يعود تاريخ دخول الاذاعة إلى العراق إلى الربع الاول من القرن العشرين ، وكانت البداية عبر مجموعة من المبادرات غير الحكومية وجهود بعض الافراد والشركات التي سعت إلى إدخال المذياع اولاً إلى بغداد على وجه التحديد قبل ان تظهر المحاولات المنظمة الاخرى والرسمية لإدخال الإذاعة إلى العراق ، وفي مطلع عام 1982 اجرى صاحب شركة الدخان العراقية مسابقة لمستهلكي منتجات شركته من السكائر كانت قيمة الجائزة الاولى للفائز هي عبارة عن جهاز راديو ، والجائزة تلك مثلت البداية الفعلية لدخول الراديو إلى العراق وبغداد على الخصوص وجرى بعد ذلك تنظيم عمليات لاستيراد اجهزة المذياع لإدخالها إلى العراق بعد تزايد الطلب عليه في بعض المقاهي الكبرى في بغداد جراء اتساع الرغبة الجماهيرية للاستماع إليه وما يمكن ان يقدمه من معلومات وخدمات ، كما انشأت محطات إذاعية سلكية عبر وضع راديو كبير الحجم في المقاهي وربطه مع سماعة الهاتف الموجود في المقهى لإذاعة تلاوات القرآن وسماع الاغاني وغيرها من البرامج ، وكانت البداية قد انطلقت من منظمة البارودية في حي الفضل ببغداد عندما قام صاحب إحدى المقاهي بإنشاء أول محطة إذاعية سلكية في العام 1932 ثم توالت التجارب المماثلة في مناطق اخرى من العاصمة بغداد حتى ان صاحب إحدى المقاهي قام بتطوير التجربة عبر انشاء غرفة للبث الاذاعي جمع فيها المقام العراقي, وفي اوقات لاحقة كان يستضيف مجموعة من مقرئي القران الكريم ليقدموا التلاوات ، وكانت الإذاعات السلكية في الفترة تلك تعمل بحرية تامة في ظل غياب القوانين التي تنظم أو تمنع العمل الإذاعي في العراق ، وفي الثاني والعشرين من حزيران من العام 1932 باشرت الحكومة أول تجربة إذاعية بالبث صباحا وأشارت الإذاعة إلى أنيا تسعى إلى تلقي الملاحظات بشان البث وقوته لغرض تقويم الأداء ، وأشارت في برامجها إلى أنها ستقوم بنقل كمية الملك أثناء افتتاحه  للمعرض التجاري والصناعي في بغداد ، وبموجب التاريخ ذلك يشير المؤرخون إلى اعتباره أول يوم للبث الاذاعي في العراق ، وفي الاول من نيسان من العام 1932 قام الملك فيصل الاول بافتتاح المعرض التجاري الصناعي بحضور شخصيات عامة عراقية واجنبية ، بعد ذلك قامت الإذاعة ببث عدد من المحاضرات والقصائد كان الابرز بينها للشاعر جميل صدقي الزهاوي .