المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مرحلة الاستعداد لتعلّم مبادئ القراءة
6/11/2022
وسائل الاعلام / التلفزيون
5-4-2018
التطور التاريخي للنقل - النقل في القرن العشرين
22-4-2019
معامل التوزُّع distribution coefficient
7-9-2018
مرض الذبول الفيوزارمي Fusarium Wilt
2-11-2016
Hydrogen Bonding Influences
13-8-2018


كيف تواجهون مشاكل وصعوبات الحياة؟  
  
2256   03:33 مساءً   التاريخ: 27-12-2021
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص297ـ299
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2017 2486
التاريخ: 19-8-2017 2116
التاريخ: 28-4-2017 8616
التاريخ: 23-5-2018 2005

البحر يكون هادئاً والجو مشمساً أحياناً وعاصفاً وهائجاً والجو ملبداً بالغيوم أحياناً أخرى. وإن حياة الإنسان في هذه الدنيا هي بمثابة عبور من هذا البحر ويجب أن لا نتوقع أبداً أن يكون البحر هادئاً باستمرار وقليل الأمواج. وعندما نمر بفترة هدوء واستقرار ووفور النعم علينا أن نشكر الله وعندما نمر بفترة من الشدة وصعوبة العيش وضنك الحياة يجب أن نتحلى بالصبر ونقاوم ونثبت ونتصدى للأمواج العاتية والعواصف الهوجاء بعزيمة راسخة ورحابة صدر وطول بال، فالإمام علي عليه السلام يقول: [أحسن الناس حالاً في النعم من استدام حاضرها بالشكر وارتجع فائتها بالصبر](1).

إن إرادة الإنسان قوية إلى درجة أنه يستطيع بها أن يتغلب على أمواج البلاء والمصائب العاتية وأن يحطم تلك الأمواج ويوصل نفسه إلى ساحل الأمان والاستقرار والسعادة. المهم أن يعرف الإنسان ويقتنع بأن بحر الحياة يكون هادئاً وساكناً أحياناً وعاصفاً هائجاً أحياناً أخرى ومن خلال هذا الصعود والنزول وفي خضم هذا اليسر والعسر تبرز وتنشأ لآلئ الشرف الثمينة ومجوهرات الكرامة والاستقامة والصبر القيّمة. والآن أريد أن أسألك عزيزي القارئ: كيف تتعامل مع مشاكل الحياة وتقلبات الدهر؟ كيف تتصرف إذا ما وقع لك حادث ما في حياتك؟ هل تتصرف كتصرف هذه الأخت الكريمة التي بعثت لنا بالرسالة التالية:

الرسالة:... لقد فقدت أحد عشر شخصاً من أهلي وأفراد عائلتي خلال الحرب بمن فيهم والدي ووالدي وجدتي وثلاثة من شقيقاتي وأولادهن كل واحد من هؤلاء الأعزة كان يتمتع بصفات ومميزات كثيرة من حيث الأخلاق والتصرفات والحياة العائلية ولا سيما والدي ووالدتي اللذين عاشا معاً مدة أربعين عاماً في محبة ووئام وتفاهم. شقيقاتي العزيزات عشن مع أزواجهن حياة مثالية مليئة بالعبر والدروس القيمة وكن مثالاً في الصبر والقناعة والتضحية والإخلاص والوفاء والمحبة لأزواجهن وأبنائهن، وأعتقد أن التطرق إلى سيرة هؤلاء الأعزاء الذين فقدتهم وسلوكهم الخلقي وأسلوب تعاملهم، يكون مفيداً ونافعاً جدا لسائر الأسرة الكريمة ولا سيما الأخوات العزيزات في كل مكان. لذلك قررت ان أكتب إليكم هذه الرسالة لتنشروها إذا رأيتم ذلك مناسباً وتذيعوها في برنامجكم برنامج «أسس التعامل الأخلاقي بين أفراد الأسرة»...

هل تلاحظ أيها القارئ الكريم أي مظهر من مظاهر الجزع والانكسار في رسالة هذه الأخت الكريمة؟ لقد حلت بها مصيبة كبيرة ومأساة مؤلمة كأنها عاصفة هوجاء حقيقية ولكن هذه المأساة المروعة وهذه العاصفة القوية لم تؤثر أبداً في عزيمة هذه الأخت الفاضلة ولم تزعزع إرادتها وصمودها ولم تنل من عنفوانها وقوة شخصيتها وإن تلك المصيبة التي حلت بها لم تجعلها تنهار وتستسلم للأمر الواقع بل على العكس فإنها أوجدت في نفسها شعور يفوق الصبر والتحمل فقد نظرت إلى هذه المصيبة من قمة أعلى بكثير. لنتابع معاً بقية الرسالة التي بعثت بها هذه الأخت الفاضلة:

الرسالة:... إني أشكر الله لكوني تربيت ونشأت في حجر والدتي التي لم ترفع يوما صوتها أمام والدي ولم تتشاجر معه قط وعاشت معه بمنتهى الصبر والقناعة والتقشف وربت أولادها بعزة وكرامة...

لقد كان والدي عاملاً بسيطاً ورزقه الله سبع بنات ولكني لا أتذكر أبداً ان والدي فتح يوما - حتى وإن كان على سبيل المزاح - موضوع البنات والصبيان. فقد كان والدي يقول: كل ما يأتي من عند الله فهو خير وصلاح للإنسان. البنات والصبيان كلهم أمانات أودعها الله عندنا فالله يعطي لمن يشاء إناثاً ويعطي أيضاً لمن يشاء ذكوراً...

وكان والدي دائماً يعد بنفسه مائدة الإفطار في الصباح ويدعو جميع بناته لتناول الفطور اولاً، وبعد ذلك كان يخرج من البيت، وكانت والدتي تودعه كل يوم حتى عتبة البيت وكانت ندعو له بالسلامة والتوفيق وتقرأ وراءه آية الكرسي المباركة.

لقد كانت والدتي امرأة عاقلة ورزينة وهي لم تتدخل أبداً في شؤون بناتها وأصهرتها ولم تكن تسمح لبناتها أن يشتكين من أزواجهن...

إني أشكر الله الذي منّ عليّ بمثل تلك الأم الحنونة وبمثل ذلك الأب الطيب وأشكره تعالى لأن والديّ قد نالا أجرهما وثواب أعمالهما والتحقا بالرفيق الأعلى وهما قريرا العين.

أختكم ـ ح. ق.

نتقدم بجزيل الشكر لهذه الأخت الكريمة ونقول: إنه لمن سعادة المرء أن يكون عنده أولاد كهذه الأخت الكريمة وبهذا المستوى من الصبر والوعي والمعرفة ويتمتعون بمثل هذه المشاعر والأحاسيس المثلى والراقية إن أولاداً يتمتعون بمثل هذه الصفات والسجايا حيث يعتبرون المصيبة نعمة من نعم الله (يمتحن بها عباده الصالحين ويختبر من خلالها قوة إيمانهم) ويستقبلون بلايا الدنيا ومآسيها بسعة صدر وتحمل وصبر كالجبل الشامخ الذي لا تؤثر فيه الزوابع والأعاصير، هم بمثابة مجوهرات ثمينة وقيمة يحظى بها من أراد الله لهم التوفيق من الآباء والأمهات.

__________________________________________

(١) غرر الحكم ودرر الكلم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.