نقصد بالمهددات الأمنية الخارجية التهديدات العسكرية الخارجية المباشرة وغير المباشرة التي تستهدف كيان الدولة (الإنسان والأرض) أو جزء منها، وذلك بالتدمير الشامل أو الجزئي أو هلاك الإنسان وإفساد الأرض ومنتجاتها، أو استقطاع جزء من الأرض وإخراجها من دائرة حدود الدولة. كذلك يدخل في هذا المفهوم التهديد غير المباشر عن طرق ووسائل غير عسكرية (دبلوماسية- سياسية - إعلامية) لتحقيق ذات الأهداف المشار إليها، وفي الغالب يكون التهديد العسكري المباشر من دول الجوار أو الإقليم المتاخم وفى حالات قليلة يكون من دول العالم البعيد ذلك لأن أهم مقومات العمل العسكري المباشر الأرض، والأرض لا تكون إلا في دول الجوار أو الإقليم القريب، أما التهديد العسكري غير المباشر والذي يأتي من دول العالم البعيد فقد ظهرت بوادره مع تطور وسائط الحرب وتطور التقنية العسكرية الحديثة مع بداية القرن العشرين وبلغ ذرواته مع ازدياد التطور التكنولوجي حيث ظهرت السفن والأساطيل الضخمة القادرة على حمل جيش بأكمله معدات وافراد إضافة إلى ظهور الصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى عابرة القارات والأسلحة الذرية والكيميائية الفتاكة والطائرات المقالة الحديثة.

تلك المهددات العسكرية الخارجية تقتضي وتفرض على الدولة بناء قوات مسلحة قادرة على صد العدوان وحماية الأرض والإنسان، وتشمل بناء القوات المسلحة حل كافة المسائل المتعلقة بتجهيز هذه القوات وبكيفية تنظيمها وتسليحها واساليب تدريب وتربية أفرادها وبجهازيتها للتعبئة والقتال، ويتأثر هذا البناء بعوامل عديدة أهمها النظام الاجتماعي للدولة، إمكانات الدولة الاقتصادية، والسياسية التي

تتبعها الدولة والصفات المعنوية والسياسية للسكان. كذلك فإن الوضع الاقتصادي ومساحة الدولة وطبيعتها الجغرافية له تأثيره على بناء القوات المسلحة، إضافة إلى دراسة إمكانات الدور المحتمل واتجاهات تطوير قواته الملحة ضرورية للوصول إلى قرار صحيح في بناء القوات المسلحة.

تلك اهم مقومات ومصادر الحماية والأمن من التهديد الخارجي، تليها الوسائل الدبلوماسية والسياسية، والإعلامية حيث يقتضي هذا الأمر وجود جهاز سياسي ودبلوماسي قادر ذو كفاءة عالية يجلب صداقات الشعوب والأمم، ويقلل أسباب العداء، ويجنب البلاد الدخول في دائرة الصراعات الإقليمية والدولية، كل تلك الأساليب والسياسات تصون البلاد من التهديدات العسكرية المباشرة وغير المباشرة وتضمن سلامة وأمن الدولة.