المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مليور – جون
15-9-2016
معوقات الاتصالات في العلاقات العامة- معوقات نفسية اجتماعية
23-8-2022
Quartile
9-2-2021
العزّة جميعاً من الله عزّ اسمه
3-4-2016
الأخلاق طبّ النفس
2024-06-05
شهوة الفرج
2-8-2022


حقوق الطفل / عاملوا أبناءكم على أساس العدالة والمساواة  
  
4013   02:13 صباحاً   التاريخ: 12-1-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص333ــ340
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

الطفل هو برعم الحياة الطاهر وربيع الخلقة الجميل وقد أمرت الأديان الإلهية بحماية الأطفال والاعتناء بهم وإظهار المحبة لهم وتربيتهم تربية صالحة وقررت لهم حقوقاً معينة. والدين الإسلامي الحنيف أوصى بدوره بإكرام الأطفال كما أوصى الآباء والأمهات وأولياء الأطفال بتربية أطفالهم وتعليمهم والسعي الحثيث لتأديبهم.

وقال رسول صلى الله عليه وآله: [أكرموا أولادكم وأحسنوا تربيتهم ليغفر الله لكم](1).

وقال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أيضاً: [أحسنوا تسمية أبنائكم وادعوهم بالاسم الحسن وأحسنوا تربيتهم(2) وأرشدوهم إلى الله تعالى والصفات الإلهية](3).

وقال صلى الله عليه وآله أيضاً: «رحم الله والداً أعان ولده على طريق الخير» فقيل وكيف ذلك يا رسول الله. قال: «أن لا يكلفه بما لا يطيق ويتجاوز عما لا يقدر عليه ويتجنب الشدة في تربيته»(4).

 كما أوصى الرسول صلى الله عليه وآله بتطبيق العدالة والمساواة بين الأبناء وأكد على ذلك حيث قال: [اعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر اللطف](5).

نعم، لقد أوصى النبي صلى الله عليه وآله كثيراً بالتعامل بين الأبناء جميعاً (الذكور والإناث) على حد سواء وفقاً لمبادئ العدالة والمساواة لا سيما في فترة الجاهلية المظلمة حيث لم يكونوا يعترفون بأية حقوق لا لصغير ولا لكبير وكانوا يعتبرون وجود البنت خزياً وعاراً عليهم.

وقد أشار القرآن الكريم إلى نمط التفكير الجاهلي هذا فقال تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: 58، 59].

في تلك الفترة المظلمة انبرى الرسول صلى الله عليه وآله للدفاع عن حقوق هذا الطفل البريء، فأعلن بكل صراحة بأن هذا التصرف الجاهلي الذي تحكمون به وتنتهجونه هو تصرف قبيح وأسلوب شائن ومذموم. وقد خاطب النبي صلى الله عليه وآله عرب الجاهلية بالقول: [اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)](6).

وقال صلى الله عليه وآله: [ساووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلاً أحداً لفضّلت النساء](7).

وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: [نعم الولد البنات المخدرات من كانت عنده واحدة جعلها الله ستراً من النار](8).

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله [من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها الى عياله. كان كحامل صدقة الى قوم محاويج وليبدأ بالإناث قبل الذكور فإن من فرح ابنته فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل ومن أقر عين ابنه فكأنما بكى من خشية الله ومن بكى من خشية الله أدخله الله جنات النعيم](9).

والآن لاحظوا هذه الرسالة التي تحكي بقايا تلك الجاهلية المظلمة التي كانت سائدة في عهد الرسول صلى الله عليه وآله:

الرسالة:... إني بمثابة أختكم الصغيرة. أريد أن أشكو لكم همي إذا سمحتم. لقد تزوجت قبل عدة سنوات وبدأت حياتي مع زوجي بأمل وشوق وسعادة ولكن شيئاً فشيئاً بدأت تظهر عليه بعض الصفات القبيحة والانحرافات الخلقية مما جعلني أفقد الأمل وأصاب بالحزن واليأس: إن زوجي ومع كل الأسف لا يصلي ولا يصوم ولا يؤدي الواجبات الدية ويستهزئ بكل شيء حتى إنه ينكر وجود الله تماما في بعض الأحيان ويتفوه بكلام بذيء وسخيف إنه شخص مغرور ومعتد بنفسه كثيراً بحيث إني لا أجرأ أن أتحدث معه بكلمة واحدة وهو يحاول أحياناً أن يبرز ويثير الجوانب اللاإيمانية في شخصيته أمامي لكي يؤذيني ويجرح مشاعري، اني لا أجرؤ حتى على أداء واجباتي الدينة كالصلاة والدعاء عندما يكون زوجي موجودا في البيت وعندما يراني أصلي يستهزئ بي ويسبب لي الكثير من المضايقات والإزعاج.

وقد تحسنت أخلاقه قليلاً عندما أنجبت له طفلي الأول وكان صبياً حيث أخذ يصلي لفترة من الوقت وصار بسمح لي بين الحين والاخر بالذهاب إلى بيت والدي ولكن بعد سنوات من إنجابي لهذا الصبي رزقنا الله بطفلة أخرى هذا الحدث جعل حياتي تنقلب رأساً على عقب. ذلك أن زوجي ووالدته وأخته وجميع معارفه وأقربائه يكرهون البنات أشد الكره.. وأثر ذلك ترك زوجي الصلاة وظل فترة على مدى ثلاثة إلى أربعة أشهر متواصلة لا ينظر إلي وإلى طفلتي وكان طوال هذه الفترة ينهرني ويصرخ في وجهي. كما أن والدته وأخواته كن يستهزئن بي ويوجهن لي الانتقادات اللاذعة والجارحة وكان أهله يقولون له: عليك أن تدسّ طفلتك في التراب وتطلق زوجتك.

نقول لهذه الأم وتلك الأخت: أنتما تقولان بأن البنت (الأنثى) يجب أن توأد أي تدفن وهي حية وهذا الكلام يسيء إليكما بالدرجة الأولى وأنتما تستهينان بطفلة هي أنثى مثلكما وبالتالي فإنكما عندما تحقران وتستهينان بهذه الطفلة إنما تحقران نفسيكما في الحقيقة وتستهينان بهما باعتباركما أنثيين، وإذا كان لا بد من وأد هذه الطفلة والتخلص منها فالأولى أن يتم وأدكما أنتما والتخلص منكما. وفي نفس الوقت علينا أن ننصح والد هذه الطفلة ونذكره بقول الرسول صلى الله عليه وآله في هذ المجال؛ عن حمزة بن حمران يرفعه قال: أتى رجل وهو عند النبي صلى الله عليه وآله فأخبر بمولود أصابه فتغير وجه الرجل فقال له النبي: ما لك؟ فقال: خير، فقال: قل قال: خرجت والمرأة تمخض فأخبرت أنها ولدت جارية، فقال له النبي: الأرض تقلها، والسماء تظلها والله يرزقها وهي ريحانة تشمّها..(10).

عن الجارود بن المنذر قال لي أبو عبد الله عليه السلام: بلغني أنه ولد لك ابنة فتسخطها! وما عليك منها، ريحانة تشمها وقد كُفيت رزقها و[قد] كان رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بنات(11).

لقد كان للنبي صلى الله عليه وآله أربع بنات وكان يكنى بـ (أبي بنات) وهذه هي إرادة الله سبحانه وتعالى حيث يعطي للبعض ذكورا وللبعض الآخر إناثاً وذلك لكي تتواصل عملية التناسل ويستمر بقاء البشرية الذي يقوم على أساس رابطة الزواج بين الذكر والأنثى وتستمر بالتالي الحياة بسعادة وهناء في ظل وجود الرجل بما يمثله من قوة وصلابة ووجود المرأة بما تمثله وتجسده من لطافة الروح والعطف والحنان. يقول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى:49، 50].

والآن نتابع بقية ما جاء في رسالة هذه الأخت الكريمة:

 الرسالة:... واستمر زوجي في إيذائي والاستهزاء بي وتحقيري... ولم يمض وقت طويل حتى شاءت ارادة الله أن اصبح حاملاً مرة أخرى وبعد ذلك أنجبت بنتاً أخرى.. وعندما علم زوجي بذلك تفجر غضبا وترك المنزل لمدة شهر تقريباً حيث مرت عليّ فترة لم يكن عندنا قطعة خبز نأكلها... وخلال هذه الفترة واجهت الكثير من الآلام والصعوبات وسمعت الكثير من اللوم والانتقادات اللاذعة والكلام الجارح ولكني تحملت كل ذلك من أجل بناتي ولكي لا يعشن من دون أم. لقد ذكرتم في إحدى حلقات برنامج «أسس التعامل الأخلاقي بين أفراد الأسرة» بأن المرأة التي تترك بيت زوجها ليست وفية لزوجها واولادها، ولكن يعلم الله بأني لست عديمة الوفاء ولا أريد أن أترك بيتي. إنني الان حامل في شهري الرابع وأخاف من الولادة خوفاً شديداً ويعلم الله أني أصاب بأرق شديد في الليل. أفكر في مصيري ومستقبلي ومستقبل الطفل الذي في بطني. زوجي منذ الآن يقول لي: الويل لك إذا أنجت لي بنتاً إذا كان المولود أنثى لا يحق لك العودة إلى البيت، عليك أن تغادري المستشفى إلى بيت أمك... ولذلك فإني قررت إذا أنجبت بنتاً هذه المرة أيضاً بأن لا أعود إلى بيتي رغم علمي بأن ذلك سيجعل بناتي يعشن حياة مأساوية واني أرى في وجوههن البؤس والشقاء منذ الان...

حقاً ما تقولين أيتها الأخت الكريمة، إنك لست عديمة الوفاء بل زوجك هو الذي لا وفاء له (وهو إلى جانب ذلك عديم المروءة وعديم الكرامة والغيرة) لأنه يقول لك: «لا يحق لك بعد الآن العودة إلى بيتك». الله تبارك وتعالى لم يكلفك أكثر من طاقتك ووسعك. ولكن عليك أن تصبري وتتحملي ما استطعت ذلك حتى تربى أطفالك وبناتك في حجر طاهر نظيف ويكبروا ويترعرعوا في ظل إيمانك ومحبتك وعطفك ويسيروا باتجاه مستقبل مشرق وضاء. ليكن أملك بالله كبيراً وكوني على ثقة بأن الباري سبحانه وتعالى لن يتركك وحدك. فالله تبارك وتعالى أشاد في القرآن الكريم بامرأة فرعون - آسية بنت مزاحم - (هذه المرأة الصالحة التي عاشت في منزل فرعون الكافر الذي ادعى الألوهية وأنكر وجود الله)(12) يقول عز من قائل في محكم كتابه العزيز: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم: 11].

نعم، لقد حافظت امرأة فرعون على إيمانها بالله وهي التي قامت بتربية موسى عليه السلام وهو طفل صغير في بيتها حتى كبر ونما وترعرع (وهو العدو اللدود لفرعون). وهنا يقول تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [القصص: 9](13).

وأنت أيتها الأخت الكريمة، يا من لديك مثل هذا الهدف النبيل وهذه النية السامية وتريدين تربية أطفالك تربية صالحة ليصبحوا أفراداً مؤمنين مصلين. إن أجرك سيكون كأجر «آسية» زوجة فرعون ولعل فرعون لم يتصرف مع أبنائه بمثل هذا التصرف القبيح والظالم الذي قام به زوجك تجاه أطفاله وبناته كما تذكرين في رسالتك:

الرسالة:... أقول حتى الأشخاص الغرباء عن بعضهم البعض لا يتصرفون كتصرف هذا الأب مع بناته، فهو يطعم إبنه اللحم المشوي أمام أعين بنانه وعندما يطلبن منه أن يعطيهن قليلاً من ذلك اللحم المشوي فإنه ينهرهن ويصرخ في وجوههن ويضربهن على أيديهن ويستمر في تناول اللحم المشوي هو وابنه أمام أعين بناتي المغرورقة بدموع الحسرة والتأثر. المحبة التي يظهرها لابنه أمام أنظار بناته تجعلني أتألم كثيراً واتمنى لو أن أمي لم تلدني لأرى ما أراه.

صدقوني إذا قلت، إن زوجي لم يشتر أية ملابس لبناته منذ ولادتهن وحتى الآن. ولكنه يأخذ ابنه بين الحين والآخر إلى السوق ويشتري له ما يريد من الملابس... إن ابنتي الكبيرة لها الآن من العمر.. عاماً وهي باتت تدرك هذه الأمور جيداً وتقول لي أحياناً: يا أمي لماذا والدي لا يحبني أنا وشقيقتي الصغرى؟! لماذا يحتضن شقيقي ويقبله ويلاعبه ولا يفعل معنا نفس الشيء؟! ألسنا أصغر سناً من شقيقنا!... بالله عليكم قبل أن يأتي طفلي إلى الدنيا انصحوا زوجي. أجيبوا على سؤالي، أرشدوني وقولوا لي ماذا أفعل؟ أقولها مرة اخرى: إني لست أما عديمة الوفاء والمحبة، ولكن جميع الطرق باتت مسدودة أمامي، ماذا أفعل؟!...

أيتها الأخت العزيزة! إن القلب الذي يمتلئ بالغرور والغفلة تغادره الرحمة والشفقة ونور المودة والصفاء. إن الغفلة عن ذكر الله تجعل القلب قاسياً لا رحمة فيه، كم ان الابتعاد عن نبع التفكر وذكر الله يجع القلب ظمآناً ميتاً ويصبح مثل هذا الشخص كالحيوان بل أسوأ من الحيوان. يقول الله تبارك وتعالى في القران الكريم: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179].

ماذا نستطيع أن نقول لزوجك الذي يستهزئ بكل شيء ويؤلم قلوب أطفاله الأبرياء، ويؤذيهم بهذا الشكل؟! إنه يظلم ابنه كما يظلم بناته، ماذا بإمكاننا أن نقول لشخص لا يعترف بأي حق من حقوق الآخرين ولا يعيرهم أي احترام؟ حبذا لو أن أحد أقرباء زوجك أو أحد أصدقائه ومعارفه يقرأ هذه الرسالة وينصح من هم على شاكلته ويحذره من عواقب هذه التصرفات وهذا الظلم الذي يمارسه بحق زوجته وأطفاله وبالتالي ينقذه من هذا الظلام. إننا نذكّر هذا الزوج بقول رسول الله صلى الله عليه وآله: [اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة](14) ونحذره من العذاب الأليم الذي ينتظره يوم القيامة إلى جانب الذل والعار الذي سيلحق به في الدنيا من جراء تصرفاته الشائنة هذه. حبذا لو كان هناك شخص مفكر واع يعيد هذا الزوج إلى رشده ويضيء مصباح عقله ووجدانه الذي هو على وشك أن ينطفئ.

كان يجب على والدك ووالدتك وقبل أن يوافقا على تزويجك من هذا الرجل، أن يحققا ويسألا عنه كثيراً، عن أخلاقه ودينه ومدى التزامه بواجباته الدينية وكان المفروض بوالديك أن لا يصدقا كلام والدة زوجك هذه المرأة المحتالة التي جاءت إليكم لتخطبك إلى ابنها. وليتهما لم يزوجاك من شخص تارك للصلاة ومستهزئ بالعبادات والواجبات الدينية.

الرسول صلى الله عليه وآله يقول: [ملعون من زوج ابنته إلى تارك الصلاة](15).

ماذا نتوقع من شخص لا يراعي حق الله؟! رغم كل ذلك لا بأس أن تستشيري إمام جماعة المسجد القريب من بيتك فهو رجل روحاني وعالم ديني ورع ومفكر وتطلبي مساعدته فهو رجل قدير على حل الكثير من المشاكل. وإني على ثقة بأن الله سيساعدك في هذا الأمر نظراً لصدق نواياك وأن توجيهات إمام جماعة هذا المسجد ستكون مفيدة لك ولزوجك.

____________________________________

(1) ميزان الحكمة عن كنز العمال.

(2) بحار الأنوار ج٧٤.

(3) الأمالي للشيخ الصدوق عن علي بن الحسين عليه السلام.

(4) الإسلام وحقوق الإنسان.

(5) سفينة البحار ج٢٠. بحار الأنوار ج١٠٤ ص ٩٣.

(6) ميزان الحكمة ج١٠ص ٧٠٦ ح ٢٢٣٥٩.

(7) المصدر السابق ح ٢٢٣٦٤.

(8) المصدر السابق ح ٢٢٣٥٧.

(9) ثواب الأعمال للصدوق ووسائل الشيعة جزء ٢١.

(10) ميزان الحكمة ج ١٠ ص ٧٠٤.

(11) المصدر نفسه ٧٠٥.

(12) المترجم.

 (13) سورة القصص، الآية ٩. (إن قصة موسى عليه السلام مذكورة بالتفصيل في القرآن الكريم وفي كتب التفسير حيث إن فرعون أنبئ بولادة موسى (عليه السلام) وأنه نبي وسيقضي على عرشه فأمر فرعون بقتل كل مولود ذكر وقد ولد موسى (عليه السلام) في نفس ذلك العام فخافت عليه أمه من القتل فوضعته في صندوق وألقت به في النهر فجاءت أمواج النهر بذلك الصندوق قريباً من قصر فرعون فالتقطته زوجة فرعون وفتحته فوجدت فيه موسى (عليه السلام) وهو طفل رضيع فأخذته وأقنعت فرعون بالاحتفاظ بالطفل وعدم قتله)..

(14) أصول الكافي ج٢.

(15) مكارم الأخلاق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.