لم تقف رغبة الإنسان عند حدود معرفة المساحات والخرائط  , بل تطلع إلى معرفة التصوير الجوي ومن ثم الفضائي , وكانت آلات التصوير والمتحسسات من أهم المواد المستخدمة في دراسة الموارد الأرضية , ومن هنا تأتِ أهمية علم الاستشعار عن بعد , أو التحسس النائي  (Remote sensing) الذي عُرِّف بأنه : العلم الذي يبحث في جمع المعلومات , والبيانات , عن أجسام  أو ظواهر معينة من دون أن يكون هناك تماس فيزيائي مباشر مع هذه الأجسام , من خلال تنفيذ عدد من القياسات المختلفة (Sabin   1987 ) , وقد عَرَّفَ كل عالمٍ التحسس النائي تعريفاً ينسجم مع العلم الذي يبحث فيه ومن ثُمَّ تنوعت تعريفاته حتى صيغ له تعريفا جامعاً بأنهُ : " علم وفن استخدام أجهزة تحسس الإشعاعات الكهرومغناطيسية لتسجيل الأطياف الخاصة بالبيئة التي يمكن تفسيرها والقياس عليها لإنتاج معلومات والوصول إلى نتائج مفيدة ( المنظمة العربية للتنمية الزراعية  / العدد الأول  , 2000) .

وبهذا يعد التحسس النائي أداة  قوية وفعالة في مجال علوم التربة من خلال إعطائها كميات كبيرة من المعلومات والبيانات الدقيقة عن التربة , و الظروف المحيطة بها في وقت زمني قصير مقارنة بالطرائق التقليدية , وللاهتمام المتزايد بالتحسس النائي ( الاستشعار عن بعد ) تبنت دول كثيرة من العالم , وهي : فرنسا وروسيا والهند واليابان , فضلاً عن الولايات المتحدة الأمريكية برامج إطلاق الأقمار الصناعية التي أعطت معلومات وبيانات دقيقة عن الموارد الطبيعية , وللمتحسسات المحملة على متن الأقمار الصناعية قابلية على قياس كمية الأشعة المنعكسة من التربة والصخور والنباتات كذلك .  ومن أثارا لتطور الذي حدث في تقنية التحسس النائي ظهرت أفاق لم تكن موجودة سابقاً , وبذلك أعطت كمية كبيرة جداً من المعلومات المتواصلة والدقيقة التي تهم الباحثين والخبراء في السيطرة على مشاكل تدهور البيئة والتغلب عليها , خاصة تدهور الأراضي المتمثلة بالتربة فضلاً عن الغطاء النباتي والتصحر ( الخالد , 2001 ) , كذلك فإنَّ تحليل الصور الجوية يساعد في مسح التربة , إذ استخدمت الصور الجوية على نطاق واسع في أعمال مسح وتصنيف التربة خصوصا عند رسم الحدود بين مجموعات الترب , ومعتمدة بذلك على العوامل التحليلية التي من أهمها : لون التربة والشدة اللونية والنسجة والموقع والشكل والرؤية المجسمة , كما اعتمد التحليل الفيزوغرافي للصور الفضائية في أعمال تصنيف التربة من خلال اعتماد العلاقة الوثيقة بين الفيزوغرافية والتربة , ومقارنة بين كل منBuringh  (1960 ) , و( Bennema  1973 ) , يظهر أََنَّ التحليل الفيزوغرافي للصور الجوية يمكن أن يشكل قاعدة أساسية لوضع خرائط مسح وتصنيف التربة وتعد هذة الطريقة فعَّالة ويمكنها أن تعطي نتائج جيدة مقارنة بالطرائق الأخرى , ومقارنة بين Shertha , و(Zink  2001 ) يظهر أن هذه الطريقة فعالة من خلال الربط بين التحليل الفيزوغرافي والعمل الحقلي , وتجدر الإشارة إلى أنَّ هناك اتجاهاً لوضع خرائط التربة بالاعتماد على التحليل الجيومورفولوجي , بشرط أن يكون لدى المحلل خبرة وعلم يؤهله على الربط العلمي المتكامل بين الجيومورفولوجيا وعمليات تشكل التربة ونشوئها , وفق ما ذكر  ( لولو , 1998 ) .