أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-7-2022
1402
التاريخ: 10-2-2021
3190
التاريخ: 3/9/2022
793
التاريخ: 8-10-2021
1539
|
إن الإعلان كما سبق وذكرنا يمثل أحد الأنشطة الرئيسية في مجال تسويق السلع وتصريف الخدمات، وأنه يعد أحد أنواع النشاط الاقتصادي البالغة الأهمية من حيث كونها مصدرا رئيسياً لدخل العديد من المشروعات: كدور الصحافة والمجلات ووسائل النشر والإعلام المختلفة ووكالات الإعلان المتخصصة و ..الخ، وعلى اعتبار أنه قديماً وحديثاً على حد سواء يعد وسيلة تعرف وترويج وتصريف للسلع والخدمات، لذلك لا بد لنا من التعرف على تاريخه القديم وعلى مراحل تطوره حتى وصوله إلى ما هو عليه الآن.
إن الإعلان قديم جداً يعود لعصور قبل الميلاد بحوالي ٣٠٠٠ سنة، عندما كان يعتمد على النداء فقط، والدليل على ذلك ما روته بعض الكتب في وجود إعلان يعود إلى ذلك التاريخ مقتضاه البحث عن عبد هارب.
في ذلك الوقت كان الإعلان وسيلة تتبع للسلطة الحاكمة بشكل رئيسي إضافة إلى بعض التصرفات المحدودة الخاصة بالباعة في مجال الترويج لبضاعتهم عن طريق اقناع المشتري بشراء البضائع والمنتجات بواسطة بعض الكلمات المزخرفة والمنمقة أو بعض الإشارات والعلائم التي توضع على سلعهم لتمييزها كما كان في تجارة الأغنام والأبقار والخيول التي تميزت بوضع وشم خاصة او علائم مميزة لمعرفة أصلها ومصدرها ولتميزها عن غيرها .
إن هذا الشكل من أشكال الإعلان لم يكن سوى جذراً أو أصلا للعلامة التجارية التي تتالى تطورها فيما بعد في القرن السادس عثر، عندما أصبحت المحلات التجارية تفع خارجها وبالقرب منها، شارة خاصة تدل على نوع تجارتها، أو على وجود هذه السلعة فيها، أو على جودة هذه السلعة عن غيرها، كأن يوضع مفتاح كبير أو حذاء كبير أو إطار سيارة أو ... الخ، ولا زال هذا الاجراء يستخدم حتى وقتنا الحاضر.
في الحقيقة أن أول من عرف الإعلان بمضمونه الصحيح لكن بشكل شفوي هم الإغريق ومن ثم الرومان الذين طوروه إلى تحريري ((كالسجل الرسمي للإعلان)) ، الذي كان يستخدم للإعلان عن الألعاب والفروسيات، طبعاً بالإضافة لوجود بعض اللافتات عن التجار، ومن ثم اشتقت الحوليات الكبرى عن ظهور سجل كبار الأحبار الذي كان يسجل فيه الأحداث الداخلية والمعجزات والانتصارات والهزائم وابرام العقود، وتلاها ظهور سجل المشرع الروماني، الذي هو عبارة عن جريدة رسمية تنقل إلى الجمهور كل قرارات السلطة وكافة إعلانات البيع والتأجير.
وأحياناً كانت هذه اللافئات مكتوبة كما أوردت بعض الكتب عن العثور على حانوت لامرأة تبيع الورود، مكتوب عليه ((إنني لا أبيع الورود إلا للمحبين)) وكذلك استخدمت في المجالات الأخرى غير التجارية والدليل على ذلك ما عثر عليه على منزل معلم مدرسة في بومباي كلافتة منحوتة على الفخار : ((رجلا يضرب طفلا بالعصا))، أو ما وجد على منزل أغسطس قيصر كلافتة مرسوم عليها رؤوس الثيران كما أورد المؤرخ سوتيون.
هذا ما كان في العصور القديمة، أما في العصور الوسطى فقد تطور الإعلان التجاري وقد غالى الناس في استخدامه لدرجة استدعت إلى كبح جماحه من قبل المنظمات المهنية التي أصدرت في لائحتها الأساسية للنقابات ((منع الحط من قيمة سلعة زميل منتج))، وبذلك يكون الإعلان في العصور الوسطى من القرنين الثاني والثالث عشر وحتى السادس عشر قد احتفظ بالأشكال التي كان عليها في العصور القديمة كالمناداة، وإطراء السلعة في الطرقات، واللافتات التي كانت توضع على واجهات المحلات والحوانيت التجارية . لكن ما نستطيع ان نؤكده هو ظهور تحولا أساسياً في الإعلان في القرن السابع عشر، حيث اختفى الفن البدائي للإعلان، وحل محله نوعا آخر أو أشكالا أخرى أكثر تطوراً، ويعزى ذلك إلى التطورات والتحولات التي طرأت على الظروف الاقتصادية في أوروبا .
فمثلا نجد في باريس أن تيوفراست رينودوا قد أنشأ مكتباً للعناوين في عام ١٦٣٠ وأعقبه بإصدار صحيفة لاغازيت دي فرانس في عام ١٦٣١ ، التي قبلت الإعلانات ابتداء من عددها السادس، والذي يعتبر تاريخه هو اليوم الذي ولن فيه الإعلان الحديث.
وبعدها تتالت الاختراعات وظهرت الطباعة بشكلها المتطور، ورافقها ظهور الإعلان الملصق، مع العلم يقال بأن إعلان ملصق كان في باريس عام ١٤٨٢ ، لصالح مجلس رهبان مدينة رينيه الذي أعلن فيه المؤمنون بغفران السيدة العذراء الكامل.
وفي كافة الأحوال يمكن القول إن التطور الصناعي وظهور المطابع والمنشورات وما شابه كان له بالغ الأثر على نشر الإعلانات وجعلها وسيلة فعالة في ترويج البضائع والخدمات، وأخذ بالتطور والارتقاء مرافقاً لتطور وارتقاء سبل الإتصال والمواصلات، في كل من انكلترا وفرنسا وكافة أنحاء أوروبا وأمريكا، حتى عم كافة أنحاء المعمورة ووصل إلى ما هو عليه الآن في عصرنا الحاضر.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|