أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-05-2015
1078
التاريخ: 26-05-2015
1416
التاريخ: 26-05-2015
1295
التاريخ: 26-05-2015
9208
|
إنّ موقف أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام) من خروج زيد كان إيجابياً، وكانوا يرون أنّ خروجه وجهاده جاء وفقاً للكتاب والسنّة، بمعنى أنّ الخروج حينذاك لم يكن تكليفاً إلزاميّاً على الإمام ولا على غيره، ولكنّه لو خرج مسلم لإزالة الطغاة عن منصّة الحكم، وتقويض الظلم والفساد، من دون أن يدعو إلى نفسه، كان على المسلمين عونه ونصرته، وإجابة دعوته.
وكان خروج زيد على هذا الخطّ الّذي رسمناه، وهذا ما يُستفاد من الروايات المستفيضة، وإليك بعضها:
1 ـ لمّا بلغ قتل زيد إلى الإمام الصادق (عليه السّلام) قال: (( إنّا لله وإنّا إليه راجعون، عند الله أحتسب عمّي، إنّه كان نِعم العمّ. إنّ عمّي كان رجلاً لدنيانا وآخرتنا، مضى والله شهيداً كشهداء استشهدوا مع رسول الله وعليّ والحسين صلوات الله عليهم)).(1)
2 ـ وقال أيضاً في حديث: (( إنّ الباكي على زيد فمعه في الجنّة، فأمّا الشامت فشريك في دمه)).(2)
3 ـ وقال الشيخ المفيد: لمّا قُتل زيد، بَلغ ذلك من أبي عبد الله (عليه السّلام) كلّ مبلغ، وحزن له حزناً عظيماً حتّى بان عليه، وفرّق من ماله في عيال من أُصيب معه من أصحابه ألف دينار، روى ذلك أبو خالد الواسطي، قال: سلّم إليّ أبو عبد الله (عليه السّلام) ألف دينار، أمرني أن أُقسّمها في عيال من أصيب مع زيد، فأصاب عيال عبد الله بن الزبير أخي فضيل الرسان أربعة دنانير.(3)
4 ـ روى الصدوق، عن عبد الله بن سيابة، أنّه أتى رسول بسّام الصيرفي بكتاب فيه: أمّا بعد، فإنّ زيد بن عليّ قد خرج يوم الأربعاء غرّة صفر، ومكث الأربعاء والخميس وقُتل يوم الجمعة، وقُتل معه فلان وفلان، فدخلنا على الصادق (عليه السّلام) فدفعنا إليه الكتاب، فقرأه وبكى، ثُمَّ قال: (( إنّا لله وإنّا إليه راجعون. عند الله أحتسب عمّي، إنّه نِعم العمّ، إنّ عمّي كان رجلاً لدنيانا وآخرتنا ...)) إلى آخر ما مرّ في الحديث الأوّل.(4)
5 ـ روى الكشّي في ترجمة السيّد الحميريّ، عن فضيل الرسان، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السّلام) بعدما قُتل زيد بن عليّ (عليه السّلام) فادخلت بيتاً في جوف بيت، وقال لي: ((يا فضيل، قُتل عمّي زيد بن عليّ؟)).
قلت: نعم جُعلت فداك، فقال: ((رحمه الله، أمَا إنّه كان مؤمناً، وكان عارفاً، وكان عالماً، وكان صدوقاً، أمَا إنّه لو ظفر لوفى،أمَا إنّه لو ملك لعرف كيف يضعها))، قلت: يا سيدي ألا أنشدك شعراً؟، قال: (أمهل)، ثُمَّ أمر بستور فسدلت، وبأبواب فتحت. ثُمَّ قال: أنشد.
فأنشدته:
لأُمّ عمرو باللّوى مربع = طامسة أعلامه بلقع (5)
هذه نماذج ممّا ورد عن أئمّة أهل البيت حول جهاد زيد واستشهاده، ولو ضُمّت إليها ما ورد عنهم من المدائح حال حياته وقبل ميلاده؛ ممّا تقدّم، لما بقي شكّ في أنّ ثائر أهل البيت كان رجلاً مثاليّاً، مُتّقياً، عادلاً، مخالفاً لهواه، لا يهمّه سوى تجسيد الإسلام بين الورى، وتبديد هياكل الظلم والطغيان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عيون أخبار الرضا: 1/252، الباب 25، الحديث 6.
(2) بحار الأنوار: 46/193، الحديث 63.
(3) الإرشاد: 269، الباب 175، حياة الإمام عليّ بن الحسين (عليه السّلام).
(4) عيون أخبار الرضا: 1/249، الباب 25.
(5) رجال الكشّي: 242، برقم 133.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|