أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-03-2015
2586
التاريخ: 2024-03-21
834
التاريخ: 2024-04-28
903
التاريخ: 27-02-2015
6967
|
وقع الخلاف في أسامى القرآن. فذكر له أبو الفتوح الرازي (1) ثلاثا وأربعين اسما (2).
وقد ذكر أبو المعالى عزيزي خمسة وخمسين اسما للقرآن ، واستشهد لكل اسم بآية (3).
بل أنهاها الحرالّيّ إلى نيّف وتسعين اسما على ما نسب إليه الزركشي (4).
ولكن الأسامي المذكورة- مع ما في بعضها من الاختلاف في تفسيره بالقرآن- من قبيل النعوت والأوصاف ، لا الاسم. ومن هنا اقتصر أبو عليّ الفضل الطبرسي على أربعة أسامي ، وهي : القرآن والفرقان والكتاب والذكر (5).
وقد اطلق في الأحاديث على أطول سور القرآن السبع الطوال. واطلق على ما يكون أطول من ساير السور- بعد السبع الطوال- ، مثاني؛ لأنّها في المرتبة الثانية من جهة طول السورة وكبرها. وأيضا اطلق «المثاني» على جميع القرآن بلحاظ تشبيه وتكرار ما ورد فيه من الأمثال والحدود والفرائض ، واطلق على سورة الحمد؛ نظرا إلى قراءتها مرّتين في كل صلاة. ولمّا كانت ذات سبع آيات فسّر بها في الخبر (6) قوله تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} [الحجر : 87].
وقد عبّر عن السور التي لها نحو من مائة آية بالمئين. وقيل : «المئون» هي السور التالية للسبع الطوال ، ثمّ المثاني بعدها. وعليه فالمثاني هي التي كان عدد آياتها أقلّ من المائة.
واطلق على قصار السور «المفصّل»؛ نظرا إلى كثرة الفصول بينها ببسم اللّه الرحمن الرحيم.
وقد أجاد في بيان ذلك الفقيه الأجلّ الأقدم والمفسّر الأعظم شيخ الطائفة الطوسي (7) وتبعه في ذلك المفسّر الكبير الطبرسي في الفن الرابع من مقدمة تفسيره (8).
وجه التسمية بالأسامي الأربعة
وجه تسمية الأسامى الأربعة المزبورة :
فأما القرآن ، فقد سمّي به الكتاب المجيد؛ إما لتلاوته أو لما جمع فيه من الآيات والسور ، بل فيه جميع ما يحتاج إليه البشر في سبيل رشده وكماله وفلاحه. فإنّ لفظ القرآن في الأصل مصدر «قرأ يقرأ». ولفظة «القراءة» جاءت بمعنيين : أحدهما : التلاوة ، والآخر : الجمع والضمّ.
وهو وإن كان في الحقيقة متلوّا ومجموعا ، ولكن تسميته بالقرآن من باب إطلاق المصدر على المفعول ، كاطلاق الكتاب على المكتوب ، كما أشار إلى ذلك الطبرسي (1).
أما الفرقان ، فوجه تسمية القرآن المجيد به أنّه يفرق بين الحق والباطل ويؤدّي إلى النجاة.
_____________________
(1) من أعلام القرن السادس.
(2) التفسير الكبير : ج 1 ، ص 8 ، في المقدمة.
(3) قال : اعلم أنّ اللّه تعالى سمّى القرآن بخمسة وخمسين اسما :
سمّاه كتابا ، فقال : {حم. والْكِتابِ الْمُبِينِ} الدخان : 1 و2.
وسمّاه قرآنا ، فقال : {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} الواقعة : 77.
سمّاه كلاما ، فقال : {حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} التوبة : 6.
وسمّاه نورا ، فقال : {وأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً} النساء : 174.
وسمّاه هدى ، فقال : {هُدىً ورَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} لقمان : 3.
وسمّاه رحمة ، فقال : {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} يونس : 58.
وسمّاه فرقانا ، فقال : {تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ} الفرقان : 1.
وسمّاه شفاء ، فقال : {ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ} الاسراء : 82.
وسمّاه موعظة ، فقال : {قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} يونس : 57.
وسمّاه ذكرا ، فقال : {وهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ} الانبياء : 50.
وسمّاه كريما ، فقال : {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} الواقعة : 77.
وسمّاه عليّا ، فقال : {وإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} الزخرف : 4.
وسمّاه حكمة ، فقال : {حِكْمَةٌ بالِغَةٌ} القمر : 5.
وسمّاه حكيما ، فقال : {تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ} يونس : 2.
وسمّاه مهيمنا ، فقال : {مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ ومُهَيْمِناً عَلَيْهِ} المائدة : 48.
وسمّاه مباركا ، فقال : {كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ} سورة ص : 29.
وسمّاه حبلا ، فقال : {واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً} آل عمران : 103.
وسمّاه الصراط المستقيم ، فقال : {وأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً} الأنعام : 153.
وسمّاه القيّم ، فقال : {ولَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً} الكهف : 1 و2.
وسمّاه فصلا ، فقال : {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ} الطارق : 13.
وسمّاه نبأ عظيما ، فقال : {عَمَّ يَتَساءَلُونَ. عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} النبأ : 1 و2.
وسمّاه أحسن الحديث ، فقال : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} الزمر : 23.
وسمّاه تنزيلا ، فقال : {وإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ} الشعراء : 192.
وسمّاه روحا ، فقال : {وكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا} الشورى : 52.
وسمّاه وحيا ، فقال : {إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ} الأنبياء : 45.
وسمّاه المثانى ، فقال : {ولَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي} الحجر : 87.
وسمّاه عربيّا ، فقال : {قُرْآناً عَرَبِيًّا} قال ابن عبّاس غير مخلوق ، الزمر : 28.
وسمّاه قولا ، فقال : {ولَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ} القصص : 51.
وسمّاه بصائر ، فقال : {هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ} الجاثية : 20.
وسمّاه بيانا ، فقال : {هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ} النساء : 138.
- وسمّاه علما ، فقال : {ولَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} الرعد : 37.
وسمّاه حقّا ، فقال : {إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ} آل عمران : 62.
وسمّاه الهادي ، فقال : {إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي} الاسراء : 9.
وسمّاه عجبا ، فقال : {عَجَباً. يَهْدِي} الجنّ : 1 و2.
وسمّاه تذكرة ، فقال : {إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ} المدثّر : 54.
وسمّاه بالعروة الوثقى ، فقال : {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى} لقمان : 22.
وسمّاه متشابها ، فقال : {كِتاباً مُتَشابِهاً} الزّمر : 23.
وسمّاه صدقا ، فقال : {والَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ} أي بالقرآن ، الزّمر : 33.
وسمّاه عدلا ، فقال : {وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وعَدْلًا} الانعام : 115.
وسمّاه إيمانا ، فقال : {سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ} آل عمران : 193.
وسمّاه أمرا ، فقال : {ذلِكَ أَمْرُ اللَّهِ} الطلاق : 5.
وسمّاه بشرى فقال : {هُدىً وبُشْرى} النمل : 2.
وسمّاه مجيدا ، فقال : {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ} البروج : 21.
وسمّاه زبورا ، فقال : {ولَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ} الأنبياء : 105.
وسمّاه مبينا ، فقال : {الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ} يوسف : 1 و2.
وسمّاه بشيرا ونذيرا ، فقال : {بَشِيراً ونَذِيراً فَأَعْرَضَ} فصّلت : 4.
وسمّاه عزيزا ، فقال : {وإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ} فصّلت : 41.
وسمّاه بلاغا ، فقال : {هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ} إبراهيم : 52.
وسمّاه قصصا ، فقال : {أَحْسَنَ الْقَصَصِ} يوسف : 3.
وسمّاه أربعة أسامي في آية واحدة ، فقال : {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ. مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ} ، عبس : 13 و14.
البرهان في علوم القرآن : ج 1 ، ص 273- 276.
(4) المصدر : ص 273.
(5) قال قدّس سرّه : «الفنّ الرابع : في ذكر أسامى القرآن ومعانيها : القرآن معناه : القراءة في الأصل قرأت؛ أي تلوت ، وهو المروي عن ابن عبّاس. وقيل هو مصدر قرأت الشيء أي جمعت بعضه إلى بعض.
ومن أسمائه الكتاب أيضا وهو مأخوذ من الجمع أيضا ، يقال : كتبت السقاء إذا جمعته بالخرز.
ومن اسمائه الفرقان سمي بذلك؛ لأنّه يفرق بين الحق والباطل بأدلته الدالة على صحة الحق فبطلان الباطل عن ابن عبّاس. وقيل : وسمي بذلك لأنّه يؤدى إلى النجاة والمخرج كقوله سبحانه : {يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً}.
ومن أسمائه الذكر. قال سبحانه تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ}. وهو يحتمل امر بن أحدهما : أن يريد به أنّه ذكر من اللّه لعباده بالفرائض والأحكام. والآخر : أنّه شرف لمن آمن به وصدق بما فيه ، كقوله سبحانه : وإنّه لذكر لك ولقومك. فهذه أربعة أسماء»./ تفسير مجمع البيان : ج 1 ، ص 14.
(6) تفسير البرهان : ج 2 ، ص 353.
(7) حيث قال : وقد شاع في الخبر عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله أنّه قال : أعطيت مكان التوراة السبع الطوال ومكان الانجيل المثاني ومكان الزبور المئين وفضّلت بالمفصل. وفي رواية واثلة بن الاسقع وأعطيت مكان الانجيل المئين ومكان الزبور المثاني ، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة ومن تحت العرش لم يعطها نبي قبلي. وأعطاني ربّى المفصل نافلة فالسبع الطول البقرة وآل عمران والنساء ، والمائدة والانعام والأعراف والانفال مع التوبة لأنّهما يدعيان القرينتين ولذلك لم يفصل بينهما ببسم اللّه الرحمن الرحيم./ تفسير مجمع البيان : ج 1 ، ص 14.
فالسبع الطوال 1- البقرة 2- آل عمران 3- النساء 4- المائدة 5- الانعام 6- الاعراف 7- يونس في قول سعيد بن جبير. ووروى مثل ذلك عن ابن عبّاس ، قال : وسميت السبع الطول ، لطولها على سائر القرآن وأما المئون ، فهو كل سورة تكون مائة آية أو يزيد عليها شيئا يسيرا ، أو ينقض عنها شيئا يسيرا.
وأما المثاني : فهى ما ثنت المئين ، فتلاها. فكان المئون لها أوائل ، وكان المثانى لها ثوان.
وقيل : إنّها سميت بذلك ، لتثنية اللّه فيها الأمثال سورة الحمد؛ لأنّها تثنّى قراءتها في كل صلاة ، وبه قال الحسن البصري ، وهو المروى في أخبار ... وسميت المفصل مفصلا؛ لكثرة الفصول بين سورها ببسم اللّه الرحمن الرحيم. وسمي المفصل محكما؛ لما قيل : إنّها لم تنسخ. وقال أكثر أهل العلم : أول المفصل من سورة محمّد صلّى اللّه عليه وآله إلى سورة الناس. وقال آخرون : من «ق» إلى الناس.
وقالت فرقة ثالثة- وهو المحكي عن ابن عبّاس- أنّه من سورة الضحى إلى الناس وكان يفصل من الضحى بين كل سورتين بالتكبير ، وهو قراءة ابن كثير./ تفسير التبيان : ج 1 ، ص 20.
(8) حيث قال : وقد شاع في الخبر عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله أنّه قال : أعطيت مكان التوراة السبع الطوال ومكان الانجيل المثاني ومكان الزبور المئين وفضّلت بالمفصل. وفي رواية واثلة بن الاسقع وأعطيت مكان الانجيل المئين ومكان الزبور المثاني ، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة ومن تحت العرش لم يعطها نبي قبلي. واعطانى ربّى المفصل نافلة فالسبع الطول البقرة وآل عمران والنساء ، والمائدة والانعام والأعراف والانفال مع التوبة لأنّهما يدعيان القرينتين ولذلك لم يفصل بينهما ببسم اللّه الرحمن الرحيم./ تفسير مجمع البيان : ج 1 ، ص 14.
(9) حيث قال : القرآن معناه القراءة في الأصل ، وهو مصدر قرأت؛ أي تلوت ، وهو المروي عن ابن عبّاس. وقيل هو مصدر قرأت الشيء أي جمعت بعضه إلى بعض ... وإنّما سمّي بالمصدر وهو في الحقيقة المقروّ كما سمّي المكتوب كتابا./ تفسير مجمع البيان : ج 1 ، ص 14.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|