أسس قيام مجتمع المعرفة :

يؤكد تقرير التنمية الإنسانية العربية على مجموعة من الأسس لابد من توافرها لقيام مجتمع المعرفة ونوجزها في الآتي ⁽¹⁾ :

1- إطلاق حريات الرأي والتعبير والتنظيم وضمانها بالحكم الصالح، وهذه الحريات هي الحريات المفتاح الضامنة لجميع صنوف الحرية، وهي العتبات المؤدية إلى سبل إنتاج / توليد المعرفة والمفتاح لأبواب الإبداع والابتكار، والحيوية البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والتعبير الفني والأدبي.

2- النشر الكامل للتعليم راقي النوعية ، مع إبداء عناية خاصة لطرفي المتصل التعليمي، وللتعليم المستمر مدى الحياة، وهذا الأساس يعني إعطاء أولوية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، وتعميم التعليم الأساسي للجميع مع إطالة أمده لعشرة صفوف على الأقل، واستحداث نسق مؤسس لتعليم الكبار تعليم مستمر مدى الحياة، وترقية جودة النوعية في جميع مراحل التعليم، وإعطاء اهتمام خاص بالنهوض بالتعليم العالي.

3 ـ توطين العلم، وبناء قدرة ذاتية في البحث والتطوير التكنولوجي في جميع النشاطات المجتمعية، من خلال تشجيع البحث الأساسي، وإقامة نسق للابتكار والإسراع في تقنية المعلومات والاتصالات.

4- التحول الحثيث نحو نمط إنتاج المعرفة في البيئة الاجتماعية والاقتصادية من خلال التوجه نحو تطوير الموارد القابلة للتجدد، اعتماداً على القدرات التكنولوجية، والمعرفية الذاتية، وتنويع البيئة الاقتصادية والأسواق، كما يتطلب تطوير وجود أقوى في "الاقتصاد الجديد" تعزيز نسق حوافز مجتمعي تعليمي في شان اكتساب المعرفة وتوظيفها في بناء التنمية الإنسانية بدلاً من الوضع الراهن - الذي يتمحور فيه القيم حول الامتلاك المادي، الخطوة لدى مصدري القوة، المال والسلطة.

5- تأسيس نموذج معرفي عام أصيل منفتح مستنير. هذه الأسس الخمسة تضمن إصلاح السياق المجتمعي لاكتساب المعرفة، وتقوية منظومة اكتساب المعرفة ذاتها، وصولاً لإقامة مجتمع المعرفة في وطننا العربي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تقرير التنمية الإنسانية ، 2003، ص 11-12 .