أسس المكافحة الكيميائية للاكاروسات Chemical Control Principles of Acari |
2374
10:49 صباحاً
التاريخ: 4-7-2021
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-9-2019
1751
التاريخ: 19-7-2021
2188
التاريخ: 3-4-2022
2194
التاريخ: 23-6-2021
2238
|
مقدمة Introduction
بالرغم من الدعوات المستمرة لتجنب استخدام المبيدات في مكافحة الآفات المختلفة لما لها من آثار ضارة على البيئة والصحة العامة والدعوة إلى استخدام البدائل الأقل ضررا على عناصر البيئة المختلفة والتي تسعى الدول والمنظمات الدولية ذات العلاقة إلى الترويج لها وتقديم الدعم والتسهيلات اللازمة لتنفيذها، وخاصة المكافحة الحيوية، إلا إننا نرى أن هناك تزايدا مستمرا في مبيعات الشركات المنتجة للمبيدات مما يشير إلى أن المبيدات لازالت صاحبة الحظ الأوفر في مكافحة الآفات المختلفة على مستوى العالم.
إزاء هذا الواقع الصعب والمؤلم يجب علينا وطالما كانت المبيدات شر لابد منه أن نتعامل مع هذه المواد بطريقة تضمن تحقيق المكافحة الناجحة للآفة المستهدفة بطريقة لا تؤثر أو لا تشكل ضغطا على عناصر البيئية المختلفة بحيث تؤدي إلى حدوث خلل أو مشاكل بيئية حقيقية. ولتحقيق هذا الهدف لابد من وضع أسس للاستخدام الأمثل للمبيدات ومحاولة نشرها بين القائمين والمهتمين في عمليات مكافحة الآفات الزراعية.
أسس المكافحة الكيميائية للاكاروسات Chemical Control Principles of Acari
1- ضرورة النظر إلى طبيعة المشكلة الأكاروسية من ناحية النظام البيئي المتكامل وليس كأجزاء منفصلة، حيث أن النوع الأكاروسي الضار قد يكون له دور أو وظائف بيئية مفيدة منظورة أو غير منظورة، لذلك فان التفكير بإبادته مسألة تحتاج إلى تفكير عميق، كما أن معرفة وظائفه المفيدة تتطلب دراسة النظام البيئي للاكاروسات والكائنات الحية بصورة عامة، فضلا عن العوامل البيئية الأخرى من ظروف حيوية وعلاقة مكونات النظام البيئي مع بعضها ومدى تأثرها بالعوامل الأخرى.
2- تحديد اقتصاديات عملية الإنتاج الزراعي والمكافحة: إن عملية المكافحة هي عملية اقتصادية بحتة ومن الضروري أن تكون لدينا القدرة على تحديد عائدات عملية الاستثمار في المكافحة أي معرفة أن كل 1000 دينار يصرف في عملية المكافحة سيعود على المزارع ب 2000 أو 3000 دينار، هذه العملية تتطلب منا تحديد قيمة الحد الاقتصادي الحرج لكل نوع من أنواع الأكاروسات الضارة على عوائله الغذائية ومن ثم توجيه العناية للمحافظة على أعداد الأكاروسات إلى ما دون هذا المستوى. كذلك فان على القائم بعملية المكافحة أن يعرف أن الضرر الذي يسببه نوع معين من الأكاروس قد لا يصل إلى مستوى الخسارة الاقتصادية وان نسبة معينة من الضرر قد تكون مفيدة لأنها تشكل حافزا للنبات لمزيد من النمو.
3- استخدام المبيدات المتخصصة: إن حماية الكائنات غير المستهدفة بعملية المكافحة وخاصة الأعداء الحيوية يتطلب استخدام المبيدات المتخصصة أو استخدامها بطريقة تقلل من خطورتها على الأعداء الحيوية ويمكن تحقيق ذلك من خلال ما يلي:
أ– استخدام المبيد في بيئة تختلف عن البيئة التي يوجد فيها الأكاروس فمثلا لمكافحة الحلم الأحمر ذو البقعتين على الأجزاء الخضرية يمكن إضافة مبيد اکاروسي جهازي إلى التربة حيث يمتصه النبات ليؤثر مباشرة على الحلم الأحمر الذي يمتص العصارة النباتية ولكنه في الوقت نفسه لا يؤثر على الأعداء الحيوية للحلم.
ب- المبيدات المتخصصة فسيولوجيا: ويعد هذا التخصص من أرقى أنواع التخصص في المبيدات ومن الأمثلة على ذلك هو تغليف جزئيات المبيد بمادة ال Zein هذه المادة تذوب بالانزيمات الهاضمة للأنسجة النباتية وهي الانزيمات نفسها الموجودة في الأكاروسات والحشرات نباتية التغذية ولكنها لا تذوب بفعل الانزيمات الهاضمة للحوم وهي الانزيمات نفسها الموجودة في المفترسات الأكاروسية والحشرية لذلك فان تناول الأعداء الحيوية للمبيد المعامل بمادة ال Zein لا يؤثر عليها حيث تطرحه خارجا من جهازها الإخراجي، أما عند تناول هذا المبيد من قبل الآفات الأكاروسية والحشرية فان مادة ال Zein تذوب بفعل الانزيمات ويتحرر منها المبيد ليحدث تأثيره السام عليها.
ج- استخدام المبيدات بتراكيز منخفضة لا تؤثر على الأعداء الحيوية ومكونات البيئة الأخرى ولكنها تؤثر على الآفة المستهدفة.
4- الإلمام التام بعلم المبيدات: من الضروري جدا معرفة الخواص الكيميائية والفيزيائية والتطبيقية للمبيدات من حيث درجة تخصصها وفترة بقائها في البيئة ودرجة سميتها للإنسان والحيوان وطريقة تأثيرها وتأييضها في البيئة وكذلك معرفة الأطوار الحساسة من الآفة أو الأكاروس للمبيد وعلاقة ذلك بالعائل الغذائي وضرورة الالتزام بالتعليمات المثبتة على عبوة المبيد فيما يتعلق بالتركيز وإجراءات السلامة عند التخزين والاستخدام وكل ما يتعلق بهذه المركبات لأن مثل هذه المعرفة تجنبنا الكثير من الأخطاء التي قد تؤدي إلى فشل عملية المكافحة.
5- مستوى المكافحة المطلوب: إن حماية البيئة والمحافظة على الأعداء الحيوية يتطلب التخلي عن مبدأ الإبادة وضرورة ترك نسبة غير ذات أهمية اقتصاديا من الآفة في الحقل لضمان بقاء الأعداء الحيوية التي تتغذى عليها.
6- توقيت عملية المكافحة واستهداف الآفة: إن نجاح عملية المكافحة يعتمد على التوقيت المناسب لعملية المكافحة وتوجيه عملية الرش إلى الجزء أو المكان الذي توجد به الآفة أو أحد أطوارها الحساسة للمبيد.
7- التأثيرات الإيجابية لبعض المبيدات في الأكاروسات: أظهرت العديد من الدراسات أن لبعض المبيدات الحشرية والفطرية تأثيرات إيجابية في أنواع معينة من الأكاروسات إذ أدت إلى زيادة أعدادها نتيجة زيادة فترة حياة الأنثى وزيادة خصوبتها منها الد.د.ت والسيفن ومركبات النحاس والخارصين وكبريتات المنغنيز والثيرام.
8- مصادر عودة الإصابة وبرامج الرش: من الضروري معرفة وتحديد مصدر الإصابة في الحقل لتحقيق مكافحة فعالة وناجحة وقد وجد أن هناك مصدران لعودة الإصابة بعد استعمال المبيد هما:
أ- تكاثر أفراد الحلم التي أخطأها الرش: وهو المصدر الأكثر أهمية لاسيما في حالة الأنواع المتخصصة مثل الحلمة الأوربية الحمراء وحلمة الحمضيات الحمراء حيث وجد أن نسبة عودة الإصابة بهذه الأنواع كانت ذات علاقة طردية مع عدد أفراد الحلم التي نجت من الرش، خاصة وأن نسبة كبيرة من أفراد الحلم تعيش في أماكن محمية يصعب وصول المبيد إليها.
ب- الانتقال من العوائل غير المعاملة داخل أو خارج الحقل: يحدث أحيانا أن يتواجد الأكاروس على نباتات أو عوائل غير اقتصادية موجودة داخل أو خارج الحقل لا يتم رشها في برنامج المكافحة والتي تشكل مصدرة لعودة الإصابة.
9- ضمان وصول المبيد إلى الهدف: إن عملية الرش بالتركيز والتوقيت المناسبين قد لا تكفي دائما لتحقيق مكافحة ناجحة إذ من الضروري توزيع المبيد ونشره للوصول إلى الأطوار المختلفة للحلم لتحقيق المكافحة الناجحة حيث أن أغلب أنواع الحلم تعيش وتتغذى على السطح السفلي للأوراق، كما أن أنواع الحلم رباعي الأرجل تعيش في أماكن محمية جيدا كالأورام والانتفاخات التي تصنعها، أو في داخل البراعم، مما يجعل من عملية وصول المبيد إليها عملية صعبة خاصة مع النباتات الواطئة مثل الشليك، لذلك من الضروري البحث عن المبيدات ذات الضغط البخاري العالي أو التركيز خلال عمليات الرش على السطح السفلي للأوراق لضمان وصول المبيد إلى الهدف ونجاح عملية المكافحة.
10- الظروف الجوية: غالبا ما تحدد الظروف الجوية قبل وبعد استعمال المبيد نجاح أو فشل عملية المكافحة وذلك لأن للظروف الجوية تأثيرات في العديد من العوامل التي تحكم العلاقة بين الأكاروس والنبات العائل والمبيد وكما يلي:
أ- للظروف الجوية تأثير في سرعة تلاشي واختفاء المبيد من على السطوح المعاملة مما يتطلب إعادة عملية الرش.
ب- إن الظروف الجوية المناسبة تشجع الأكاروس على التجول على النبات وتركه لأماكنه المحمية لذلك فان الرش في مثل هذه الظروف يساعد كثيرا في تحقيق مكافحة جيدة وفعالة.
ج- تلعب الظروف الجوية المتطرفة دورا مهما في خفض أعداد الأكاروسات وهي مسألة مهمة لتقرير تنفيذ عملية المكافحة أم الاعتماد على الظروف الجوية كأداة مكافحة.
د- إن الظروف الجوية المناسبة تشجع النبات على زيادة النمو وتفتح الأوراق ونضوج الثمار.
إن فهم هذه العلاقات يساعد كثيرا في اتخاذ قرار المكافحة وتحديد مستوى المكافحة المطلوب.
إن اعتماد الأسس السابق ذكرها في عمليات المكافحة باستخدام المبيدات يمكن أن يقودنا إلى ترشيد استخدام هذه السموم ونشرها في البيئة، خاصة وأن هذه السموم أدت إلى ظهور العديد من المشاكل التي سنأتي إلى ذكرها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|