المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الموت أعظم الدواهي
25-2-2019
هل تعلم جبرئيل [عليه السلام] قبل الرسول [صلى الله عليه وآله] ؟ وهل علمهما متساويان ؟
2024-06-19
علّمهم الثقة بالنفس
19-3-2022
قسمة الخمس
22-9-2016
صالح المؤمنين علي (عليه السلام).
18-5-2022
الالتجاء إلى الله تعالى
15-5-2018


مكافحة الصفات المذمومة  
  
1472   01:08 صباحاً   التاريخ: 2023-04-21
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص229 ــ 232
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

إن تحكيم الأسس الأخلاقية وتنمية السجايا الإنسانية ومكافحة المساوئ الأخلاقية والصفات المذمومة ، إن لم تكن أكثر أهمية من تلقي العلوم والمناهج الدراسية في إطار حياة الإنسان وسعادته ، فهي ليست أقل منها أهمية. 

«نحن لا مانع لدينا من قضاء سنوات عديدة من عمرنا في تعلم الحساب والتاريخ والعلوم والفلسفة وغيرها من الدروس ، وتمضية فترات زمنية طويلة في تعلم قواعد الرياضة والجري والسباحة وكرة القدم والتزلج وكرة المضرب». 

«والشباب يقدمون برحابة صدر على امتحانات المتوسطة والاختبارات اللازمة على رخصة قيادة السيارات أو الطائرات، إلا أنهم لم يلتفتوا بعد إلى أن تقنية مسيرة الحياة أكثر صعوبة من التنمية الفكرية». 

أهمية القرارات الحكيمة:

«إن مكافحة الغرور بحاجة إلى أسلوب أكثر علمية من مكافحة مرض التيفوئيد أو الكوليرا، ومما لا شك فيه أن ترك العادات الضارة هو بصعوبة دراسة الرياضيات المتقدمة. وينبغي أن يتعلم الطفل منذ دخوله المدرسة القوانين الأساسية للحياة إلى جانب تعلمه الخط والحروف الأبجدية. فالوقاحة والحسد وإثارة الفتن هي عيوب أكبر بكثير من الجهل في علم الجغرافيا وقواعد اللغة، واتخاذ القرارات الحكيمة وتطبيقها ليس أقل أهمية من تعلم الحساب»(1).

الجهاد الأكبر:

مما يؤسف له ، أن التغلب على هوى النفس وكبح جماح العواطف والأحاسيس يعتبر عملاً شاقاً وعسيراً، وقد اعتبر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) القتال والتضحية في ساحات الحرب والانتصار على العدو المسلح بأنه جهاد أصغر، بينما وصف الصراع مع هوى النفس وهو العدو الداخلي للإنسان بأنه الجهاد الأكبر.

عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث سَرِيّة فلما رجعوا قال: مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر. قيل يا رسول الله وما الجهاد الأكبر قال جهاد النفس)(2).

ثانياً: إن القوة التي بمقدورها محاربة هوى النفس والتغلب عليه بمجاهدتها ومثابرتها، هي قوة العقل. ولكي يخرج الشباب من الصراع مع هوى النفس فاتحين، ويستطيعوا إدارة وهداية أحاسيسهم، عليهم إطاعة العقل والامتثال لأوامره.

استشارة العقل:

فقبل الاستسلام لأية رغبة نفسية، عليهم استشارة العقل، فإن كانت منطقية فبها ، وإن كانت غير منطقية فتركها واجب. في مثل هذه الظروف يقوى العقل تدريجياً ويمسك بلجام النفس المتمردة ويخرجها من تمردها وطغيانها، وبذلك يضمن لصاحبه السعادة والهناء.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : (والعَقلُ حُسامٌ قاطِع، وَقاتِل هَواكَ بِعَقلِكَ)(3).

التعاليم الإلهية:

ثالثاً: إن هوى النفس والميول العاطفية تكون عادة في مزاج الإنسان في موقع الغالب، أما العقل الذي يشكل قوة لضبط الميول وتعديلها فيكون لدى عامة الناس لا سيما جيل الشباب في موقع المغلوب. وليس بمقدور العقل بمفرده التمييز بين صالح الشؤون الحياتية وطالحها، ولا السيطرة على الأحاسيس إلى الأبد وفي كل مكان، ولهذا بعث الله سبحانه وتعالى رسله إلى البشر لتأمين سعادتهم، وجعل التعاليم الإلهية والأحكام الدينية مؤيدة للعقل.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : (العقل شرع من داخل والشرع عقل من خارج)(4).

فلو أحكم الشباب منذ طلعتهم روح الإيمان في نفوسهم، وصبوا اهتمامهم على التعاليم الإلهية والأحكام الدينية، لاستطاعوا السيطرة أحاسيسهم وصون أنفسهم من الآثام والذنوب.

الرغبة الجنسية:

إن الرغبة الجنسية هي أشد الرغبات والميول النفسية قوة لدى الشباب، فغالبية الشباب يقعون في شراكها. لكن قوة الإيمان العظيمة هي التي أنقذت نبي الله يوسف (عليه السلام) الشاب وأبقته منزهاً وطاهراً في ظروف كانت فيها الغريزة الجنسية في أشد هياجها.

قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف: 23].

إذن لو استمد عقل الشاب من قوة الإيمان ، واتحد الدين والعقل في حركة نحو السعادة ، لسكنت النفس المتمردة وهدأت ثورتها ، ولاستطاع الشاب إدارة أحاسيسه وعواطفه محققاً بذلك سعادة حقيقية لنفسه.

____________________________________

(1) راه ورسم زندكى (سبل الحياة) ، ص 117.

(2) معاني الأخبار، ص160.

(3) نهج البلاغة، الفيض، ص1275.

(4) مجمع البحرين، (العقل). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.