تفسير قوله تعالى : { تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ ...} |
1663
07:50 صباحاً
التاريخ: 14-06-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-02-2015
5590
التاريخ: 2024-05-09
1104
التاريخ: 12-06-2015
1886
التاريخ: 12-06-2015
1601
|
قال تعالى : {
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي
اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ
الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [آل
عمران : 27] .
{تُولِجُ
اللَّيْلَ فِي النَّهارِ} الإيلاج إدخال شيء في شيء
يحتوي عليه ويستره ومعنى إيلاج الليل في النهار هو ان ما يكون في الدورة اليومية
ليلا او جزء من الليل في بعض الفصول من السنة والامكنة التي تبعد عن خط الاستواء
يجعله نهارا في فصل آخر او مكان آخر. وقد قدر اللّه نظام العالم بحكمته الباهرة في
سير الأرض او الشمس على منطقة البروج وفي هذا النظام العجيب من الحكم العظيمة
وآثار القدرة وعموم الرحمة والعمران ما يبهر العقول وان الليل والنهار على مدار خط
الاستواء «1» متساويان ويتساويان ايضا تقريبا في
جميع الأرض ويوم دخولها او دخول الشمس في برج الحمل او الميزان ويتفاوتان بالزيادة
والنقصان بحسب الأزمان والمواقع من الأرض في المدارات الشمالية والجنوبية بتفاوت
منظم موزون لا محل لذكره هاهنا ففي المدارات الشمالية يأخذ الليل بعدا كمال طوله
في النقيصة المتفاوتة على الانتظام من دخول الأرض او الشمس في برج الجدي ويولج في
النهار. فيأخذ النهار بالطول بعد كمال نقصه او بوجوده متزايدا بعد عدمه ويستمر على
ذلك الى الدخول في برج السرطان فيشرع حينئذ بالزيادة. وفي المدارات الجنوبية يأخذ
الليل بعد نهاية طوله في النقيصة ويستمر عليها ويولج ما ينقص منه في النهار على ما
أشرنا اليه من الميزان والانتظام وذلك من حين الدخول في برج السرطان الى الدخول في
برج الجدي فيشرع حينئذ بالزيادة {وَتُولِجُ
النَّهارَ فِي اللَّيْلِ} أي تدخل النهار في الليل فيأخذ
النهار بالنقص في المدارات الشمالية على نهج ما ذكرناه من حين الدخول في برج
السرطان الى الدخول في برج الجدي. وفي المدارات الجنوبية من حين الدخول في
برج الجدي الى الدخول في برج السرطان حتى يبلغ كل من الليل والنهار تحت القطبين في
وقت واحد تقريبا على التبادل نحو ستة أشهر. فسبحان الحكيم القدير {وَتُخْرِجُ
الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ} قيل
مثل إخراج البيضة من الطير وإخراج الفرخ من البيضة. او إخراج الحيوان من النطفة
والنطفة من الحيوان. وقيل يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن وفي
مجمع البيان روى ذلك عن الباقر والصادق عليهما السلام.
وفي تفسير البرهان قال ابن بابويه في
حديث عن الإمام العسكري قال حدثني أبي عن أبيه عن جده الصادق (عليه السلام) وذكر
ذلك. وفي الدر المنثور اخرج سعيد بن منصور وابن جرير «2» وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات وابو الشيخ في العظمة عن سلمان
في حديث نحو ذلك. واخرج ابن مردويه عن سلمان ايضا نحو ذلك. واخرج ابن مردويه ايضا
عن ابن مسعود او
عن سلمان عن النبي «صلى الله عليه واله وسلم» نحو ذلك.
واخرج عبد الرزاق وابن
سعد وابن جرير وابن
أبي حاتم وابن مردويه من طريق الزهري عن عبد اللّه ان رسول اللّه «صلى الله عليه
واله وسلم» في شأن خالدة المؤمنة بنت الأسود ابن عبد يغوث المشرك قال سبحان الذي
يخرج الحيّ من الميت. واخرج ابن مسعود من
طريق أبي سلمة عن عائشة عن رسول اللّه «صلى الله عليه واله وسلم» نحوه {وَتَرْزُقُ
مَنْ تَشاءُ} أن ترزقه {بِغَيْرِ
حِسابٍ} ومراعاة لمقدار الرزق ومداقة في العطاء كما يفعله
من يخاف النقص في ملكه.
_______________________
(1) وهو الدائرة المنصفة للكرة
الارضية على السواء فيما بين قطبي الجنوب والشمال.
(2) عن عثمان النهدي عن سلمان او عن ابن مسعود واكبر
ظني انه عن سلمان.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|