أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-12-2016
1926
التاريخ: 10-6-2021
2258
التاريخ: 26-6-2019
1747
التاريخ: 24-7-2019
1743
|
الإسراء والمعراج في اليقظة أو في المنام؟!
يرى البعض : أن الإسراء قد كان بالروح فقط ، في عالم الرؤيا ، ويحتجون بما عن عائشة : ما فقدت جسد رسول الله «صلى الله عليه وآله» (1).
وعن معاوية : إنها رؤيا صالحة (2).
وحكي مثل ذلك عن الحسن البصري.
ولكن الصحيح هو ما ذهب إليه الإمامية ومعظم المسلمين من أن الإسراء إنما كان بالروح والجسد معا.
أما المعراج فذهب الأكثر إلى أنه كان بالروح والجسد وهو الصحيح أيضا.
ونحن نشير هنا إلى ما يلي :
أولا : بالنسبة لعائشة ، قال القسطلاني : «وأجيب : بأن عائشة لم تحدث به عن مشاهدة ؛ لأنها لم تكن إذ ذاك زوجا ، ولا في سن من يضبط ، أو لم تكن ولدت بعد ، على الخلاف في الإسراء متى كان» (3).
وأما معاوية فحاله معلوم مما ذكرناه في الجزء الأول : «المدخل لدراسة السيرة».
ثانيا : قال تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)(4) وقال في سورة النجم ـ إذا كانت الآيات ناظرة إلى المعراج ، ويرجع الضمير فيها إلى النبي «صلى الله عليه وآله» لا إلى جبرئيل ـ : (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ، فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى)(5).
فإن لفظ العبد إنما يطلق على الروح والجسد معا ، ولو كان مناما ، لكان قال : بروح عبده ، وإلى روح عبده. كما أن قوله تعالى : (ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى) ظاهر في البصر الحقيقي أيضا (6).
أضف إلى ذلك : أن آية سورة الإسراء ، وآيات سورة النجم واردة في مقام الامتنان.
وفيها ثناء على الله ، وعجيب قدرته ، وذلك لا يحسن ، ولا يتم لمجرد رؤيا رآها النبي «صلى الله عليه وآله» ؛ إذ ربما يرى غير النبي ، وحتى الفاسق الفاجر رؤيا أعظم من ذلك.
هذا بالإضافة إلى أن الرؤيا عند عامة الناس لا تدل على عظيم قدرته تعالى ، إذ ربما تفسر على أنها نوع من الأوهام والخيالات ، فيفوت الغرض المقصود من الإسراء والمعراج ، كما هو ظاهر (7).
ثالثا : إنه لو كان الإسراء مجرد رؤيا صالحة ؛ فلا يبقى فيه إعجاز ؛ ولما أنكره المشركون والمعاندون ، ولما ارتد ناس ممن كان قد أسلم ، كما سنشير إليه.
رابعا : لو كان مجرد رؤيا ، لم يخرج أبو طالب والهاشميون في طلبه «صلى الله عليه وآله».
وكان العباس يناديه حتى أجابه من بعض النواحي ، حسبما ورد في بعض الروايات.
وأما لماذا ينكرون : أن يكون ذلك بالروح والجسد معا ؛ فهو إما لعدم قدرتهم على تعقل ذلك ، أو لأجل الحط من كرامة النبي «صلى الله عليه وآله» كما تقدم في المدخل لدراسة السيرة ، أو لعدم قدرتهم على إقناع الناس بأمر مبهم كهذا.
__________________
(1) تاريخ الخميس ج ١ ص ٣٠٨ ، والمواهب اللدنية ج ٢ ص ٢ ، والبحار ج ١٨ ص ٢٩١ وفي المناقب لابن شهر آشوب ج ١ ص ١٧٧ : أن الجهمية قالت بهذا.
(2) البحار ج ١٨ ص ٢٩١ عن : المقاصد وشرحه ، وراجع تاريخ الخميس ج ١ ص ٣٠٨.
(3) المواهب اللدنية ج ٢ ص ٢.
(4) الآية ١ من سورة الإسراء.
(5) الآيتين ٩ و ١٠ من سورة النجم.
(6) الآية ١٧ من سورة النجم ، راجع هذا الاستدلال في : البحار ج ١٨ ص ٢٨٦ عن الرازي ، والمواهب اللدنية ج ٢ ص ٤ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣٠٨.
(7) راجع : تفسير الميزان ج ١٣ ص ٢٤.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|