المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22

Effects of Carbon Bond Type
13-1-2022
جواز صوم رمضان بنيّة واحدة
17-12-2015
الحكم الأولي
11-9-2016
Radical Chain Mechanism
24-7-2019
معنى كلمة ثوب‌
15-11-2015
استقامة الميرزا مهدي النراقي في طلب العلم
27-11-2016


سبب قتل الأمام الرضا (عليه السلام)  
  
4665   04:23 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج2 : ص80-87.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة /

كان سبب قتل المأمون إيّاه أنه (عليه السلام) كان لا يحابي المأمون في حقّ ويجبه في أكثر أحواله بما يغيظه ويحقده عليه ولا يظهر ذلك له وكان (عليه السلام) يكثر وعظه إذا خلا به ويخوّفه بالله تعالى وكان المأمون يظهر قبول ذلك ويبطن خلافه ؛ ودخل (عليه السلام) يوماً عليه فرآه يتوضّأ للصلاة والغلام يصبّ على يده الماء فقال : لا تشرك يا أمير المؤمنين بعبادة ربّك أحداً فصرف المأمون الغلام وتولّى إتمام وضوئه .

وكان (عليه السلام) يزري على الفضل والحسن ابني سهل عند المأمون إذا ذكرهما ويصف له مساوئهما وينهاه عن الاِصغاء إلى مقالهما فعرفا ذلك منه فجعلا يَخطِبان عليه عند المأمون ويخوفانه من حمل الناس عليه حتّى قلبا رأيه فيه وعزم على قتله فاتّفق أّنه (عليه السلام) أكل هو والمأمون طعاماً فاعتلّ الرضا (عليه السلام) واظهر المأمون تمارضاً فذكر محمد بن عليّ بن أبي حمزة عن منصور بن بشير عن أخيه عبدالله بن بشير قال : أمرني المأمون أن اُطوّل أظفاري عن العادة ولا أظهر لاَحد ذلك ففعلت ثمّ استدعاني وأخرج إليّ شيئاً شبيهاً بالتمر الهنديّ وقال : اعجن هذا بيديك جميعاً ففعلت ؛ ثمّ قام وتركني فدخل على الرضا (عليه السلام) فقال له : ما خبرك؟ قال : أرجو أن أكون صالحاً ؛ فقال له : وأنا اليوم بحمد الله أيضاً صالح فهل جاءك أحدٌ من المترفّقين في هذا اليوم ؟ قال : لا ؛ فغضب المأمون وصاح على غلمانه ثمّ قال : فخذ ماء الرّمان الساعة فإنّه مما لا يُستغنى عنه ثمّ دعاني فقال : إئتنا برمّان فأتيته به فقال لي : أعصره بيديك ففعلت وسقاه المأمون بيده وكان ذلك سبب وفاته ولم يلبث إلاّ يومين حتّى مات .

وروي عن محمد بن الجهم أنّه قال : كان الرضا (عليه السلام) يعجبه العنب فأخذ له شيء منه فعجل في موضع أقماعه الاِبر أيّاماً ثمّ نزعت منه وجيء به إليه فأكل منه وهو في علّته التي ذكرناها فقتله وذكر أنّ ذلك من لطيف السموم .

وروى جماعة كثيرة من أصحابنا عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن أبي الصلت الهرويّ قال : بينا أنا واقفٌ بين يدي الرضا (عليه السلام) إذ قال لي : يا أبا الصلت اُدخل هذه القبّة التي فيها قبر هارون فائتني بترابه من أربعة جوانب ؛ قال : فأتيته به فقال : ناولني هذا التراب وهو من عند الباب فناولته فأخذه وشمّه ثمّ رمى به فقال : سيحفر لي ههنا فتظهر صخرة لو جمع عليها كلّ معول بخراسان لم يتهيّأ قلعها ثمّ قال : في الذي عند الرجل مثل ذلك وفي الذي عند الرأس مثل ذلك ؛ ثم قال : ناولني هذا التراب فهو من تربتي ثمّ قال : سيحفر لي في هذا الموضع فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلى أسفل وأن يشقّ لي ضريحاً فإن أبوا إلاّ أن يلحدوا فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبراً فإنّ الله عزّ وجلّ سيوسّعه لي بما شاء فإذا فعلوا ذلك فإنّك ترى عند رأسي نداوة فتكلّم بالكلام الذي اُعلّمك فإنّه ينبع الماء حتّى يمتلئ اللحد وترى فيه حيتاناً صغاراً ففتّت لها الخبز الذي أعطيك فإنّها تلتقطه فإذا لم يبق منه شيءُ خرجت حوته كبيرة فالتقطت الحيتان الصغار حتّى لا يبقى منها شيءُ ثمّ تغيب فإذا غابت فضع يدك على الماء وتكلّم بالكلام الذي اعلّمك فإنّه ينضب الماء ولا يبقى منه شيء ولا تفعل ذلك إلاّ بحضرة المأمون ؛ ثمّ قال (عليه السلام) : يا أبا الصلت غداً أدخل إلى هذا الفاجر فإن أنا خرجت وأنا مكشوف الرأس فتكلّم اُكلّمك وإن خرجت وأنا مغطّى الرأس فلا تكلّمني ؛ فلمّا أصبحنا من الغد لبس ثيابه وجلس في محرابه ينتظر فبينا هو كذلك إذ دخل عليه غلامُ المأمون فقال له : أجب أمير المؤمنين فلبس نعله ورداءه وقام يمشي وأنا أتبعه حتّى دخل على المأمون وبين يديه طبق عليه عنب وأطباق فاكهة وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه فلمّا بصر بالرضا (عليه السلام) وثب إليه وعانقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه معه وناوله العنقود وقال : يا ابن رسول الله ما رأيت عنباً أحسن من هذا فقال له الرضا (عليه السلام) : ربّما كان عنباً حسناً يكون من الجنّة فقال : كل منه فقال له الرضا (عليه السلام) : تعفيني منه فقال : لابدّ من ذلك وما يمنعك منه لعلّك تتّهمنا بشيء فتناول العنقود وأكل منه ثمّ ناول منه الرضا (عليه السلام) ثلاث حبّاب ثمّ رمى به وقام فقال له المأمون : إلى أين؟ إلى حيث وجّهتني ؛ وخرج (عليه السلام) مغطّى الرأس فلم اُكلّمه حتّى دخل الدار وأمر أن يُغلق الباب فاُغلق ثمّ نام (عليه السلام) على فراشه ومكثت واقفاً في صحن الدار مهموماً محزوناً فبينا أنا كذلك إذ دخل عليّ شابُّ حسن الوجه قطط الشعر أشبه الناس بالرضا (عليه السلام) فبادرت إليه وقلت : من أين دخلت والباب مغلق؟ فقال لي الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق عليّ ؛ فقلت له : ومن أنت؟ فقال لي : أنا حجة الله عليك يا أبا الصلت أنا محمّد بن عليّ ؛ ثمّ مضى نحو أبيه (عليه السلام) فدخل وأمرني بالدخول معه فلمّا نظر إليه الرضا (عليه السلام) وثب إليه فعانقه وضمّه إلى صدره وقبّل ما بين عينيه ثمّ سحبه سحباً في فراشه وأكبّ عليه محمد بن علي يقبله وسارّه بشيء لم أفهمه ورأيت على شفتي الرضا زبداً أشد بياضاً من الثلج ورأيت أبو جعفر يلحسه بلسانه ثمّ أدخل يده بين ثوبيه وصدره فاستخرج منه شيئاً شبيهاً بالعصفور فابتلعه أبو جعفر ومضى الرضا (عليه السلام) ؛ فقال أبو جعفر : قم يا أبا الصلت وائتني بالمغتسل والماء من الخزانة .

فقلت : ما في الخزانه مغتسل ولا ماء ؛ فقال لي : انته إلى ما أمرك به فدخلت الخزانة فإذا فيها مغتسل وماء فأخرجته وشمّرت ثيابي لأغسله معه فقال لي : تنح يا أبا الصلت فإنّ معي من يعينني غيرك .

فغسّله ثمّ قال لي : ادخل الخزانة فأخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه وحنوطه ؛ فدخلت فإذا أنا بالسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ فحملته إليه وكفّنه وصلّى عليه ثم قال : إئتني بالتابوت ؛ فقلت : أمضي إلى النجار حتّى يصلح تابوتاً .

قال : قم فإنّ في الخزانة تابوتاً .

فدخلت الخزانة فوجدت تابوتاً لم أره قطّ فأتيته به فأخذه (عليه السلام) فوضعه في التابوت بعدما صلّى عليه وصفّ قدميه وصلّى ركعتين لم يفرغ منها حتّى علا التابوت وانشقّ السقف فخرج منه التابوت ومضى فقلت : يا ابن رسول الله الساعة يجيئنا المأمون يطالبنا بالرضا فما نصنع؟

فقال لي : أسكت فإنه سيعود يا أبا الصلت ما من نبيّ يموت في المشرق ويموت وصيّه في المغرب إلاّ جمع الله بين أرواحهما وأجسادهما ؛ فما أتم الحديث حتّى انشقّ السقف ونزل التابوت فقام (عليه السلام) واستخرج الرضا (عليه السلام) من التابوت ووضعه على فراشه كأنّه لم يغسّل ولم يكفّن ثمّ قال : يا أبا الصلت قم فافتح الباب للمأمون ؛ ففتحت الباب فإذا المأمون والغلمان بالباب فدخل باكياً حزيناً قد شقّ جيبه ولطم رأسه وهو يقول : يا سيّداه فجعتُ بك يا سيّدي ثمّ دخل وجلس عند رأسه وقال : خذوا في تجهيزه ؛ فأمر بحفر القبر فحفرت الموضع فظهر كل شيء على ما وصفه الرضا (عليه السلام) فقام بعض جلسائه وقال : ألست تزعم أنّه إمام؟ قلت : بلى لا يكون الاِمام إلاّ مقدّم الناس فأمر أن يحفر له في القبلة فقلت : أمرني أن أحفر له سبع مراقي وأن أشقّ له ضريحه فقال : انتهوا إلى ما يأمر به أبو الصلت سوى الضريح ولكن يحفر له ويلحد ؛ فلمّا رأى ما ظهر له من النداوة والحيتان وغير ذلك قال المأمون : لم يزل الرضا (عليه السلام) يرينا العجائب في حياته حتّى أراناها بعد وفاته أيضاً فقال له وزير كان معه : أتدري ما أخبرك به الرضا ؛قال : لا .

قال : أخبركم إنّ ملككم بني العبّاس مع كثرتكم وطول مدّتكم مثل هذه الحيتان حتّى إذا فنيت آجالكم وانقطعت آثاركم وذهبت دولتكم سلّط الله تعالى عليكم رجلاً منّا فأفناكم عن آخركم ؛ قال له : صدقت ثمّ قال : يا أبا الصلت علّمني الكلام الذي تكلمت به .

قلت : والله لقد نسيت الكلام من ساعتي وقد كنت صدقت فأمر بحبسي فحبست سنة فضاق عليّ الحبس وسألت الله أن يفرّج عنّي بحقّ محمد وآله فلم أستتمّ الدعاء حتّى دخل محمد بن علّي الرضا (عليهما السلام) فقال لي : ضاق صدرك يا أبا الصلت؟ فقلت : إي والله.

قال : قم فاخرج ثم ضرب بيده إلى القيود التي كانت عليّ ففكّها وأخذ بيدي وأخرجني من الدار والحرسة والغلمة يرونني فلم يستطيعوا أن يكلّموني وخرجت من باب الدار ثمّ قال لي : إمض في ودائع الله فأنّك لن تصل إليه ولايصل إليك أبداً ؛ قال أبو الصلت : فلم ألتق مع المأمون إلى هذا الوقت .

 

وروي عن إبراهيم بن العبّاس قال : كانت البيعة للرضا (عليه السلام) قال : قم فاخرج ثم ضرب بيده إلى القيود التي كانت عليّ ففكّها وأخذ بيدي وأخرجني من الدار والحرسة والغلمة يرونني فلم يستطيعوا أن يكلّموني وخرجت من باب الدار ثمّ قال لي : إمض في ودائع الله فأنّك لن تصل إليه ولايصل إليك أبداً . قال أبو الصلت : فلم ألتق مع المأمون إلى هذا الوقت.
وروي عن إبراهيم بن العبّاس قال : كانت البيعة للرضا (عليه السلام) لخمس خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين وزوّجه ابنته اُمّ حبيب في أوّل سنة اثنين ومائتين وتوفّي سنة ثلاث ومائتين والمأمون متوجّه إلى العراق .

 

وفي رواية هرثمة بن أعين عن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل : أنّه قال : يا هرثمة هذا أوان رحيلي إلى الله عزّ وجلّ ولحوقي بجدّي وآبائي (عليهم السلام) وقد بلغ الكتاب أجله فقد عزم هذا الطاغي على سمّي في عنب ورمّان مفروك فأمّا العنب فأنّه يغمس السلك في السمّ ويجذبه بالخيط في العنب وأمّا الرمّان فإنّه يطرح السمّ في كفّ بعض غلمانه ويفرك الرمّان بيده ليلطّخ حبّه في ذلك السمّ وإنّه سيدعوني في اليوم المقبل ويقرّب إليّ الرمّان والعنب ويسألني أكلهما فاكلهما ثمّ ينفذ الحكم ويحضر القضاء ؛ ثمّ ساق الحديث بطوله قريباً من حديث أبي الصلت الهرويّ في معناه ويزيد عليه بأشياء وكان للرضا (عليه السلام) من الولد ابنه أبو جعفر محمد بن علي الجواد (عليه السلام) لا غير ولمّا توفّي الرضا (عليه السلام) أنفذ المأمون إلى محمّد بن جعفر الصادق (عليه السلام) وجماعة آل أبي طالب الذين كانوا عنده فلمّا حضروه نعاه إليهم وأظهر حزناً شديداً وتوجّعاً وأراهم إيّاه صحيح الجسد وقال : يعزّ عليّ يا أخي أن أراك بهذه الحال وقد كنت آمل أن أقدم قبلك ولكنّ أبى الله إلاّ ما أراد .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.