فجوة المعرفة و خريطة المعرفة 

ظهر في حقل إدارة المعرفة مصطلح أطلق عليه اسم فجوة المعرفة .وقد أخذ الاهتمام بهذا المصطلح يتزايد نظراً للاثار السلبية التي يخلفها وجود هذه الفجوة و يشير Wiig 1994 إلى وجود أنواع عديد من "فجوة المعرفة. "ويضيف أن بعض هذه الفجوات تحدث من خلال حدوث فجوة بين المعرفة الموجودة وبين المعرفة المطلوبة للتعامل مع المواقف .فمثلاً، قد تتولد فجوة من خلال العلاقات بين مختلف الأطراف ، كأن يكون لدى أحد الأطراف معرفة متفوقة في حين أن الأطراف الأخرى تمتلك معرفة أقل .وقد تحدث فجوة معرفة بين الدول والشعوب حينما تكون إحدى الدول على درجة من التعليم أعلى من أخرى، أو حينما تكون القاعدة التكنولوجية لدى شعب أفضل منها لدى شعب أخر كما يمكن أن تحدث فجوة معرفة حينما يكون أحد الأطراف " يعرف "أكثر من الطرف الآخر.

 كما قد تحدث فجوة معرفة بين صانع المعرفة وبين العمل حينما يتطلب العمل توافر مهارة معينة لا يمتلكها صانع المعرفة ، هكذا و يرتبط بمفهوم فجوة المعرفة مفهوم آخر هو مفهوم خريطة المعرفة .  

 فقد تحدث عن هذه الخريطة التي تعمل بمثابة عملية جرد الموجودات منظمة ما من أفراد ، ووثائق ، وقواعد بيانات ، وغير ذلك وسواء أكانت هذه الخريطة خريطة فعلية أم كانت قاعدة بيانات فإنها تدل على المعرفة ، لكنها لا تحتوي عليها وبالتالي، فهي دليل وليست مخزناً .وتشتمل عملية تطوير خريطة المعرفة على تحديد الأماكن التي توجد فيها المعرفة الهامة داخل المنظمة .ثم تأتي الخطوة التالية المتمثلة في نشر ما يمكن أن يطلق عليه "قائمة "أو "صورة "تبين أين يمكن العثور على هذه المعرفة و تهدف خريطة المعرفة بشكل أساسي إلى إرشاد أفراد المنظمة إلى الجهة التي يتعين عليهم الذهاب إليها حينما يكونون بحاجة إلى الخبرة وبناءً على ذلك ، فإن أفراد المنظمة الذين تكون بحوزتهم خريطة معرفة جيدة تكون لديهم قدرة جيدة على الوصول إلى مصادر المعرفة. وبدون هذه الخريطة سيكون من الصعوبة العثور على هذه المعرفة خاصة وإنها الخريطة تعتبر أداة تقييم المخزون المعرفي الذي تمتلكه المنظمة ، وتكشف عن نقاط القوة ليتم استخدامها ، وعن الفجوات ليتم ردمها .