المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

عبء اثبات سبب التفريق
7-5-2017
REPRESENTATIONAL MEDIATION THEORY
2024-08-24
معنى كلمة مهد‌
28-12-2015
التأمين
23-9-2016
الحروب الصليبية.
2024-07-28
مرض عفن الساق الأسود الذي يصيب الخيار Black stem rot
2024-10-08


الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن حمدون  
  
2471   04:58 مساءاً   التاريخ: 21-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج3، ص91-94
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-2-2016 2830
التاريخ: 24-06-2015 3518
التاريخ: 8-2-2018 3828
التاريخ: 29-06-2015 4234

أبو سعد بن أبي المعالي بن أبي سعد الكاتب. قد تقدم ذكر أبيه صاحب الديوان بهاء الدين أبي المعالي وذكر عمه أبي نصر محمد بن الحسن كاتب الإنشاء. وكان أبو سعد هذا يلقب تاج الدين. مات أبو سعد هذا في حادي عشر المحرم سنة ثمان وستمائة كما نذكره فيما بعد. ومولده في صفر سنة سبع وأربعين وخمسمائة. وكان رحمه الله من الأدباء العلماء الذين شاهدناهم زكي النفس، طاهر الأخلاق، عالي الهمة، حسن الصورة، مليح الشيبة، ضخم الجثة، كث اللحية طويلها، طويل القامة، نظيف اللبسة، ظريف الشكل، وهو ممن صحبته فحمدت صحبته وشكرت أخلاقه وكان قد ولي عدة ولايات عاينت منها النظر في البيمارستان العضدي وكانت هيبته فيه ومكانته منه أعظم من مكانة أرباب الولايات الكبار لأن الناس يرونه بعين العلم والبيت القديم في الرياسة ثم ولي عند الضرورة كتابة السكة. بالديوان العزيز ببغداد يرزق عشرة دنانير في الشهر وسألته فقلت حمدون الذي تنسبون إليه أهو حمدون نديم المتوكل ومن بعده من الخلفاء فقال لا نحن من آل سيف الدولة بن حمدان بن حمدون من بني تغلب هذا صورة لفظه.

 وكان من المحبين للكتب واقتنائها والمبالغين في تحصيلها وشرائها وحصل له من أصولها المتقنة وأمهاتها المعينة مالم يحصل أحد للكثير ثم تقاعد به الدهر وبطل عن العمل فرأيته يخرجها ويبيعها وعيناه تذرفان بالدموع كالمفارق لأهله الأعزاء والمفجوع بأحبابه الأوداء. فقلت له هون عليك أدام الله أيامك فإن الدهر ذو دول وقد يسعف الزمان ويساعد وترجع دولة العز وتعاود فتستخلف ما هو أحسن منها وأجود. فقال: حسبك يا بني هذه نتيجة خمسين سنة من العمر أنفقتها في تحصيلها وهب أن المال يتيسر والأجل يتأخر وهيهات فحينئذ لا أحصل من جمعها بعد ذلك إلا على الفراق الذي ليس بعده تلاق. وأنشد بلسان الحال: [الطويل]

 (هب الدهر أرضاني وأعتب صرفه ... وأعقب بالحسنى وفك من الأسر)

 (فمن لي بأيام الشباب التي مضت ... ومن لي بما قد مر في البؤس من عمري)

ثم أدركته منيته ولم ينل أمنيته وكان حريصا على العلم فجمع من أخبار العلماء وصنف من أخبار الشعراء وألف كتبا كان لا يجسر على إظهارها خوفا مما طرق أباه مع شدة احتراز وبالجملة فعاش في زمن سوء وخليفة غشوم جائر كان إذا تنفس خاف أن يكون على نفسه رقيب يؤدي به إلى العطب وهو كان آخر من بقي من هذا البيت القديم والركن الدعيم ولم يخلف إلا ابنة مزوجة من ابن الدوامي وما أظنها معقبة أيضا وكان مع اغتباطه بالكتب ومنافسته ومناقشته فيها جوادا بإعارتها ولقد قال لي يوما وقد عجبت من مسارعته إلى إعارتها للطلبة ما بخلت بإعارة كتاب قط ولا أخذت عليه رهنا. ولا أعلم أنه مع ذلك فقد كتابا في عارية قط. فقلت الأعمال بالنيات وخلوص نيتك في إعارتها لله حفظها عليك.

 وكتب بخطه الرائق طرائف الكتب الكثيرة الكبار والصغار المروية وقابلها وصححها وسمعها على المشايخ

 فكان ممن لقي من المشايخ أبو بكر محمد بن عبيد الله الزاغوني والنقيب أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العباسي المكي وأبو حامد محمد بن الربيع الغرناطي مغربي قدم عليهم وأبو المعالي محمد بن محمد بن النحاس العطار ووالده أبو المعالي ابن حمدون وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سليمان المعروف بابن البطي وجماعة بعدهم كثيرة كابن كليب الحراني وابن بوش وغيرهم.

 وروى شيئا من مسموعاته يسيرا وكان مؤيد الدين محمد بن محمد القمي نائب الوزارة ببغداد قد خرج إلى ناحية خوزستان حيث عصى سنجر مملوك الخليفة بها حتى قبض عليه وعاد به وفي صحبته عز الدين نجاح الشرابي فخرج الناس لتلقيه عند عوده في المحرم سنة ثمان وستمائة وكان تاج الدين فيمن خرج لتلقيه عند عوده في المحرم سنة ثمان وستمائة وكان عبلا ترفا معتادا للدعة والراحة، ملازما لعقر داره وكان الحر شديدا والوقت صائفا فلما انتهى إلى المدائن اشتد عليه الحر وتكاثف حتى أفضى به إلى التلف فمات رحمه الله في الوقت المقدم ذكره بالمدائن بينه وبين بغداد سبعة فراسخ فحمل إلى بغداد ودفن بمقبرة موسى بن جعفر بباب التين رحمه الله ورضي عنه.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.