أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2014
3454
التاريخ: 4-12-2015
7983
التاريخ: 2024-10-09
279
التاريخ: 31-3-2016
2558
|
قال تعالى : {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ..} [البقرة : 247]
تتحدث هذه القصة ، عن حفنة من كبار اليهود الذين نقضوا عهود الله (كما هو دأبهم طوال التاريخ) ، فانقتم الله منهم ، بأن سلط عليهم جبابرة شردوهم من ديارهم ، وسبوا ذراريهم ، واذلوهم كل الاذلال.
هذه الحنفة من كبار اليهود ـ نتيجة لا ستذلال الجبابرة لطائفتهم ـ طلبوا من (نبي) بعثه الله في زمان أعقب وفاة موسى عليه السلام ،... طلبوا من هذا النبي أن يبعث الله لهم قائدا عسكريا ينتشلهم من الحياة المهينة التي يحيونها.
وقد اجابت السماء دعوة النبي المذكور ، تفضلا منها ومنه... وكان القائد هو (طالوت).
غير أن السماء (وهي اعرف بواقع هذه النفوس الذليلة) بعثت اليهم ـ على نحو الاختبار ـ القائد المذكور ، وفق خصائص معينة تتطلبها طبيعة المعركة التي سيخوضها ،.. لكنها لا تتفق مع التطلعات والاحلام المريضة لليهود.
لقد اعترض الاسرائيليون على النبي المذكور ، في أنتقاء هذا القائد ، محتجين : بانه لم ينحدر من اسرة عسكرية أو أسرة دينية : علما بأن القيادة العسكرية والدينية كانت عهدئذ منحصرة في بيتين من بيوتاتهم ، بينما جاء القائد العسكري الجديد من بيت ثالث… ومن هنا جاء اعتراضهم على الشخصية المذكورة.
مضافا لذلك : تقدم اليهود باعتراض آخر على القائد العسكري ، محتجين على ذلك بأنه : شخصية فقيرة لا تملك أموالا ضخمة...
وطبيعي ، ان مثل هذه الاعتراضات تحملنا على الاقتناع بان هؤلاء الاذلاء ، لا يستحقون أية عناية تذكر : ما داموا حائمين على نفس التطلعات والاحلام المريضة التي غلفت شخصياتهم منذ ان دبوا على هذه الأرض.
ومع ذلك ، فإن نبيهم أبدى مرونة ملحوظة حيال هذا الاعتراض. وقال لهم : ان الله عوض عن فقر القائد وعدم انتسابه للأسر التي توارثت قيادة الجيش ،... عوضه عن ذلك ، بسعة في العلم ، وبطولة في الجسم... وهما من ابزر مميزات القائد العسكري.
وخضع اليهود للأمر الواقع.
لكنهم مع ذلك ، بدأوا يشككون في الأمر ،... فطلبوا من نبيهم آية أودليلا حسيا على صدق ادعاءه باختيار طالوت.
وحينئذ اجابهم النبي بان دليل ذلك : هو (التابوت) الذي كان الله قد أنزله على أم موسى عليه السلام ، فوضعت إبنها فيه. ولما توفي موسى ، وضع فيه الألواح ، والدرع ، وجملة من آثار النبوة.
وكان التابوت المذكور ـ نقلا عن النصوص المفسرة ـ يستفتح اليهود به على عدوهم. وحين أمعن اليهود في سلوكهم المتمرد ، أننتزع التابوت منهم. ثم ، اعيد إليهم مع (طالوت) ، حتى يكون دليلا على صدق ادعاء النبي لهم : في اختيار هذا القائد العسكري.
ولما رأى الاسرائيليون هذه الآية أو الدليل حسيا ، اقتنعوا بذلك ، وانقادوا لطالوت : القائد العسكري الجديد الذي طلبوه ، حتى يحررهم من أسر العبودية ، والتشريد ، والسبي.
لكن اليهود ، للمرة الثالثة ، امعنوا في الغواية ، حينما تمردوا على طالوت ذاته. وذلك :
عندما جهز جيشا لمقاتلة (جالوت) ـ وهو : الشخصية التي استعبدت اليهود واذلتهم ـ.
وكان طالوت : قد أمرهم بناء على أوامر السماء ألا يشربوا من نهر معين خلال عملية زحف الجيش ، إلا تناول الماء غرفة واحدة... وذلك : لمصلحة إرتأتها السماء. وهدفها هو : اختبار اليهود في مدى التزامهم أو تمردهم.
لكن الغالبية منهم ـ في ضوء هذه التجربة ـ تمردت على أوامر طالوت ، إلا فئة قليلة. وكان ذلك ، عندما وصلوا الى النهر ، حيث قال المتمردون : لا طاقة لنا بجالوت وجنوده. اما الفئة القليلة ، فقالت : ان النصر من عند الله.
وبالفعل : بدأ القتال ،... وانتهى بالنصر ، حيث قتل جالوت.
وقد تم قتل جالوت على يد (داود) الذي اختير لهذه المهمة ، حينما ألبسه طالوت ـ نقلا عن النصوص المفسرة ـ درع موسى : على تفصيلات نذكرها في حينه.
هذا هو ملخص القصة التي نحن في صددها.
ويعنينا من هذا التلخيص ، أن نقف على الخطوط العامة للاحداث والشخصيات والمواقف ،... حتى نتبين مفصلا طبيعة الصياغة الفنية لها... ، فضلا عما انطوت عليه من دلالات فكرية ، تستهدفها القصة : عبر سردها لهذه الوقائع.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|