راتزل والحتم الجغرافي

اتجهت الدراسة الجغرافية بعد ريتر وهمبولت اتجاهاً واضحاً نحو الاهتمام بدراسة تركيب الأشكال الأرضية وبدا هذا الاتجاه على يد بشل غير أن أبرز معالم تطور الفكر الجغرافي جاء على يد راتزل في اواخر القرن التاسع عشر حينما نشر كتابه الأول عن الجغرافية البشرية  في عام 1882 ، ثم اتبعه بكتابه الثاني في الجغرافية السياسية. ويمكن تلخيص افكار وآراء راتزل فى الدراسات الجغرافية فى اتجاهين:

أولهما: وضع أساس الجغرافية البشرية وعالجها على اساس اصولي لا إقليمي موكداً بذلك ان الجوانب البشرية يمكن أن تخضع للدراسة الأصولية المنهجية شأنها فى ذلك شان الجوانب الطبيعية.

ثانيهما: إسراف راتزل فى اخضاع الإنسان ونشاطه البشرى لتأثيرات البيئة الطبيعية.

 وبذلك كان الرائد الأول فى إحدى مدارس التفكير الجغرافي وهى مدرسة الحتم البيئي التى تتلخص أفكارها فى أن للبيئة الأثر الأكبر في حياة الإنسان الذى يخضع لسلطانها ويحدد نظم حياته تبعاً لما تمليه عليه ظروفها.