المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

التوصيلية الكهربية Electrical conductivity
4-4-2016
العقوبات البدنية
7-8-2022
ملوك كندة
14-11-2016
الإنزيمات في المسارات الأيضية
2023-12-03
روايات التحريف في كتب الحديث
18-11-2014
معنى (الطمس)
19-11-2015


الهيئات العاملة في مجال الطفل  
  
2550   05:32 مساءً   التاريخ: 17-4-2021
المؤلف : عبد التواب يوسف
الكتاب أو المصدر : تنمية ثقافة الطفل
الجزء والصفحة : ص35-39
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5/11/2022 1325
التاريخ: 15-1-2016 18614
التاريخ: 15-1-2023 1372
التاريخ: 5/10/2022 1757

هناك مجتمعات تولي الشباب اهتمامها ، واخرى تبدي الرعاية لمن هم في سن الانتاج ، والعمل ، وثالثة تعنى بمن هم في سن النضج ، بل والمسنين ، وهناك من يركز على الاطفال باعتبارهم المستقبل.. وكل من هذه المجتمعات يقيم مؤسسات للفئة التي يرى أنها أجدر بالاهتمام والرعاية.. وكانت مرحلة الطفولة مغفلة لسنوات طوال ، واكتفى الجميع بتعليم الاطفال ، ثم تطرق البعض الى التربية ، واتجه قليلون نحو تثقيفهم ، واستثمار اجهزة الاعلام ووسائل الثقافة من أجل ذلك.. وانشئت المجالس القومية واللجان العليا ، وايضا مؤسسات وهيئات وجمعيات أهلية لتأدية هذه المهمة الجليلة الشأن ، وكان لذلك اثره في تشكيل رأي عام يساعد الطفولة ، الصامتة ، وارتفعت اصوات عالية على مستوى العالم تتحدث عما يلقاه الاطفال في الكوارث الطبيعية والبشرية ، وعقب الحرب العالمية الثانية قامت هيئة اليونيسف العالمية لكي تنهض برسالتها التي تركزت على الطفولة : صحةً وتعليماً وإعلاماً وثقافة. وقد استطاعت هذه الهيئة أن تعقد قمة الطفولة 1990 م والتي شهدها عدد كبير من رؤساء الدول ..

وعلى مستوى الوطن العربي قام المجلس العربي للطفولة والتنمية ، كما شغلت الطفولة الجانب الاكبر من اهتمام وزراء التربية العرب في اجتماعاتهم ولقاءاتهم ، وايضاً وزراء الصحة ووزراء الشؤون الاجتماعية.. وأصبحت هناك إدارة خاصة بالطفولة في إطار جامعة الدول العربية.. وأبدت المنظمة العربية للثقافة والعلوم اهتماما ملحوظا بالطفولة ، وخاصة ادارة التربية بها ، واصبح للأطفال العرب يوم سنوي ، هو يوم الاثنين الأول من تشرين الأول (اكتوبر) من كل عام.. لكن كل ذلك لم يجعل كل اقطار الوطن العربي تعطي الطفولة نصيبها وحضها من الاهتمام والرعاية.

وفي مصر لقيت الطفولة جانباً كبيراً من التفات الرأي العام متمثلا في التعليم منذ عهد رفاعة الطهطاوي ، وعلي مبارك ، وطه حسين.. كما ان رعاية ملحوظة قد لقيتها الطفولة من وزارة الشؤون الاجتماعية بجانب الصحة.. ومنذ انشئت الاذاعة ولها برامجها للأطفال ، وكذلك التلفزيون.. وهناك أدب للطفل ، شعراً ونثراً ، كتاباً ومجلة ، منذ قرابة القرن من الزمان.. وأنشئ مسرح للعرائس ، ثم آخر للأطفال ، وقدمت لهم أفلام سينمائية من خلال دور العرض.. وبدأت اجهزة حكومية وهيئات أهلية تبدي كل الاهتمام لهذه الشريحة العمرية التي تحتاج الى المزيد من الرعاية.. واعتقد أن هناك الآن تيار رأي عام قوي يساند الطفولة ، خاصة بعد إنشاء المجلس القومي للطفولة والأمومة.

أما الهيئات العاملة في ثقافة الطفل ، فمازالت قليلة الى حد كبير ، وذلك دولياً وعربياً ومصرياً ، ومازالت متناثرة لا تناسق فيما بينها ، ويحدث كثيراً أن تزدوج أعمالها ، وتتكرر على كافة المستويات.

وكان موضوع (ثقافة الطفل) على مستوى الهيئات الدولة طريفاً وغريباً في الوقت نفسه.. كنا إذا لجأنا إلى هيئة اليونسكو المسؤولة عن الثقافة ، قالوا لنا :

ـ آه ، ثقافة الاطفال.. ثقافة الاطفال مسؤولية اليونيسيف.

ونمضي الى اليونيسيف الذي يرعى الطفولة لكي نسأله العون والمساعدة، فيقولون لنا :

ـ آه ثقافة الاطفال.. بما أنها ثقافة ، إذن هي مسؤولية اليونسكو.

كان ذلك على مدى سنوات طويلة هو ما يحدث مع الهيئتين الدوليتين ، ونظنه ما زال حتى اليوم على الرغم من انه في العام الدولي للطفل لقيت جانباً من اهتمام اليونسكو.. وتركزت عناية اليونيسيف وما زالت على قضايا حماية الطفل وصحته وتعليمه ، وامتدت الى حد ما الى ظروفه الاجتماعية ، ثم الى الاعلام ، الا انها لم تقتحم مجال الثقافة بالشكل الذي نرضى عنه ، ونستطيع ان نقول الشيء نفسه عن اليونسكو ، وهي لم تتحمل مسؤوليتها بالكامل تجاه ثقافة الطفل ، وما زالت – ويبدو انها ستظل قضية حائرة بين الطرفين كثمرة طبيعية ، لانتمائها الى طرفين لم يستقل احد منهما بالعمل فيها ، ولم يتم التنسيق بينهما فيما يتعلق بها..

الاجهزة والهيئات والمؤسسات العاملة في ثقافة الاطفال عربيا وقطريا كثيرة ، حتى لو لم تستخدم المصطلح ذاته ، كما انها متعددة الاهتمامات ، وليس من اليسير حصر هذه الاجهزة والهيئات والمؤسسات التي تعمل في ثقافة الطفل – سواء كان عملها مع الاطفال مباشرة ، او مع المسؤولين عنهم – وفي تصور البعض ان كافة العاملين معهم ، اولهم ، وهم مشتغلون بثقافة الطفل بشكل او بآخر.. منهم اساتذة الجامعات ، والمجالس القومية ، وصولا الى مربيات الحضانة.. مروراً بالمعلمين ، ورواد الاندية ، ومشرفي المعسكرات ، وما الى ذلك.. انها قطاعات عريضة تسهم بصورة او بأخرى في عملية تثقيف الاطفال ، ومساعدتهم على تنمية هذه الثقافة.

ولم يُبذل جهد كاف لتدريب اجهزة عاملة متخصصة في ثقافة الطفل. قد ندرب إعلاميين أو اختصاصيين مكتبات او .. او .. أي اننا نعد عاملين في مجالات متفرقة في العمل مع الطفولة ، دون ان تحظى الثقافة عامة بمتخصصين يعطون كافة المجالات ما هي جديرة به من رعاية واهتمام .. وذلك يعود الى تعدد الاجهزة ، وتركيز كل منها على جانب واحد من الجوانب .. حتى انه من الصعب علينا حصرها ، وخاصة انها لا تستخدم المصطلح نفسه. ومن القطاعات التي تحمل العبارة ذاتها :

1- لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الاعلى للثقافة.

2- ثقافة الطفل بالهيئة العامة لقصور الثقافة (مركزياً وعلى مستوى المحافظات(

3- المركز القومي لثقافة الطفل.

4- جمعية ثقافة الاطفال (وجمعيات اهلية اخرى(

وهناك اجهزة تعمل في مجال ثقافة الطفل دون ان تستخدم المصطلح ذاته مثل :

1- قطاع الطلائع بالمجلس الاعلى للشباب والرياضة وادارييه ونواديه.

2- ادارة الاسرة والطفولة بوزارة الشؤون الاجتماعية.

3- هيئة الاستعلامات والنوادي التابعة لها (مركز النيل(

وفي تقديري انه ليس من السهل او اليسير حصرها كلها.. وهناك الاجهزة التي تغطي عنصرا واحدا من عناصر الثقافة ، وهذه ايضاً كثيرة وعديدة بقدر تعدد عناصر الثقافة.. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.