هذا الاختلاف والتعدد يعود إلى عاملين أساسيين: أولهما، تعدد الاتجاهات الفكرية، وثانيهما، اختلاف الفترات الزمنية والأحداث الدولية.
حيث عرفه رودولف كيلين Rudolf Kjellen- والذي يعد أول من استخدم مصطلح الجيوبولتيك عام 1905 في كتابه "الدولة مظهر من مظاهر الحياة" على أنه: "دراسة البيئة الطبيعية للدولة، وأن، أهم ما تعنى به الدولة هو القوة، كما أن، حياة الدول تعتمد على التربية والثقافة والاقتصاد، والحكم وقوة السلطان"، و يحاول "كيلين" التأكيد على أن الفرض الأسمى للعلم هو جعل الجغرافيا في خدمة الدولة أي بعبارة أخرى أكثر دقة كيف يمكن لصانع العرار جعل الموقع الجغرافي كمصدر قوة للدولة في التعبير عن مواقفها السياسية؟.
أما كارل هاوسهوفر Karle Hawshofer - فقد عرف علم الجيوبولتيك على أقه: "العلم القومي الجديد للدولة، و هي عقيدة تقوم على حتمية المجال الحيوي بالنسبة لكل العمليات السياسية"، حيث اعتبر هاوسهوفر علم الجيوبولتيك بمثابة العلم الجديد للدولة الذي يستند إلى الجغرافيا السياسية بدل أمور أخرى, في حين عرفه بيان ماري كلاوس Piene Marie Gallois - على أنه: "دراسة العلاقات الموجودة بين قيادة القوة على المستوى العالمي والإطار الجغرافي الذي تمارس فيه".
أما إف لاكوست Yves Lacoste - فقد اعتبره: "دراسة لمختلف أشكال صراع السلطة على الأرض، والقدرة تقاس بالموارد التي يحتويها الإقليم وبالقدرة على التخطيط خارج الإقليم". في حين بارض شابمن Bert Chapman - عرفه من منطلق العلم الذي يعكس الواقع الدولي ومجموعة القوى العالمية المنبثقة عن تفاعل الجغرافيا من جهة، والتكنولوجيا والتنمية الاقتصادية من جهة أخرى، وتتسم بالطابع الديناميكي لا الثابت.
انطلاقا من التعريفات سابقة الذكر يمكننا أن نلاحظ مدى الاختلاف والتعدد حول مدلول علم الجيوبولتيك بين مختلف الاتجاهات العلمية، لكن من جهة أخرى نلمس قدر من الاتفاق بين البعض منهم، ولتبسيط نقاط الاختلاف والاتفاق الموجود سوف نقسم هذه الاتجاهات إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى: عرفت الجيولتيك في إطار المنقور الوضعي الويستفالي حيث نجد كل من رودولف كيلين، كارل هاوسهوفر و بيار كلاوس يركزون على الدولة
كفاعل وحيد الذي يمتلك القوة المتمثلة في الجغرافيا فقط، فالجيوبولتيك حسبهم كما يقول هارتشول Hartchol - عبارة عن "سم ذهني" بحيث من يعتنق الجيوبولتيك أو يخطط من منطلق جيوبولتيكي يكون ذو نزعة عدوانية و يجد الحل دائماً في الجغرافيا.
المجموعة الثانية : ركزت في تعريف الجيوبولتيك على منطلقات المنظور ما بعد الوضعي، فتعريف كل لاكوست و بارتس شابمن لم يتخذ الدولة كفاعل وحيد بل هناك فواعل أخرى على غرار القوة المتلية مؤثرة كالتكنولوجيا، الجنس، النوع...
وعليه انطلاقا من كل هذه التعاريف ممكننا تقديم تعريفا عاما لعلم الجيوبولتيك بائه: "معرفة علمية تتضمن مجموعة من المفاهيم، والتي تنطلق من المعطيات الطبيعية والبشرية الصادرة عن الفواعل السياسية، وتهدف للسيطرة على مجال جغرافي معين".
وكثيرا ما نجد مصطلح الجيوبولتيك يتداخل مع مضمون علم الجغرافيا السياسية و التي تعنى بدراسة تأثير الجغرافيا في السياسة، و عليه فالجغرافيا السياسية تدرس الإمكانات الجغرافية المتاحة للدولة أي تدرس كيان الدولة الجغرافي كما هو في الواقع، أما الجيوسياسية فتعنى بالبحث عن الاحتياجات التي تتطلبها هذه الدولة حتى لو كان ما وراء الحدود أي ترسم خطة لما يجب أن تكون عليه الدولة مستقبلا.
وعليه يمكننا القول بأن علم الجيوبولتيك في أبسط معانيه هو العلم الذي يعودنا إلى دراسة كيفية استخدام الجغرافيا كمصدر قوة للتعبير عن المواقف السياسية وينصب الاهتمام فيه على دراسة تأثير السلوك السياسي في تغيير الأبعاد الجغرافية للدولة.
الخلاصة إذن أن الجيوبولتيك لأي مجتمع هي ثقافة سياسية متأثرة بالجغرافيا وهي هندسة لسياسة الدول الخارجية ومفسر لتحركاتها وعلاقة الدولة بمحيطها الخارجي وسياساتها الخارجية وتصورها عن ذاتها ومحيطها وتأثيرها وتأثرها بالعالم الخارجي وكيفية صياغة السياسات والنشاطات التي تحقق لها اكبر العوائد وتجنبها المخاطر.
نشر الباحث الامريكي الشهير روبرت كابلان سنة 2012م كتابه " انتقام الجغرافيا"، والذي حاجج فيه بان الامريكيين نسوا أمر الجغرافيا فانتقمت منهم في أفغانستان والعراق أخيرا، فإن الخاتمة التي تم التوصل إليها في كتاب كلوز دود تقول بانه :" من الذكاء بمكان أن تكون ذا حجة جيوبوليتيكية".
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|