الكل في أيامنا هذه منشغل ، فالأهل يعملون والاولاد والمراهقون منشغلون بعشرات النشاطات. يمكن لإبقاء قنوات التواصل مفتوحة ان يشكّل تحدياً حتى وإن كان الأطفال لا يزالون صغاراً. وتصبح العملية أكثر تعقيداً عندما يغادرون المنزل لكنها لا تفقد من أهميتها.

وفيما يتجه ابنك نحو مزيد من الاستقلالية ، يمكنكِ ان تجدي سبلاً عديدة لتنقلي إليه الحب والاهتمام والتشجيع ، سواء أكان لا يزال يعيش في المنزل أو انتقل ليعيش وحده. إليك بعض الاقتراحات :

• اطّلعي على التقنيات الحديثة. تعلّمي إرسال الرسائل النصية عبر الهاتف والرسائل الالكترونية وغيرها من الملاحظات السريعة...

• ارسلي رسالة أو بطاقة. لا تزال بطاقات التهنئة القديمة الطراز رائعة ويمكن تعليقها على لوح أو وضعها في درج للعودة إليها لاحقاً.

• اجعلي الاتصالات الهاتفية سهلة. فكري في الحصول على هاتف خلوي ليكون التواصل أسهل. يمكنك حتى أن تزوّدي ابنك ببطاقة مسبقة الدفع لتشجعيه على الاتصال.

• خططي لزيارة. قد لا يملك ابنك الوقت أو المال ليعود إلى المنزل غالباً وسيقدّر زيارة منك. استخدمي حس المنطق لديك ؛ يمكن الاستمتاع أكثر بالزيارة عندما تدركين أن ابنك لديه التزامات واهتمامات خاصة.

• ارسلي طرداً يعكس اهتمامك. إذا كان ابنك يعيش بعيداً عن المنزل ، فسيقدّر بشدة طرداً ترسلينه يحتوي على مأكولات او كتب أو صور أو تذكارات صغيرة.

تكمن إحدى مفارقات تربية الصبي في أنك قد تفتقدينه أكثر فيما هو يتعلم أن يحب حريته. من المغري أن تتصلي به أو تزورينه غالباً ، لكن الشبان ينظرون الى الاهتمام المفرط على انه تطفل ، ولن تتحسن علاقتكما اذا جعلت ابنك يشعر بالذنب لأنه لم يعد بحاجة إليك. احتفي بقدرة ابنك على أن ينجح وحده ؛ احترمي حاجته للخصوصية والاستقلالية. تذكّري أن تمارسي ببساطة الكياسة واللياقة. سيرحّب ابنك بالاتصالات والزيارات أكثر عندما تكونين حساسة وتدركين حاجاته.

يتطلّب البقاء على تواصل مع ابنك فيما هو ينضج إيجاد توازن معين. عليك أن تفسحي له المجال كي يفرد جناحيه من دون أن تنسي أن تبيني له أنك تهتمين لأمره. ستساعدك حكمتك الداخلية ومعرفتك بابنك على أن تعرفي متى تبقين قريبة منه ومتى تتراجعين قليلاً لتدعيه يختبر العالم بنفسه.