الفكرة الإقليمية:

يقول بريان  إن الإقليم هو مساحة تتكرر ضمنها ملامح مشتركة كنوع من الوحدة في التنوع. وتتضح علاقة الجغرافي بالإقليم كون الجغرافيا تتبنى مهمة فحص الأشياء ككل وأن الجغرافي مهمته أن يضيف إلى المعرفة البشرية اضافاته الخاصة عن طريق اسلوبه الاقليمي أي المختص بدراسة الإقليم فالجغرافيا ليست عبارة عن مجموعة قطع مبعثرة لا تمت إلى بعضها البعض بصلة، بقدر صلة تلك القطع بمواضيع أخرى. أنها لا تستعير قطعاً من الجيولوجيا أو التاريخ أو الانثروبولوجيا الاجتماعية أو أي موضوع آخر، وتحزمها مع بعضها بصرف النظر عن وحدات الزمن أو المكان، ذلك أن الإقليم يقوم بربط تلك القطع ربطا محكما يلقي ضوءاً أعمق على واقع الظاهرة الطبيعية.

لكن من الناحية الأخرى إن وجهة النظر الجغرافية لا يمكن التعويض عنها في أي من المواضيع العلمية التحليلية للإقليم ولا يمكن لأي مختص آخر أن يعفي الجغرافي من مهمة كتابة الجغرافيا، ذلك أن الكتابة الهادفة المزودة بالتدريب الجغرافي. هي وحدها القادرة على تقديم الأوصاف الاقليمية والنظريات التفسيرية.

لذا يمكن القول بأن الجغرافية الإقليمية عبارة عن تجميع ظواهر الجغرافية الأصولية في دراسة مركبة أو متكاملة داخل وحدة مكانية تسمى الإقليم" (Region). كما تعني الجغرافية الإقليمية عناية خاصة بالربط بين الظواهر الجغرافية المختلفة طبيعية وأحيائية واجتماعية - لإبراز العلاقة المركبة بين البيئة والإنسان في المكان الواحد أي الإقليم. كما تعنى بإبراز الاختلاف الاقليمي في الوحدة المكانية التي تتناولها بالدراسة إن هدف الجغرافية الاقليمية هو دراسة الأجزاء التي يتكون منها الإقليم نظراً لأن الجغرافي يهتم بالمسرح الطبيعي والتأثير البشري معا، فمن الممكن أن يحاول الجغرافي البحث عن كثير من أنواع الاختلافات الاقليمية ويصح أن تتخذ دراسة المجتمع قياساً لذلك. وضمن هذه الدراسة يؤكد لوكرمان بأهمية دراسة

النقاط الآتية:

1- الموقع وأهميته.

2- التوزيع وظاهرة التركز والانتشار.

3- العلاقة بين الظواهر الطبيعية والبشرية.

4- علاقة الظواهر بعضها بالبعض الأخر.

5- ديناميكية المكان.

6- الظواهر البشرية وعلاقة الإنسان بالبيئة.

ويلخص لوكرمان أرائه في أن الهدف من الجغرافيـا هـو "تفهـم الإنسـان ولكن كيف يستطيع الجغرافي تحقيق الفكرة الإقليمية ودراستها علميا؟ العمل على إن رابطة الاتحاد بين مختلف الاختصاصات ضمن الجغرافيا هي ا خدمة نجاح الجغرافية الإقليمية، وإذا ما أصبحت الاختصاصات غايات بحد ذاتها فأن وجهة نظر الجغرافيا ستضيع. إن الجغرافيا تستصبح غير مخلصة لنفسها إذا لم تستمر على كونها شاهدا على أهمية الكل، المنظر الاقليمي العام، وبالتالي منظر العالم. وأنه بدون تعاون فروع الجغرافيا لا يمكن أن يكون هناك تقدم فعال في الجغرافيا فالفروع الأخرى هي اضافات تخصصية إلى الفكرة الاقليمية بحيث يصبح للاختصاصات المتعددة ما يبررها. والحقيقة أن الجغرافيا لها موضوعات خاصة تنفرد بها عن سائر العلوم عندما تؤخذ معا ؛ والإقليم واحدا منها وهو ما يميز علميتها في رأي الباحث فمثلا يقول لوكرمان Luckarma : إن الاقليم هو موضوعات البحث الجغرافي بلا منازع، فهنا في الاقليم نستطيع أن نتعمق في أصوله. وهنا تظهر امامنا أكثر من نقطة أما هارتشون (Hartshorne) فيذهب إلى القول بأن الإقليم كائن عضوي، ونحن دون أن نتطرف إلى هذا الحد، تعرف الجغرافية الإقليمية بموضوعها الذي أنماطاً. يدرس مختلفة من الأقاليم حيث تدرس ظاهرتان أو أكثر معا، إن الجغرافية الاقليمية بهذا المفهوم ذات محتوى خاص تنفرد به، كما أن لها مناهجها واهدافها الخاصة كما يؤكد هارتشون ايضا إن الاتجاه في الجغرافية الاقليمية في الوقت الحالي هو التركيز على الأقاليم الوظيفية (Functional region)، أو الأقاليم من زاوية موضوع واحد.