أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-14
471
التاريخ: 2024-09-22
279
التاريخ: 13-1-2016
2252
التاريخ: 14-5-2017
2375
|
انها حقيقة لا خلاف حولها ان معظمنا يحب ان ينفس عما بداخله على الاقل مرة كل حين ، وكم يشعر المرء براحة عندما يتخلص من بعض الاشياء التي تجثم على صدره. وعلى الرغم من اننا لا نقدم على القيام بعملية التنفيس كأسلوب علاجي وكطريقة للاسترخاء ولكننا نعترف صراحة باننا احيانا ما نفعل هذا مثلنا مثل الاخرين ، وعندما يشعر المرء بإحباط أيا كان سببه يبدو مناسبا ان يشارك من يحب في احباطه ، وحتى اذا لم يكن هذا مناسبا الا انه احيانا ما لا يجد بداً من هذا .
وهناك فارق كبير بين القيام من وقت لآخر بجلسة تنفيس تفرغ فيها ما يجيش بداخلك وبين ان يكون هذا التنفيس جزءا لا يتجزأ من عملية التواصل الدائم مع الاخرين. وقد لاحظنا انه في العلاقات التي يقوم فيها احد الطرفين بالتنفيس عما بداخله بشكل دوري فان الطرف الاخر غالبا ما يشكو بانه يشعر كما لو يكون جراب ملاكمة !
وأحد المشاكل المرتبطة بالتنفيس ان هناك دائما اشياء لا تنتهي بحاجة الى تنفيس. وبعبارة اخرى يمكن القول انه اذا كان تركيزك في اتجاه التنفيس فستجد دائما من المنغصات ما يحتاج منك الى تنفيس ، ولذلك عندما تربط شعورك بالتحسن بالتنفيس عما بداخلك اثناء حوارك مع شريكك فان هذا سيتحول الى ادمان. ومن السهل ايضا ان يتحول الى ادمان. ومن السهل ايضا ان يتحول الى عادة انك ستفترض انه كلما نفست اكثر شعرت بتحسن اكبر.
وبهذا يكون من السهل معرفة الاسباب التي تجعل الشريك الذي يستمع الى تنفيس الشريك الاخر يشعر بمرور الوقت كما لو انه جراب ملاكمة.
تخيل لدقيقة انك متعب بعض الشيء في نهاية اليوم ، وانت الان لا تشعر نسبيا ببعض الطمأنينة كما لو ان الحياة تبتسم لك ، وبمجرد التقاطك كتابا لتستعد للقراءة لبعض الدقائق قبل تناول العشاء ، اذا بشريكك يدخل عليك حجرتك ويشكوك لومه.
وبالطبع فانت تحب شريكك وتريد ان تكون عونا له ، ولذلك تضع كتابك وتبدأ في الاستماع له. وخلال العشر دقائق الاولى من الاستماع يحدث لك تغير كبير في حالتك المزاجية بسبب ما اخبرك شريكك من فضائع وما ذكرك به من مساوئ في هذا العالم ومدى ما تكون عليه الحياة من صعوبة وما يكتنفها من ظلم وقد تكون وجهة نظره مقنعة بحيث تبدأ بالاقتناع بها ، ولا يتوقف شريكك عند هذا الحد بل يبدأ مرة اخرى حيث يخبرك ببعض الاشاعات السلبية والعديد من امثلة الجشع بين الناس. وعند هذا الحد يبدو وكأن شريكك يكره حياته ؛ حيث اخبرك بالاثنى عشر شخصا الذين اساؤوا اليه والاربعة الاخرين الي اثاروا غضبه.
وفي هذا المثال نجد ان (المُنفِّس) قد يكون حقا في حالة الاكتئاب والروح المعنوية المنخفضة وانه يأسف لنفسه. وفي اغلب الاحتمالات فان كل هذه المشاعر ستتغير تماما بقدوم فجر جديد. وبالتأكيد فان الشريك المستمع اذا كان يعرف هذا بناءً على معرفة سابقة بشريكه فسيدعوه هذا الى عدم القلق على شريكه ، ولذلك يكون بمقدوره ان يستمع فقط دون تأثر بما يقال ، وان يحاول دعم شريكه بأقصى ما يستطيع .
ومن ناحية اخرى فانه من الصعوبة بمكان ان تحتفظ دائما بالرزانة والحكمة التي تساعدك على عدم التأثر بتنفيس شريكك وخاصة عندما يتكرر هذا التنفس كثيراً. ولهذا فانه بالرغم من انه احيانا ما لا يكون هناك بد من التنفيس ، فانه ليس هناك تنفيس يخلو ولو بقدر ضئيل من الانانية. وبعبارة اخرى فإننا عندما ننفس عما بداخلنا فان هناك شخصا اخر سيدفع ثمن هذا ، ولذلك فقد يكون افضل ما تفعله هو ان تكون على وعي بما هو قدر التنفيس المناسب وما هو القدر الذي يُعتبر تجاوزاً للحد الصحي.
وأعود وأقول ، أنا هنا لا أعنى ان التنفيس فكرة مرفوضة تمام وخاصة عندما يحدث بمقادير قليلة. ومع هذا فمن المفيد ان تتحكم في هذا التنفيس ، فاذا فعلت هذا فستحمي شريكك من الشعور كما لو انه جراب ملاكمة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|