المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Indian English: phonology
2024-06-04
ميرزا آقا.
20-7-2016
Polyesters
10-11-2019
الإدارة الاستراتيجية Strategic Management
26-7-2016
ميكانيكا موجية wave mechanics
10-7-2017
ثنائي بنزونيليدين مالونويل ثنائي هيدرازيد
2024-06-10


بحث روائي- لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ..  
  
2979   01:23 صباحاً   التاريخ: 7-7-2021
المؤلف : السيد عبد الاعلى السبزواري
الكتاب أو المصدر : الاخلاق في القران الكريم
الجزء والصفحة : 468-479
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-10-2021 2336
التاريخ: 7-10-2016 1936
التاريخ: 2024-06-12 627
التاريخ: 8-11-2021 2505

في الكافي بإسناده عن أبي عبيدة الحذام عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل :  { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ} [المائدة : 78] ، قال (عليه السلام) : الخنازير على لسان داود والقردة على لسان عيسى بن مريم.

أقول : رواه القمي والعياشي كما روى الجمهور في ذلك أيضاً عن قتادة ومجاهد وغيرهما ، ويكون المراد من اللعن على لسان هذين النبيين - نزول العذاب فعلا عليهم فمسخهم قردة وخنازير وإن كانوا ملعونين على السن سائر أنبيائهم ولأجل ذلك خصهما الله تعالى بالذكر.

وفي المجمع عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) : " أما داود فإنه لعن أهل إيلة لما اعتدوا في سبتهم وكان اعتداؤهم في زمانه ، فقال : اللهم ألبسهم اللعنة مثل الرداء ومثل المنطقة على الخصرين ، فمسخهم الله قردة ، وأما عيسى فإنه لعن الذين نزلت عليهم المائدة ثم كفروا بعد ذلك ، قال : فقال أبو جعفر (عليه السلام) : يتولون الملوك الجبارين ويزينون لهم هواهم ليصيبوا من دنياهم ".

أقول : يستفاد من الحديث أن المقصود من الذين كفروا من بني إسرائيل في الآية الشريفة هم أهل إيلة الذين مسخهم الله قردة بدعاء داود عليهم لما اعتدوا في سبتهم ، وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم في موضعين أحدهما سورة البقرة : {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة : 65] ، والثاني في سورة الأعراف : {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف: 163] ، {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [الأعراف : 166].

ولكن هذا الحديث ينافي مع ما ورد في الحديث المتقدم من أن الممسوخين على لسان داود كانوا خنازير وليسوا قردة ، ويمكن رفع التنافي إما بتعدد الواقعة، ففي إحداهما مسخوا خنازير وفي الثانية قردة أو في واقعة واحدة مسخ بعضهم قردة وهم أصحاب السبت المعروفون المتجاوزون على حدود الله وأحكامه المقدسة والبعض خنازير حسب درجات أعمالهم الشنيعة وما يناسب ملكاتهم ولم يبين في الحديث الممسوخ على لسان عيسى بن مريم وإنما تحقق اللعن عليهم منه (عليه السلام) ولكن الحديث المتقدم بينه ، وأما ذيل الحديث " يتولون الملوك الجبارين .." فإنه إنما يكون من مسخ القلوب التي مارست الذنوب والآثام فأعرضت عن الله تعالى وركنت إلى الدنيا ونسيت كل خير ومكرمة وتولت الملوك الجبارين وغيرهم من أصحاب المعاصي والآثام للنية الحاصلة بينهم، وهذا الأمر لا يختص ببني إسرائيل بل يجري في غيرهم ، ويشهد لما ذكرنا ما رواه القمي عن مسعدة ابن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : سأله رجل عن قوم من شيعته يدخلون في أعمال السلطان ويعملون لهم ويجبون لهم ويوالونهم قال (عليه السلام) : ليس هم من الشيعة، ولكنهم من أولئك ثم قرأ أبو عبد الله (عليه السلام) هذه الآيات : {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة: 78 - 81].

وما رواه السيوطي في الدر المنثور عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : " خذوا العطاء ما كان عطا؛ فإذا كان رشوة عن دينكم فلا تأخذوا ولن تتركوه يمنعكم من ذلك الفقر والمخافة ، إن بني يأجوج قد جاءوا ، وإن رحى الإسلام سيدور فحيثما دار القرآن فدوروا به، يوشك السلطان والقرآن أن يقتتلا ويتفرقا ، إنه سيكون عليكم ملوك يحكمون لكم بحكم ولهم بغيره ، فإن أطعتموهم أضلوكم ، وإن عصيتموهم قتلوكم".

قالوا : يا رسول الله كيف بنا إن أدركنا ذلك؟

قال : تكونوا كأصحاب عيسى نشروا بالمناشير ، ورفعوا على الخشب ، موت في طاعة خير من حياة في معصية ، إن أول ما نقض في بني إسرائيل أنهم كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر سنة التغرير فكان أحدهم إذا لقى صاحبه الذي كان يصيب عليه آكله وشاربه وكأنه لم يعب عليه شيئاً فلعنهم الله على لسان داود ، وذلك بما عصرا وكانوا يعتدون ، والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم أشراركم ، ثم ليدعون خياركم فلا يستجاب لكم ، والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم فلتأطرن عليه أطراً أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض.

أقول : يبين (صلى الله عليه واله) بعض ما يحصل في أمته من بعده يعفى القرآن الكريم ويعرض عنه ويحكم السلطان فيحكم فيهم بغير ما أنزل الله تعالى ويكثر الفساد ، وحينئذ فلا بد من إظهار العالم علمه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحرم المداهنة وإلا استحقوا اللعن كما استحق الذين كفروا من بني إسرائيل اللعن لسان داود وعيسى ثم ذكر (صلى الله عليه واله) أن هذه الأمة تدخل مداخل اليهود إذا أعرضوا عن القرآن الكريم وما أنزله الله تعالى ، وأخيراً بين بعض الآثار السيئة التي تترتب على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي تسلط الشرار وعدم استجابة الدعاء وإفشاء الحقد والضغائن بين الناس ، إلا إذا أحيط على يد الظالم وأرغم على إقامة الحق والنهي عن المنكر.

وروى السيوطي في الدر المنثور عن ابن مسعود قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) أن بني إسرائيل لما عملوا الخطيئة نهاهم وعلماؤهم تغريراً ، ثم جالسوهم وآكلوهم وشاربوهم كأن لم يعملوا بالأمس خطيئة تذكر ، فلما رأى الله ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان نبي من الأنبياء .

ثم قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : " والله لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتأطرن على الحق أطرا أو ليضرب الله بقلوب بعضكم على بعض وليلعننكم كما لعنهم ".

أقول : الأحاديث في هذا المضمون وبيان الآثار السيئة التي تترتب على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كثيرة ، فراجع.

العياشي عن محمد بن الهيثم التميمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى : {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة : 79] ، قال (عليه السلام) : " أما إنهم لم يكونوا يدخلون مداخلهم ولا يجالسون مجالسهم ولكن كانوا إذا لقوهم ضحكوا في وجوههم وأنسوا بهم".

اقول : إذا كان اللعن مترتباً على مداهنة المذنبين فقط فكيف إذا ما دخلوا مداخلهم.

ابن بابويه في ثواب الأعمال عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : لما وقع التقصير في بني إسرائيل جعل الرجل منهم يرى اخاه في الذنب فينهاه فلا ينتهي فلا يمنعه ذلك من أن يكن اكيله وجليسه وشريبه حتى ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ونزل فيهم القرآن حيث يقول عز وجل : {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا } [المائدة: 78].

وفي تفسير العياشي عن مروان عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ذكر النصارى وعدواتهم فقال قول الله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ } [المائدة : 82] ، قال (عليه السلام) : أولئك كانوا قوماً بين عيسى ومحمد ينتظرون مجيء محمد (صلى الله عليه واله) .

أقول : عموم الآية الشريفة يشمل الجميع إلا إذا خرج النصارى عن الطريقة ، وما ذكره الله تعالى ، فلم يكن فيهم علماء يدعونهم إلى الصلاح ولا زهاد يرغبونهم في الزهد عن الدنيا ولم يكن لهم تواضع للحق فيكونوا كسائر الأمم حتى أمة الإسلام إن خرجوا عن الطريقة وغيروا أنفسهم بارتكاب الموبقات.

وفي الدر المنثور أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعيد بن جبير في قوله : { ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا } [المائدة: 82] ، قال : " هم رمل النجاشي الذين أرسل بإسلامه وإسلام قومه كانوا سبعين رجلا اختارهم من قومه الخير فالخير في الفقه والسن".

وفي رواية أخرى : بعث من خيار أصحابه إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) ثلاثين رجلا فلما أتوا رسول الله (صلى الله عليه واله) دخلوا عليه فقرأ عليهم سورة (يس) فبكوا حين سمعوا القرآن وعرفوا أنه الحق فأنزل الله فيهم { ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا} [المائدة: 82] ، ونزلت هذه الآية فيهم أيضاً {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ} [القصص: 52] ... { أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا } [القصص : 54].

أقول : يمكن رفع اختلاف العدد في الروايتين على محامل منها أن في ابتداء الأمر اختار سبعين، ولكن الذي وصل منهم إلى رسول الله  ثلاثون.

وفي تفسير القمي في الآية ، كان سبب نزولها أنه لما اشتدت قريش في أذى رسول الله (صلى الله عليه واله) وأصحابه الذين آمنوا به بمكة قبل الهجرة فأمرهم رسول الله (صلى الله عليه واله) أن يخرجوا إلى الحبشة وأمر جعفر بن أبي طالب أن يخرج معهم فخرج معهم ومعه سبعون رجلا من المسلمين حتى ركبوا البحر، فلما بلغ قريشاً خروجهم بعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد إلى النجاشي ليردوهم وكان عمرو وعمارة متعادين فقالت قريش : كيف نبعث رجلين متعادين ، فبرئت بنو مخزوم من جناية عمارة وبرئت بنو سهم من جناية عمرو بن العاص ، فخرج عمارة وكان حسن الوجه شابا مترفاً فأخرج عمرو بن العاص أهله معه فلما ركبوا السفينة شربوا الخمر فقال عمارة لعمرو بن العاص : قل لأهلك تقبلني فقال عمرو أيجوز هذا ؟!!

سبحان الله فسكت عمارة فلما انتشى عمرو وكان على صدر السفينة فدفعه عمارة وألقاه في البحر فتثبث عمرو بصدر السفينة وأدركوه فأخرجوه فوردوا على النجاشي وقد كانوا حملوا إليه هدايا فقبلها منهم فقال عمرو بن العاص : أيها الملك إن قوماً منا خالفونا في ديننا وسبوا آلهتنا وصاروا إليك فردهم إلينا فبعث النجاشي إلى جعفر فجاءه فقال يا جعفر ما يقول هؤلاء ؟

فقال جعفر ( رضي الله عنه ) : أيها الملك ما يقولون ؟

قال سألوني أن أردكم إليهم ، قال أيها الملك سلهم أعبيد نحن لهم ؟

قال عمرو : لا بل أحرار كرام

قال : فسئلهم ألهم علينا ديون يطالبون بها ؟

قال ما لنا عليكم ديون

قال : فلكم في أعناقنا دم تطالبون به ؟

قال عمرو : لا

قال : فما تريدون منا ؟ آذيتمونا فخرجنا من بلادكم.

فقال عمرو بن العاص : أيها الملك خالفونا فى ديننا وسبوا آلهتنا وأفسدوا شبابنا وفرقوا جماعتنا فردهم إلينا لنجمع أمرنا فقال جعفر : نعم أيها الملك خلقنا الله ثم بعث فينا نبياً أمرنا بخلع الأنداد وترك الاستقسام بالأزلام وأمرنا بالصلاة والزكاة وحرم الظلم والجور وسفك الدماء بغير حقها والزنا والربا والميتة والدم ولحم الخنزير وأمرنا بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي .

فقال النجاشي : بهذا بعث الله عيسى ابن مريم ، ثم قال : يا جعفر هل تحفظ شيئاً مما أنزل الله على نبيك ؟

قال : نعم فقرأ عليه سورة مريم فلما بلغ إلى قوله : { وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا } [مريم:25- 26] } .

، فلماً سمع النجاشي ذلك بكى بكاء شديدا ، وقال : هذا والله هو الحق فقال عمرو بن العاص : أيها الملك إنه مخالف لنا فرده إلينا ، فدفع النجاشي يده فضربها وجه عمرو ثم قال : اسكت والله لئن ذكرته بسوء لأفقدنك نفسك ، فقام عمرو ابن العاص من عنده والدماء تسيل على وجهه وهو يقول : إن هذا كما تقول أيها الملك فإنا لا نتعرض له ، وكانت على رأس النجاشي وصيفة له تذب عنه فنظرت إلى عمارة بن الوليد وكان فتى جميلا فأحبته ، فلما رجع عمرو بن العاص إلى منزله قال لعمارة : لو راسلت جارية الملك فراسلها فأجابته فقال له عمرو : قل لها تبعث إليك من طيب الملك شيئاً فقال لها فبعثت إليه فأخذ عمرو من ذلك الطيب فكان الذي فعل به عمارة في قلبه حين ألقاه في البحر ، فأدخل الطيب على النجاشي فقال : أيها الملك إن حرمة الملك عندنا وطاعته علينا وما يكرمنا إذا دخلنا بلاده ونأمن فيه أن لا نغشه ولا نريبنه وإن صاحبي هذا الذي معي قد أرسل إلى حرمتك وخدعها وبعثت إليه من طيبك ، ثم وضع بين يديه ، فغضب النجاشي وهم بقتل عماره ، ثم قال : لا يجوز قتله فإنهم دخلوا بلادي بأماني ، فدعا النجاشي السحرة ، فقال لهم : اعملوا به شيئاً أشد عليه من القتل فأخذوه ونفخوا في إحليله الزيبق فصار مع الوحش يغدو ويروح ، وكان لا يأنس الناس فبعثت قريش بعد ذلك فمكنوا له في موضع حتى ورد الماء مع الوحش فأخذوه ما زال يضطرب في أيديهم حتى مات.

ورجع عمرو إلى قريش وأخبرهم أن جعفراً في أرض الحبشة في أكرم كرامة ، فلم يزل بها حتى هادن رسول الله (صلى الله عليه واله) قريشاً وصالحهم وفتح خيبر فوافي بجمع من معه ، وولد لجعفر بالحبشة من أسماء بنت عميس عبد الله بن جعفر، وولد للنجاشي ابن فسماه محمدا.

وكانت أم حبيبة بنت أبي سفيان تحب عبد الله ، فكتب رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى النجاشي يخطب أم حبيبة فبعث إليها النجاشي فخطبها لرسول الله (صلى الله عليه واله) فأجابته فزوجها منه وأصدقها أربعمائة دينار وساقها عن رسول الله (صلى الله عليه واله) وبعث إليها بثياب وطيب كثير وجهزها وبعثها إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وبعث إليه بمارية القبطية أم إبراهيم وبعث إليه بثياب وطيب وفرس وبعث ثلاثين رجلا من القسيسين فقال لهم ، انظروا إلى كلامه ومقعده وإلى مطعمه ومشربه ومصلاه.

فلما وافوا المدينة دعاهم رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى الإسلام وقرأ عليهم القرآن : {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} [المائدة : 110].

فلما سمعوا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه واله) بكوا وآمنوا ورجعوا إلى النجاشي فاخبروه خبر رسول الله (صلى الله عليه واله) وقرأوا عليه ما قرأ عليهم فبكى النجاشي وبكى القسيسون وأسلم النجاشي ولم يظهر للحبشة إسلامه وخافهم على نفسه فخرج من بلاد الحبيشة إلى النبي (صلى الله عليه واله) فلما عبر البحر توفي فأنزل الله : {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ} [المائدة : 82]... {وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ } [المائدة : 85].

أقول : رواه بهذا المضمون مع اختلاف في بعض المفردات جمع كثير من المؤرخين والرواة وأصحاب السير.

وذكرنا أن الظاهر من الآية العموم ولا تختص بالنجاشي وقومه وتقدم ما يرتبط بذلك ، فراجع.

 

 

 

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.