المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
لا عبادة كل تفكر
2024-04-27
معنى التدليس
2024-04-27
معنى زحزحه
2024-04-27
شر البخل
2024-04-27
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


منهج الإسلام في علاج النشوز والوقاية منه  
  
4057   03:08 مساءً   التاريخ: 14-4-2021
المؤلف : هالة محمد شاكر رعد
الكتاب أو المصدر : نشوز المرأة بين الشريعة والقانون
الجزء والصفحة : ص81-92
القسم : القانون / القانون الخاص / قانون الاحوال الشخصية /

الإسلام دين عظيم يؤكد في كل تشريعاته و مبادئه أنه من عند الله العليم  الحكيم وأنه الاعدل والاقوم ، من أجل حياة إنسانية كريمة ، وهذا ما نجده في طريقة معالجته لحالة نشوز المرأة ، حيث تقوم على أساس الولاية ودفع الأسباب المؤدية إليه.

فإن وقع النشوز كان عالجه بأسلوب متدرج يتناسب مع طبيعة المرأة وأصل فطرتها ومراعاة مصلحة الأسرة في ضرورة إحلال الوئام مكان الخصام.

 وقد سجل سيد قطب هذا المنهج فقال (1) :

والمنهج الإسلامي لا ينتظر حتى يقع النشوز بالفعل وتعلق راية العصيان وتسقط مهابه القوامة ، فالعالج حين ينتهي الأمر إلى هذا الوضع قلما يجدي ولا بد من المبادرة في عالج مبادئ النشوز قبل استفحاله ، لان مآله إلى فسادٍ في هذه المنظمة الخطيرة ( يقصد الأسرة ) ، لا يستقر معه سكن ولا طمأنينة ولا تصلح معه تربية ولا إعداد للناشئين في المحضن الخطير.

لذا لا بد من المبادرة باتخاذ الإجراءات المتدرجة في علاج علامات  النشوز منذ أن تلوح من بعيد.

وفي سبيل صيانة المؤسسة من الفساد أو الدمار ، أبيح للمسؤول عنها أن يزاول يعض أنواع التأديب المصلحة في حالات كثيرة لا للانتقام ولا للإهانة وال للتعذيب ، ولكن للإصلاح ورأب الصدع في هذه المرحلة المبكرة من النشوز ، فهي ليست معركة بين الرجل والمرأة يراد بها تحطيم رأس المرأة حين تهم بالنشوز.

الفرع الأول : وسائل الإسلام في الوقاية من النشوز

لقد وضع الإسلام منهجا لتفادي مشكلة النشوز يتمثل في تنمية ً وقائياً وتعميق وعي المقبلين على الزواج بقيم الحياة الزوجية والمتعلقة بحسن الاختيار وحسن العشرة ، فإن الأسرة التي تقوم في بدايتها على دعوى الله في اختيار شريك الحياة الصالح وتقوى في معاشرته سوف تسير في أمان واستقرار وتتمكن من تحقيق أهدافها التي شرعها الله تعالى.

- فالإسلام طالب ابتداء كلاً من الرجل والمرأة أن يحسن اختيار صاحبه عند الإقدام على الزواج ويعرف ما ينبغي أن يعرف عنه من أخالق وسلوك وطباع وعادات وعيوب فذلك أجدر بدوام العشرة بين الزوجين واستقرار الحياة الزوجية.

كما يطالب الإسلام الرجل والمرأة إلى الحرص على أن يكون اختيار شريك العمر في رحلة الحياة مناطه الاعتصام بالدين والخلق ، فذلك وحده هو السبيل المستقيم لبناء أسرة قوية لا تعرف التفكك.

وأن تعرف الترابط الحميم والتعاون على الخير والبر ، والنصوص التي تحض على حسن الاختيار وتحذر من الاهتمام بالأعراض الزائلة دون الحرص على القيم الخالدة الكثيرة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(  تخيروا لنطفكم ) (2)

- أيضاً دعا الإسلام الزوجين أن يشعر كل واحد منهما بمسؤولية تجاه الآخر ونحو أولادهما أمام الله عز وجل ، فهو المطلع على حسن سلوكها أو انحرافها قال صلى الله عليه وسلم : ( الا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته... والرجل راع ....)

-  كما حث الإسلام كل واحد من الزوجين على إحسان العالقة بالآخر والقيام بواجبه تجاهه مما يقلل فرص النشوز والشقاق ويزرع الحب والمودة في قلب كل واحد منهما تجاه الآخر.

-  وحث على صبر كل من الزوجين على ما يلاقيه من الآخر ما دام ذلك ممكنا ادعى إلى احترام كلاً ً وما دام سبيلً الاستمرار ر علاقة المودة بينهما ومنهما الآخر حتى تكون العالقة بينهما قائمة على الاحترام المتبادل وحتى يتحقق المقصد الذي من أجله شرع الزواج الا وهو السكن والمودة والرحمة بين الزوجين وذلك بتشريع جملة من الحقوق والواجبات لكليهما وأوجب على الزوجين النفقة في أحكام الأسرة والاطلاع على حقوق وواجبات كالً منهما وحدود الله تعالى والإثم المترتب على النشوز في ذلك.

وأبين هنا أبرز هذه الوسائل بشكل مفصل :

أولا: الاختيار الحسن على أساس الخلق والدين :

ويقصد به أن يكون اختيار الطرفين لشريكه الذي يرغب الزواج منه قائماً على أساس صفة هامة وهي الإيمان : لقوله تعالى في وجوب اختيار الزوجة ذات  الخلق والدين : ( ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ) (3)

وكذلك الفتاة عليها أن تحرص أن تختار صاحب الخلق والدين لقوله  تعالى : ( ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) (4).

 لان المؤمن التقي يحسن عشرة وزجته فهو إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها ، وقوله صلى الله عليه واله وسلم : ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه  فزوجوه ، إن ال تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) (5)

ثانياً : فهم كلا الزوجين طبيعة الآخر :

فإذا عرفت الزوجة ما يحب زوجها ويرضاه ، فعملت بذلك سعياً لمرضاته بما لا يتعارض مع شرع الله وعرفت أيضاً ما يبغضه ويكرهه من الأقوال والأفعال والسلوكيات فابتعدت عنه واجتنبته فإنها بذلك تحصن بيتها وعلاقتها  الزوجية بسياج من الأمان بعيد عن أسباب الخصومة وكل ما يعكر صفو المحبة بينهما.

وكذلك الحال بالنسبة للزوج بأن يتلطف بها ويسعى لا رضائها ومداراتها في إطار من الألفة والعطف والإحسان وأن يراعي كل منهما مزاج الآخر في حدته أو فتوره ، في هزله وجده ، وأن لا يظهر فرحة عند حضور أحزانه ، أو أن يظهر حزنه عند حضور مسراته.

ثالثاً : معرفة الأحكام التي تنظم الحقوق والواجبات الشرعية بين الزوجين :

إن المتابع للخلافات الزوجية والتي قد تصل أحياناً إلى الطالق أو الاحتكام إلى القضاء ، يجد أن الجهل بالحكم الشرعي في أغلب الأحيان كان سبباً رئيسياً فيها ، فالزوج حين يعتقد بسبب كون القوامة له في البيت أنه يملك أن يظلم زوجته أو أن يهدر حقوقها ، يكون قد نسي أنه مسؤول عن زوجته بالرعاية والرحمة والكفاية .

وفي الوقت الذي تجهل فيه الزوجة حدودها ، وأحكام الشرع في كثير من القضايا في علاقتها بزوجها ، فإنها تكون بذلك سببا في اذكاء نار الخلاف والتنافر .

فدوام العالقة بين الزوجين مرهون بمدى قدرة الزوجين على الحد من نقاط الخلاف ، والعمل المخلص لمنع أسبابه ، وهذا كله يتوقف على مدى إدراك وفهم كل من الزوجين تجاه الآخر ، في حدود ما شرع الله.

رابعاً : معرفة أسباب الفتور في عاطفة أي من الزوجين تجاه الآخر :

من واجب الزوج إذا لمس فتوراً في عاطفة الزوجة نحوه ، أو أحس تغييراً في معاملتها له ، أن لا يقابل ذلك بالصد والإهمال ، بل عليه أن يبادر للبحث عن أسباب هذا التغيير والفتور ، والعمل على إزالته بالحكمة والمحبة وإظهار الحرص على مودتها ، ودوام مرضاتها ، بل حتى الاعتذار إليها إن كان فرط في شيء من حقها ، أو أساء إليها بقول أو فعل ، وهذا لا ينتقص من قدر الرجل شيئاً ، بل على العكس فإنه يكبر في عين زوجته ، وترى منه هذا العطف والإحسان والتنازل عن كبريائه بالاعتراف بخطئه وهذا السلوك هو المطلوب بنص القرآن الكريم  (  وعاشروهن بالمعروف )(6)

وما قيل هنا للزوج يقال في واجب الزوجة تجاه زوجها ، براً وإحساناً وعطفا حرصاً على المشاعر والأحاسيس من أن يجرحها قول أو فعل  استجابة لنداء القرآن :(( وجعل بينكم مودة ورحمة ) (7).

خامساً : الصراحة والوضوح في حال الخلافات الأسرية :

فعلى الزوجين أن يتصفا بالصراحة ، بعيدا ، في حل ً عن التكتم والمداراة أي خالف قد يقع بينهما ، مما يمكن أن يحدث داخل أية أسرة ، مع صدق النية والحرص الدائم على تجاوز أسباب الخالف ونتائجه ، في إطار من المسؤولية  المشتركة بينهما ، واضعين نصب أعينهما رضوان الله ، ثم مصلحة الأسرة والاولاد والمجتمع.

وهذا لا يمكن أن ينجح الا بالنية المخلصة والصادقة في الإصلاح ، حتى يبارك الله لهما ، ويذهب عنهما وساوس الشيطان ، قال سبحانه وتعالى : ( إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ) (8)

هذه بعض أهم الوسائل في منهج الإسلام للحد من حدوث النشوز أو منعه داخل الأسرة ، مما يساعد في توفير جو أسري تسوده المحبة والألفة ، بعيداً عن المناكفة والخصام .

الفرع الثاني : أدلة مشروعية حق الزوج في تأديب الزوجة

للزوج حق تأديب زوجته إذا قصرت أو امتنعت عن أداء حقوقه التي له عليها حسب ما أوجبه الشرع أو قصرت في أداء حق الله عليها من الطاعات وترك المنكرات ، على النحو الذي فصلناه في حالات النشوز.

فقد دلت نصوص الشارع في الكتاب والسنة على ثبوت هذا الحق ، وأن له بمقتضى ثبوت ذلك الأحقية في ممارسة هذا النوع من التأديب .

أولا : الأدلة من القرآن الكريم :

1- أمر الله بوقايتها من النار :

جاء الأمر بوقاية الأهل من النار في قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) (9)

 قال مجاهد : أي أوصوا أنفسكم في أهليكم بتقوى الله وأدبوهم (10) .

فالله تعالى أمر المسلم أن يسعى لوقاية أهله من النار ، ويدخل في هذا الامر قط الزوج لان زوجته من أهله وإنما تكون الوقاية بحملها على طاعة الله تعالى واجتناب ما نهى الله عنه بالنصح والرشاد ، وإلا فبوسائل التأديب الأخرى كالهجر مثلاً

2- قوله تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي يخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن اطعنكم فال تبتغوا عليهن سبيلا  إن الله كان علياً كبيرا )(11)

هذه الآية فيها تقرير حق القوامة والإشراف على النساء وذلك بسبب ما  فضل الله به الرجال على النساء من مزايا خاصة ثم بسبب ما ينفقون من الأموال.(12)

وقد قسمت الآية للنساء قسمين (13)

الصالحات الطائعات لأزواجهن بالمعروف والقائمات بواجبهن تجاه أزواجهن ، فهؤلاء محل مدح الله وثناءه وثوابه لطاعتهن هلل فيما يأمر وحفظهن حقوق أزواجهن وطاعتهن لهم ، وهذا القسم من النساء ليس للرجال عليهن شيء من سلطان التأديب.

والصنف الآخر من النساء على العكس تماماً من هؤلاء : فهن متمردات عن الطاعة لأزواجهن كارهات لهم ويعصين الأزواج فيما أمر الله به من حقوق .

وهذا الصنف من النساء يطلق عليه وصف : النساء الناشزات ، وهن اللاتي أذن الله للأزواج بتأديبهن وردهن إلى جادة الصواب والطاعة بالمعروف.

وهناك عدة وجوه للدلالة على حق الزوج في تأديب زوجته الناشز ، منها ما هو صريح في دلالته ومنها ما هو غير صريح.

حق القوامة : ما دامت الآية الكريمة أعطت حق القوامة في الأسرة للزوج ، وهي تعني : أنه قيم عليها مسؤول عنها مدبر لشؤونها أمين على مصالحها ، فإن مقتدر هذه القوامة : الطاعة بالمعروف إذ لا معنى لإمارة ورئاسة دون طاعة ، والطاعة واجبة على الزوجة بمقتضى هذه القوامة ، فإذا عصت وتمردت كان للزوج حق مشروع في تأديبها وإصلاحها حتى تكون ممن وصفهن الله بأنهن صالحات قانتات .

فالله تعالى أعطى حق القوامة للرجل على المرأة والأسرة وهي مسؤولية لا يمكن أن تنضبط إلا إذا كان لمن له حق القوامة سلطة التأديب ، خاصة أن النفوس الإنسانية مختلفة متباينة في الالتزام بالحكم الشرعي فمنها ما يلتزم طواعية ومنها كرها  (14) .

 حيث قال سبحانه و تعالى : ( فإن أطعنكم فال تبتغوا عليهن سبيلا( (15)

ومن الآية فغن عودة المرأة الناشز إلى طاعة زوجها ترفع عنها التأديب ، وتدعو لحسن عشرتها ، وهذا يدل بمفهوم المخالفة أن عدم طاعتها يعطي الزوج الحق في تأديبها .

إباحة التأديب بشكل مباشر : وهذا واضح في قول الله تعالى : ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ) (16)

فهذه الآية تعطي الحق للزوج في تأديب زوجته إصلاحا حال نشوزها أو ظهور أمارات نشوزها عليه ، من خلال الوسائل التأديبية المذكورة في الآية الكريمة .

3- الدرجة التي للرجال عليهن :

في قوله تعالى : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ( (17)

وقد ذكر الإمام ابن العربي في تفسيره أن من المعاني المستفادة من قوله تعالى(وللرجال عليهن درجة ) جواز الأدب فيها(18) .

وجاء في الأحوال الشخصية ألبي زهر ما نصه : وقد جعل الشارع للرجل حق تأديب المرأة بالمعروف اللائق بمكانتها وذلك ألن طبيعة كل اجتماع تجعل لواحد منه درجة أعلى من غيره وتجعل له سلطانا في الإصلاح والتهذيب

 وقد كانت هذه الدرجة للرجل ، ألنه أقدر على فهم الحياة وما يجب لها (19) .

ثانياً : الأدلة من السنة :

1- حديث حجة الوداع يوم عرفة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما ً هن عوان عندكم ، ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فأن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ، ألا أن لكم على نسائكم حقاً ، ولنسائكم عليكم حقاً ، فأما حقكم على نسائكم ، فال يوطئن فرشكم من تكرهون ، ولا يأذن في بيوتكم لمن  تكرهون ، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن ) (20)

وهذا الحديث فيه إذن لإباحة التأديب بالوسائل الثلاث :( الوعظ – الهجر _ الضرب غير المبرح ( .

وفي الحالات التي تخرج فيها الزوجة عن طاعة زوجها أو تقصر في واجباتها نحوه ، أو ترتكب معصية من المعاصي .

-2 حديث كلكم راع :

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ... و الرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم ) (21)

وقد جاء في شرح هذا الحديث : إن أهل المرء ونفسه من جملة رعيته ، وهو مسؤول عنهم ، ألن الله تعالى أمره أن يحرص على وقايتهم من النار ،  تحملهم على امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه (22).

المسؤولية هنا تعني القيام بالمصالح والرعاية والإرشاد إلى الخير والنهي عن المعاصي وإلزام ذلك بالوسائل المشروعة.

ثالثاً : الدليل العقلي على حق الزوج في التأديب :

كل قانون أو نظام في الدنيا تلزمه السلطة التي تؤدب الخارجين عليه ، وإلا أصبح حبرا على ورق ، وانتقلت الفائدة المقصودة من وجوده .

والزوجية نظام قائم لصالح المجتمع ولصالح الزوج والزوجة على السواء ، والمفروض فيه أن يحقق أقصى ما يمكن من المصالح للجميع ، وحين يكون الوئام والوفاق سائدين تحقق المصالح بغير تدخل القانون ، ولكن حين يحدث الشقاق فينجم الضرر الذي ال يقف عند شخصي الزوجين ، بل يتعادهما إلى  الأطفال ، وهؤلاء نواة المجتمع المقبلة الذي يجب إحاطتها بخير وسائل التنمية والتهذيب .

فحين تتسبب الزوجة في هذا الضرر فمن الذي يتولى ردها إلى الصواب ؟ المحكمة ؟

إن تدخل المحكمة في خصوصيات العلاقة بين الزوجين أدعى إلى توسيع هوة الخلاف ، إذا لا بد من سلطة محلية تقوم بهذا التأديب ، هي سلطة الرجل  المسؤول في النهاية عن أمر هذا البيت وتبعاته(23).

وقد يتساءل سائل فيقول : لماذا أعطى الله الحق للزوج دون غيره في إباحة تأديبه لزوجته ، ولم يطلب رفع الأمر إلى القضاء أو المحاكم ؟

إن للأسرة في الإسلام خصوصية في تكوينها وعلاقتها والأحكام الخاصة بها والتي تنظم الحقوق والواجبات داخلها .

نظرا لأهميتها في بناء المجتمع المسلم وتربية  الجيل الصالح.

____________

1- سيد قطب – في ظلال القران – ج2 – ص653

2- السنن الكبرى – للبيهقي – ج3 – ص 422

3- سورة البقرة – الآية 221

4- سورة البقرة - الآية 221

5- الترمذي – كتاب النكاح – باب اذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه - - الحديث رقم 1084

6- سورة النساء – الآية 91

7- سورة الروم – الآية 21

8- سورة النساء – الآية 35

9- سورة التحريم – الآية رقم 6

10- ابن حجر – فتح الباري – ج8 – ص851

 11- سورة النساء – الآية 34

12- محمد عزة – التفسير الحديث – ج7 – ص 70

13- الزحيلي – التفسير المنير – ج 3 – ص58 - 59

14- د. سمارة – احكام واثار الزوجية – ص 252

15- سورة النساء – الآية 34

16- سورة النساء – الآية 34

17- سورة البقرة – الآية 228

18- ابن العربي – احكام القران – ج 1 – ص 189

19- أبو زهرة – الأحوال الشخصية – ص 188

20- ابن ماجة – كتاب النكاح – باب حق المرأة على الزوج – الحديث رقم 11851

21- البخاري – كتاب النكاح – باب قو أنفسكم واهليكم نارا – رقم الحديث 5188

22- ابن حجر – فتح الباري – ج2 – ص316

23- محمد قطب – شبهات حول الإسلام – ص129

 




هو قانون متميز يطبق على الاشخاص الخاصة التي ترتبط بينهما علاقات ذات طابع دولي فالقانون الدولي الخاص هو قانون متميز ،وتميزه ينبع من أنه لا يعالج سوى المشاكل المترتبة على الطابع الدولي لتلك العلاقة تاركا تنظيمها الموضوعي لأحد الدول التي ترتبط بها وهو قانون يطبق على الاشخاص الخاصة ،وهذا ما يميزه عن القانون الدولي العام الذي يطبق على الدول والمنظمات الدولية. وهؤلاء الاشخاص يرتبطون فيما بينهم بعلاقة ذات طابع دولي . والعلاقة ذات الطابع الدولي هي العلاقة التي ترتبط من خلال عناصرها بأكثر من دولة ،وبالتالي بأكثر من نظام قانوني .فعلى سبيل المثال عقد الزواج المبرم بين عراقي وفرنسية هو علاقة ذات طابع دولي لأنها ترتبط بالعراق عن طريق جنسية الزوج، وبدولة فرنسا عن طريق جنسية الزوجة.





هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم كيفية مباشرة السلطة التنفيذية في الدولة لوظيفتها الادارية وهو ينظم العديد من المسائل كتشكيل الجهاز الاداري للدولة (الوزارات والمصالح الحكومية) وينظم علاقة الحكومة المركزية بالإدارات والهيآت الاقليمية (كالمحافظات والمجالس البلدية) كما انه يبين كيفية الفصل في المنازعات التي تنشأ بين الدولة وبين الافراد وجهة القضاء التي تختص بها .



وهو مجموعة القواعد القانونية التي تتضمن تعريف الأفعال المجرّمة وتقسيمها لمخالفات وجنح وجرائم ووضع العقوبات المفروضة على الأفراد في حال مخالفتهم للقوانين والأنظمة والأخلاق والآداب العامة. ويتبع هذا القانون قانون الإجراءات الجزائية الذي ينظم كيفية البدء بالدعوى العامة وطرق التحقيق الشُرطي والقضائي لمعرفة الجناة واتهامهم وضمان حقوق الدفاع عن المتهمين بكل مراحل التحقيق والحكم , وينقسم الى قسمين عام وخاص .
القسم العام يتناول تحديد الاركان العامة للجريمة وتقسيماتها الى جنايات وجنح ومخالفات وكما يتناول العقوبة وكيفية توقيعها وحالات تعددها وسقوطها والتخفيف او الاعفاء منها . القسم الخاص يتناول كل جريمة على حدة مبيناً العقاب المقرر لها .






قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف