أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-7-2020
2949
التاريخ: 2023-04-26
1116
التاريخ: 7-10-2016
2128
التاريخ: 2024-10-19
607
|
قال (عليه السلام) : (ان الله ملكا ينادي في كل يوم : لدوا للموت ، واجمعوا للفناء ، وابنوا للخراب).
الدعوة إلى التيقن من حقيقة مؤكدة ، - بحيث لا يؤثر عليها تجاهلها ، او تغافلها ، بل تشتد بذلك رسوخا وثباتا - ، وهي زوال الدنيا، وعدم استمرارها في الإقبال على أحد، أو مصافاته ، بل تسير به إلى نهايته ورحيله عنها ، فالإنسان يعمل على توفير وسائل الإقامة ، ويهدف لتأمين السبل والطرق الكفيلة بتحقيق ذلك له ، بينما القانون الطبيعي ، والمسار العام ، على عكس ذلك ، باعتبار التأثير الكوني على الإنسان ، وما يستتبعه ذلك من تحديدات واضحة ، ومؤثرة في طريقة تأثيرها ، وترك بصماتها ، على الموجودات القابلة عامة ، والإنسان بخاصة ، مما يستدعي وعيا ، ويتطلب إدراكا ، لفهم هذه الحالة الغريبة ، إذ المعتاد الإقبال على المقبل ، وعدمه على المدبر، مع ان الحاصل في علاقة الإنسان مع الدنيا غير ذلك ، فكلما ازداد نشاطا في توطيد أسس بقائه ، أدبرت عنه حتى تؤدي به إلى النتيجة الحتمية ، وهي الموت.
لذا كانت الحكمة تعكس هذا الواقع من خلال التذكير بمفارقة :
1- الأولاد ، مع ما يحتلوه من موقع في نفس الاب او الام ، مع ان الإنسان لا يستطيع مفاداة ذلك ، بل لابد من الافتراق ، قريبا ام بعيدا.
2- الاموال ، وهي التي يشقي الإنسان نفسه في جمعها ، وتوفيرها ، لكنه يتركها ويرحل عنها ، حتى قد لا يستطيع إبداعها عند احد ، او لا يمكنه منعها عمن لا يرغب به.
3- الأماكن التي شيدها لسكنه او لعمله ، سواء له او لغيره ، ممن يحبهم ، فإنه غير قادر على البقاء فيها ، بل يسارع أقربهم إليه إلى مواراته في قبره ، وهذا ما يشكل دلالة بينة على طبيعة الدنيا في تعاملها مع أبنائها، وطريقتها الموحدة والدائمة في ذلك ، مما يثير انتباه العاقل إلى الحقيقة المذكورة ، لئلا يتعامل بقدر من الاهتمام مع الذي لا يبادله ذلك ، فيكون متغافلا ، او مغفلا.
وبناء على تأكد المذكور، ودعمه المستمر بالشواهد اليومية ، مما لا يحصيه إلا الله تعالى ، فيلزم الحذر والتوقي من حدوث الانقلابات المفاجئة ، فكم من والد فقد اولاده ، وغني افتقر ، وذي عقارات لم يبق له ما يأويه ، وكفى الإنسان عبرة بالنازحين ، والمهجرين، والمنكوبين بالزلازل ، والمد البحري، والاقتتال الداخلي، والأوبئة ، وسائر الحالات المستجدة والمتتالية مما تطالعنا به القنوات الاعلامية على اختلافها، مما يلزمنا بفهم هذه الرسائل التحذيرية المتنوعة، وعدم اغفالها ، ولو بادعاء كونه ظواهر طبيعية ، او حالات عادية تحدث نتيجة عوامل وأسباب مختلفة ، فإن المهم استخلاص حقيقة عدم خلق الدنيا للبقاء ، وان مد جسور العلاقة الودية التي تتعدى كونه القادم الراحل ، مما لا يغير شيئا ، بل البراعة والقدرة الفائقة تتجلى في توظيف الإمكانيات الدنيوية في توفير الرصيد فيما بعدها من عالم مختلف، سيعاني الانسان طويلا لو لم يسرع في تهيئة مستلزماته، وهي متاحة له ، ومما يشترك عقلاء الناس على حسنها وانها ايجابية ، فما العذر لتاركها ؟!
فإنها استجماع خصال الخير، والابتعاد عن مضاداتها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|