المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4821 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تأثير الأسرة والوراثة في الأخلاق
2024-10-28
تأثير العشرة في التحليلات المنطقيّة
2024-10-28
دور الأخلّاء في الروايات الإسلاميّة
2024-10-28
ترجمة ابن عبد الرحيم
2024-10-28
ترجمة محمد بن لب الأمي
2024-10-28
من نثر لسان الدين
2024-10-28



من هم حملة العرش؟  
  
11646   09:02 صباحاً   التاريخ: 28-12-2020
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج8 ، ص 18
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / التوحيد / مواضيع عامة /

السؤال : نرجو من سماحتكم أن تذكروا لنا رأيكم الشريف، وبعض آراء المفسرين المعتبرين لديكم، بخصوص الآية التالية:

 

{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}.. الواردة ضمن الآيات التالية:

{وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ}[ الآيات من 16 إلى 18 من سورة الحاقة] .

 

الجواب: هناك آيتان كريمتان ذكرتا حمل العرش.. ولم تصرحا بحقيقة الحامل له..

الأولى قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ}[ الآيات من 13 إلى 18 من سورة الحاقة].

وهذه الآية ظاهرة إلى حد الصراحة في أن الكلام عن حمل العرش فيها إنما هو في يوم القيامة..

الثانية: قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ * الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}[ الآيتان 6 و 7 من سورة غافر].

وليس في هذه الآيات ما يدل على حقيقة هؤلاء الذين يحملون العرش، هل هم من الملائكة؟ أم من غيرهم؟

كما أنه ليس هذا الأمر مما تناله العقول. ولا هو مما تدركه الألباب، فلا بد من الرجوع إلى أهل بيت العصمة عليهم السلام فيه..

وبالرجوع إلى الروايات، نجد: أن هناك روايات تقول: إن حملة العرش في آية سورة غافر هم رسول الله صلى الله عليه وآله، والأوصياء من بعده، يحملون علم الله(1).

وهناك روايات تقول: إن حملة العرش الثمانية هم أربعة من الأولين، وهم: موسى، وعيسى، وإبراهيم، ونوح، وأربعة من الآخرين، وهم: النبي محمد صلى الله عليه وآله، والإمام علي عليه السلام، والحسنان صلوات الله وسلامه عليهما(2).

لكن في رواية محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام: قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ}، يعني محمداً، وعلياً، والحسن، والحسين، وإبراهيم، وإسماعيل، وموسى، وعيسى، صلوات الله عليهم أجمعين(3).

أضاف في تفسير البرهان: في ذيل الرواية قوله: يعني حملة العرش(4)، والظاهر أنها تفسير من الراوي.

وبعد، فإن هناك روايات تصرح: بأن عدد الثمانية مختص بيوم القيامة، وأما في الدنيا فحملة العرش أربعة(5).

وصرحت روايات أخرى، بأن المقصود بالعرش: العلم(6) وفي رواية الإمام الرضا عليه السلام: العرش اسم عِلْمٍ وقدرة(7).

ولعل المقصود العلمُ الذي يكون به التدبير للملك، وتكون الهيمنة عليه والتصرف فيه، على أساس العلم والقدرة.

والملائكة المحيطون بالعرش، وكذلك أولئك الحملة ينزهون ربهم عن الشريك، وعن كل عجز، أو نقص، أو جهل، أو.. أو..

قال الطباطبائي رحمه الله:

«وفي قوله: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ} الآية. هو العلم، وهما جميعاً واحد، وهو المقام الذي يظهر به جميع الأشياء، ويتمركز فيه إجمال جميع التدابير التفصيلية الجارية في نظام الوجود، فهو مقام الملك الذي يصدر منه التدابير، ومقام العلم الذي يظهر به الأشياء»(8).

وفي بعض الروايات: أن حملة العرش ثمانية، لكل واحد ثمانية أعين، كل عين طباق الدنيا(9).

وروى الكليني عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: فالذين يحملون العرش هم العلماء الذين حمَّلهم الله علمه، وليس يخرج من هذه الأربعة شيء خُلق في ملكوته، وهو الملكوت الذي أراه أصفياءه، وأراه خليله: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}[ الآية 75 من سورة الأنعام]..(10) .

وروى الكليني أيضاً: عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، أنه قال لأبي قرة: العرش ليس هو الله، والعرش اسم عِلْم وقدرة، والعرش فيه كل شيء، ثم أضاف الحمل إلى غيره: خلق من خلقه، لأنه استعبد خلقه بحملة عرشه، وحملة علمه، وخلقاً يسبحون حول عرشه، وهم يعملون بعلمه، وملائكة يكتبون أعمال عباده..

واستعبد أهل الأرض بالطواف حول بيته، والله على العرش استوى كما قال..

والعرش ومن يحمله، ومن حول العرش، والله الحامل لهم، الحافظ لهم، الممسك القائم على كل نفس، وفوق كل شيء، وعلى كل شيء، ولا يقال: محمول، ولا أسفل، قولاً مفرداً، لا يوصل بشيء، فيفسد اللفظ والمعنى.

قال أبو قرة: فتكذب بالرواية التي جاءت: أن الله إذا غضب إنما يعرف غضبه: أن الملائكة الذين يحملون العرش يجدون ثقله على كواهلهم، فيخرون سجداً، فإذا ذهب الغضب خف، ورجعوا إلى مواقفهم؟!

فقال أبو الحسن عليه السلام: أخبرني عن الله تبارك وتعالى، فقد لعن إبليس إلى يومك هذا، وهو غضبان عليه، فمتى رضي؟ وهو في صفتك لم يزل غضباناً.. الخ..(11).

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين.

_________________

(1) البرهان ج4 ص92 و93 وتفسير القمي ج2 ص255 والبحار ج24 ص89 وج31 ص603 وج65 ص78.

(2) تفسير القمي ج2 ص384 وتفسير البرهان ج4 ص377 وتفسير الميزان ج8 ص171 وج19 ص401 والإعتقادات للمفيد ص46 والبحار ج7 ص292 وج55 ص7 و27 وج97 ص123 وج24 ص91 و90 عن كنز الفوائد ص351 وعن اعتقادات الصدوق ص82 .

(3) البحار ج24 ص90 عن كنز الفوائد وج55 ص35 عن تأويل الآيات الظاهرات والبرهان ج4 ص377.

(4) البرهان ج4 ص377 و91.

(5) الدر المنثور ج5 ص346 عن ابن جرير.

(6) البرهان (تفسير) ج4 ص377 عن الكليني والبحار ج24 ص91 عن اعتقادات الصدوق ص82 وعن غيره وج55 ص14، وتفسير القمي ج2 ص384.

(7) البرهان ج4 ص91.

(8) تفسير الميزان للطباطبائي ج8 ص163.

(9) البرهان ج4 ص377 عن القمي، وعن ابن بابويه وتفسير نور الثقلين ج5 ص406 وتفسير الصافي ج5 ص219 والبحار ج55 ص27..

(10) البرهان ج4 ص90 وتفسير نور الثقلين ج1 ص733 وج5 ص405 عن أصول الكافي وتفسير الميزان ج8 ص163 والبحار ج30 ص71 وج55 ص10.

(11) البرهان ج4 ص91 والبحار ج55 ص15 والإحتجاج ج2 ص189.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.