أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-27
1095
التاريخ: 30-05-2015
1803
التاريخ: 4-12-2015
6054
التاريخ: 4-1-2016
3210
|
قد ورد في بعض النصوص أن علياً (عليه السلام) مع النبي (صلى الله
عليه وآله وسلم) من أوان الصباوة ويتعلم منه ( صلى الله عليه وآله وسلم) فضائل
الأخلاق وشرايع الاحكام . وكان (عليه السلام) يرى نور الوحي ويشمّ رائحة النبوة
حين نزول الوحي .
وقد روى السيد الرضي في نهج البلاغة بسنده عن علي (عليه
السلام) رواية تتضمن هذا المعنى . وإليك نصّ بعض فقراتها :
قال (عليه السلام) : " وقد علمتم موضعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة . وضعني في حجره وأنا ولد يَضُمُّني
الى صدره .... ولقد قرن الله به (صلى الله عليه و آله وسلم) من لدن أن كان فطيماً أعظم مَلَكٍ من ملائكته ، يَسلُكُ به طريقَ المَكارم ، ومحاسنَ أخلاق العالم ، ليله ونهاره ولقد كُنتُ اتبعه اتباع الفصيل إثر أمه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به ... ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء ، فأراه ، ولا يراه غيري ... أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة .
ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل
الوحي عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) . فقلتُ :
يا رسول الله ما هذه الرًّنّة ؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : هذا الشيطان قد أيِس من عبادته . إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى ، إلا أنك لست بنبي ، ولكنك لوزيرُ ، وإنك لعلي خير " (1).
قوله : " كان فطيماً " أي
حينما انفصل عن أمه ، وقوله : " الفَصيل " أي ولد الناقة . وقوله
: " يرفع لي في كل يوم من أخلاقه
عَلماً " ؛ أي يكشف ويُبرز من أخلاقه
فضلاً ظاهراً ومنقبة بينة . قوله : " رنة الشيطان " أي صيحة الشيطان
وأنينه وفزعه .
ولا يخفى أن قوله (صلى الله عليه
وآله وسلم) : " إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى " بلحاظ رؤية أمير المؤمنين
(عليه السلام) نور الوحي وسماعه رنّة الشيطان ، كما جاءَ في كلامه المزبور قبل ما
نقله عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولأنه كان (عليه السلام) يسمع نداء
الغيب بطريق الالهام ، بل لابد من حمله على ذلك ، حتى لا ينافي ما رواه الصدوق عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الفرق بينه وبين علي (عليه السلام) بقوله (صلى
الله عليه وآله وسلم) : " أعطاني الوحي وأعطاه الالهام " (2) ، كما سبق نقله آنفاً .
والحاصل : أن إطلاق الخبر المزبور - المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله
وسلم) في نهج البلاغة - قابل للتفييد بما رواه الصدوق عنه (صلى الله عليه وآله
وسلم) في الخصال .
والنتيجة : أن علياً (عليه السلام)
إنما كان يرى ما رآه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمشاهدته نور الوحي حينما
كان نزول الوحي بغير واسطة جبرئيل . وكان (عليه السلام) يسمع ما سمعه النبي (صلى
الله عليه واله وسلم) بسماعه رنة الشيطان حين نزول الوحي وبسماعه جميع ما نزل من
الوحي بطريق الالهام ، لا بواسطة جبرئيل . وإن شئت فقل : كان (عليه السلام) يسمعه
بلا واسطة ، بإخطار في القلب وإلقاء في الرَّوع .
وقد سبق الكلام في لفظ القرآن ومادّة
اشتقاقه وأساميه في الحلقة الأولى ، فلا نعيد .
والغرض ها هنا الكلام إجمالاً في
حقيقة القرآن وماهيته قبل نزوله في قالب اللفظ العربي .
__________________
1. نهج البلاغة / الخطبة 192 ، المسمّاة الخطبة القاصعة : ص 300-301 .
2. الخصال : ص 293 ، ح57 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
جمعية العميد تناقش التحضيرات النهائية لمؤتمر العميد الدولي السابع
|
|
|