أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2021
2455
التاريخ: 17-3-2022
2120
التاريخ: 24-5-2017
65975
التاريخ: 28-6-2017
14204
|
قال: لا يستطيع المجتمع أن يضمن بقاء وجوده إلا إذا اعتمد على قدراته التعلمية، أي كلما كان قادرا على اكتساب قواعد تفاعلية مع الآخرين فإن ضمان وجوده يكون أطول وأقوى لأن ذلك يجعله قادرا على اكتساب مستجدات العصر الحديث وبخاصة المتعلقة بالعملية الإنتاجية، لأنه إذا امتلك القدرة التعلمية عندئذ يستطيع أن يتفاعل مع الآخرين يكتسب منهم معارف جديدة تشجعه وتدفعه للانخراط والمساهمة في العملية الإنتاجية (الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية وسواها) فالاتصالات المستمرة بين الأفراد تقلص من كم ونوع المشاكل الاجتماعية التي قد تحصل بينهم وتزيل أية أمور غامضة تحصل في مرئياتهم، والمثقف يحتاج لمثل هذا الاتصال مع الآخرين لكي يوضح أهدافه ومراميه في خطاباته التي يوجهها لهم عبر مؤلفاته أو تصريحاته أو مرئياته بشرط أن يكون متمكنا من استخدام المفردات اللغوية المتداولة بين أفراد المجتمع من أجل تبصيرهم والمساهمة في حل مشاكلهم المستجدة. لا يغيب عن بالنا التنويه بأن هاربرماس ليس لديه نظرية عن المثقفين بل له اهتمام متميز وواضح عن الاتصالات الاجتماعية التي تحصل بين الأفراد وما لها من محفزات مهمازية (تحريكية) في عملية التغيير.
إن سياق الحديث يلزمني أن أقول أن هابرماس يركز بشكل لافت للنظر على النقد البناء كمحك ميزاني حقيقي يطلب من الطلبة المثقفة استخدامه في مجتمعهم (نجد مثل هذا المحك في المجتمعات الديموقراطية الحيوية) كوسيلة أو آلية في تصحيح أو تعديل أو تقويم ما هو فاسد أو ناقص أو مشوه أو منحرف اجتماعيا أو سياسيا أو اقتصاديا ولا يقبل هابرماس - بمواقف الطليعة المتأرجحة أو الذين يضعون ساقا في جانب وأخرى في جانب آخر. أي يكون بين حدين وأن لا يكتب خطاباته أو دراساته بشكل مبطن. ديدنه (أي ديدن هابرماس) هو اعتبار النقد وسيلة فضلى ومناسبة لتعليم وتنوير الناس حول ما يدور حولهم. بتعبير آخر أنه يعتمد على النشاط العقلي في رؤية وغربلة الأحداث والأفكار الدائرة في المحيط الاجتماعي، واذا وقف المثقف بين حدين مجاملاً لقضيتين متناقضتين فإنه سوف يتلقى انتقادات وادانات قاسية وشديدة بسبب عدم توضيح موقفه بصراحة واضحة.
لم ينس هابرماس وظيفة الجامعة في تخريج المثقفين إذ يعتبرها مصنعا أو معملا معرفيا إضافة إلى كونها مركزا ثقافيا رائدا في تعليم واكتشاف المعرفة تقوم بصناعة المثقفين مستقلين في طروحاتهم ومنطلقاتهم تخرج منها اليسار الثقافي الذي يتضمن الحركة النسوية - الأنثوية وأنصار البيئة والنقاد العمليين والتقنيين، بينما بقي الجناح الأيمن من المثقفين شاغلاً المواقع العليا. لكن سواء أكان المثقف يمينيا أو يساريا فإن العلماء والتقنيين يمثلون في الوقت الراهن المثقف العضوي المالك نفوذا قويا لم يحصل عليه أي مثقف في عصور وأزمان غابرة الملاحظ على مرئية هابرماس أنه لم يتناول موضوع طبقة المثقفين ولا نفوذهم الثقافي بل ركز على تكوين المثقف الثقافي ووظيفته النقدية للأحداث السلبية ودوره في التواصل مع المجتمع من أجل تنويره وإرقاء وعيه المجتمعي والسياسي. أقول إنها مرئية متواضعة أولية أقل مستوى من مرئيات جرمشي وجورز وإلياس .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|