فاعلية التخطيط اللامركزي وتطبيقه في مجالات التخطيط والتنمية الاقليمية يعمل على تطويع برامج التنمية بسهولة بإزاء حاجات المحليين ومتطلباتهم، نظرا لأنها تسمح لمشاركة سكان الوحدات الادارية المختلفة في عملية اعداد وتنفيذ خطط التنمية الاقليمية لمناطقهم، كما انها توفر الدعم الضروري لحشد الطاقات وتعبئة الموارد، وهذا يهيئ فرص النجاح لخطط التنمية الوطنية في تحقيق اهدافها على نحو متوازن يضمن توفير حياة ملائمة لجميع السكان ويسهم في تحقيق التوازن الاقليمي وتقليل الفوارق الاقتصادية والاجتماعية الاقليمية، وهذا يعتمد بالدرجة الاولى على توزيع سلطة صنع القرار بين هيئات التخطيط المركزية وهيئات التخطيط المحلية، وذلك على اعتبار ان توزيع الاستثمارات والموارد ورصدها في مجتمع ما له علاقة وثيقة بتوزيع سلطة صنع القرار فيه، من هنا جاءت المسوغات التي دفعت كثيراً من الدول الى تطبيق اسلوب التخطيط اللامركزية على النحو الآتي:

1- يعمل التخطيط اللامركزي على ايجاد وتوزيع عادل نسبيا للاستثمارات والموارد داخل الدولة.

2- لا مركزية التخطيط الاقليمي تعني تنازل هيئات التخطيط المركزي عن جزء من صلاحياتها لصالح هيئات تخطيط محلية، وهذه الهيئات التي تتعايش مع مشكلات السكان المحليين على نحو مستمر وتدرك اسبابها وابعادها. وهذا الوضع يمنح هذه الهيئات القدرة على ربط برامج ومشاريع التنمية بالحاجات المتعددة والمتناقضة للمناطق والاقاليم والشرائح السكانية المختلفة، ومن ثم يضمن تحقيق اهداف خطط التنمية الوطنية بصورة فاعلة وايجابية.

3- يسهم في ايجاد الاتصال المباشر والمستمر بين هيئات التخطيط الاقليمي والسكان المحليين، وهذا يمكن القائمين على التخطيط من الحصول على صورة اكثر دقة حول اوضاع مناطقهم، ويساعد على اعداد وتنفيذ خطط تنموية واقعية وفعالة ومؤثرة.

4- تسمح لامركزية التخطيط بوصول الموارد والاستثمارات الى جميع مناطق واقاليم الدولة وهذا يقلل من حدة الفوارق الاقتصادية والاجتماعية الاقليمية.

5- تعزز لامركزية التخطيط من فاعلية هيئات التخطيط المركزية، إذ تخلصها من العديد من المهمات والصلاحيات وذلك بإسنادها الى هيئات محلية، وهذا الوضع يمكن هيئات التخطيط المركزية من اخذ الوقت الكافي في الاشراف على نحو فاعل وعملي على متابعة خطط التنمية المختلفة.