أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-9-2019
3060
التاريخ: 18-9-2019
1706
التاريخ: 8-7-2019
4316
التاريخ: 19-8-2019
2424
|
الفصل الخامس
التنمية والاسلام
ان مناهج التنمية في القرآن الكريم ومفاهيمها الأساسية وصيغها وأسباب انعدامها وكل المحاور المرتبطة بها، غير مبينة في سورة واحدة، أو تحت عنوان واحد، بل هي مبثوثة في كامل القرآن الكريم، بصيغ مختلفة، وصور متباينة؟.
لا شك أن القرآن الكريم كتاب حياة، وليس من طبيعة الحياة التجزؤ ولا الانحياز، فالحديث عن التنمية حديث عن جوانب الحياة كلها. التربوية منها والاقتصادية والفكرية والاجتماعية والسياسية. ومجرد حشر التنمية تحت عنوان واحد أو سورة واحدة خروج عن المنهج الأمثل في التعامل مع هذا الموضوع الخطير.
وبالتالي، فإن شمولية التنمية وتكاملها هي أبرز سمة من سمات التنمية في القرآن الكريم. فمنهج معالجتها ينبغي أن يكون بالتبع منهجا شموليا متكاملا، ولا يفهم من هذا -بالطبع- أن يغرق الموضوع في عموميات لا نهاية لها، ولا أن ينظر إليه على أنه مرادف لكل المواضيع؛ يأخذ منها ويرجع إليها، حتى وإن كانت بعيدة؛ ذلك أن مثل هذا التعميم كفيل بتضييع المنهج والمبنى، وإفساد المقصد والمعنى.
والقرآن في عرضه لمختلف مجالات التنمية وأنواعها دقيق كل الدقة، واضح غاية الوضوح، لا لبس فيه ولا إبهام، فمن ذلك مثلا قوله تعالى، في الحديث عن التنمية الزراعية: (وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه ياكلون * وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرئا فيها من العيون * لياكلوا من ثمره وما عملنه أيديهم أفلاً يشكرون) (يس: 33-35) فالآية أبرزت حدود عمل الله تعالى، ولم تلغ عمل الإنسان وجهده وعلمه، شأن بعض الفهـم الخاطئ لسنن الكون؛ ذلك أن نتاج الإنسان من أسباب الازدهار المنشود، وأن عمله من مقدمات التنمية الحقة؛ فقوله تعالى: (وما عملته أيديهم)، أي لياكلوا مما عملت أيديهم وهو الغروس والحروث التي تعبوا فيها.
الإنسان القرآني إنسانا حقق جميع متطلبات الحضارة، حتى وإن ضعف أحيانا في الجانب المادي، إلأ أنه لا يتائر، بل يؤسس على الجانب الأهم.
ثم إن الشكر كذلك سبب من الأسباب ومقدمة من المقدمات، وبالتالي؛ فإن الشطر الأول -أي العلم والعمل- مفهوم وواضح لدى كل الشعوب والمجتمعات، حتى وإن كانت كافرة أو ملحدة، أما الشطر الثاني فيحمل إضافة بارزة وبديعة، ألا وهي: شكر النعمة، وهنا يتضح الفرق الجوهري بين المنهج القرآني والمناهج الفكرية الأخرى.
قال تعالى: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) (إبراهيم:7) وقال: (أولم يروا انا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون * وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها ياكلون * ولهم فيها منافع ومشارب أفلاً يشكرون) (يس: 71-73). وما غاص باحث في آية من آيات التنمية في القرآن الكريم إلا وبهرته هذه الدقة وذلكم الوضوح، فهذه سمة ثانية من سمات منهج القرآن في معالجته لموضوع التنمية.
من هنا نسجل أن أبرز السمات في المنهج القرآني للتنمية أربعة، هي: الشمولية والتكامل والدقة والوضوح.
والتنمية من مدخلها الاقتصادي مرحلة متطورة تأتي بعد مرحلة النمو الاقتصادي، الذي يعني ارتفاع النسبة المئوية للإنتاج العام مقاساً بالأسعار الثابتة، أي الارتفاع الحقيقي للدخل القومي. إذن يمكن للبلد الذي يعتمد اقتصاده على إنتاج وتصدير النفط والغاز والفحم والقهوة أو الحديد، أن يحقق نمواً اقتصادياً عن طريق رفع إنتاج هذه المواد (طبعاً شريطة أن لا
تنخفض أسعار هذه المواد في الأسواق العالمية). لكن هذا النمو السريع، وغير الثابت لا يؤدي بالضرورة إلى التنمية الاقتصادية، التي تعرف من خلال ثلاث مصطلحات: الخطة، والدخل القومي الحقيقي، والأجل الطويل.
فالتنمية الاقتصادية لا ينبغي أن تفهم على أنها تغير كمالي سطحي مرحلي عابر يقتصر على عنصر معين من عناصر التنمية، إنما هي خطة معقدة ومتشابكة تستهدف تغييرا جوهريا في البنيان الاقتصادي، يمتد ليـمُس كافة العلاقات الاقتصادية، ويسفر عن رفع معدل الإنتاجية بقدر كفاءة استخدام الموارد القومية والعالمية والمستوى التكنولوجي المتاح.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|