الوقود الأحفوري والمناخ

كانت نسبة ثاني أكسيد الكربون في توازن مستمر مع نسبة الأكسجين في الهواء حيث تقوم النباتات الخضراء بعمليات التمثيل الكلوروفيل واستهلاك ثاني أكسيد الكربون وإخراج الأكسجين اللازم لاستمرار الحياة كجزء مما سخره الله للإنسان في هذا الكون ثم اكتشف الانسان الوقود الأحفوري وبدأ في حرقه وأخذت نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو في التزايد إلى أن تضاعفت مرات ومرات في كثير من المناطق الصناعية. وأخيرا ظهر للعالم خطورة تزايد ثاني أكسيد الكربون في جو الأرض حيث يؤدى إلى ارتفاع مستمر في درجة حرارة الجو المحيط  بالكرة الأرضية لأنه يمنع خروج الإشعاعات الشمسية مرة أخرى إلى  الفضاء الخارجي . وما يحدث شبيه  بفكرة البيت الزجاجي الذي تستزرع فيه النباتات في الأجواء الباردة نتيجة لاحتفاظه بالحرارة .

فارتفاع درجة الحرارة يتسبب في ظاهرتين خطيرتين هما زيادة رقعة الصحراء باتجاهي الشمال والجنوب وذوبان الثلوج بما يؤدى إلى ارتفاع منسوب المحيطات . والظاهرتان تسيران معا ويدا بيد ولكن في بطء شديد. أما زيادة رقعة الصحراء باتجاهي الشمال والجنوب فيحول المناطق ذات المناخ المعتدل إلى شبه استوائية . في حين أن المناخات الباردة في الشمال والجنوب تصبح معتدلة وبالتالي تزيح الأرض الزراعية شمالاً وجنوباً وتضيق مساحة الأرض المنزرعة ويضطر الناس إلى الهجرة مما يؤدى إلى آثار اجتماعية واقتصادية وسياسية متباينة .