قال تعالى : {التَّوَّابُ} [البقرة : 37] الله تعالى {وَإِلَيْهِ مَتَابِ} [الرعد : 30] مرجعي ومرجعكم و {مَتَابِ} [الرعد : 30] توبة ، و {التَّوْبَةُ} [النساء : 17] الرجوع من المعصية إلى الطاعة ، ومنه : {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} [البقرة : 54] ومن التشديد إلى التخفيف ، ومنه : {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ } [المزمل : 20] ومن الحظر إلى الإباحة ، ومنه : {تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ} [البقرة : 187] وفي الخبر عن علي عليه السلام إن التوبة يجمعها ستة أشياء على الماضي من الذنوب الندامة ، وللفرائض الإعادة ، ورد المظالم ، استحلال الخصوم ، وأن يعزم أن لا يعود ، وأن تذيب نفسك في طاعة الله كما ربيتها في معصية الله ، وأن تذيقها مرارة الطاعات كما أذقتها حلاوة المعاصي ، و {تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم : 8] أي النصح صفة للتائبين ، وهو أن ينصحوا أنفسهم بالتوبة فيتوبوا عن القبائح لقبحها نادمين عليها عازمين أن لا يعودوا في قبيح من القبائح ، وقيل : {نَصُوحًا} [التحريم : 8] من نصاحة الثوب أي توبة ترقع خروقك في دينك ، وترم خللك ، وقيل : { تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم : 8] تنصح الناس تدعوهم أي إلى مثلها لظهور أثرها في صاحبها واستعماله الجد في العمل على مقتضياتها . و {التَّابُوتُ} [البقرة : 248] فعلوت من التوبة فإنه لا يزال يرجع إليه ما يخرج منه ، وكان من خشب الشمشاد مموه بالذهب نحوا من ثلاثة أذرع في ذراعين ( 1 ) .

________

1 - وقيل غير ذلك وأصل التابوت : تابوه ، مثل : ترقوه وهو فعلوه فلما سكنت الواو تقلب هاء التأنيث تاء قال الجوهري : حكيا عن غيره لم تختلف قريش والأنصار في شئ من القرآن إلا في التابوت فلغة الأنصار بالهاء ولغة قريش بالتاء .